كل ما يأتي إلينا الآن من سيناء ليس أكثر من أخبار تتناثر في صفحات الحوادث عن عمليات ضخمة لتهريب السلاح أو إطلاق صواريخ أو تهريب مخدرات أو عصابات إجرامية وهناك من يتحدث عن وجود حقيقي لتنظيم القاعدة.. وسط هذا الضباب الكثيف اختفت تماما كل الأحاديث الوردية عن تنمية سيناء رغم كل الوعود التي اطلقها المسئولون بعد ثورة يناير عن الاتجاه إلي سيناء وبدء مشروعات التنمية فيها.. هذه الوعود أطلقتها حكومة د. عصام شرف وسمعنا يومها بكائيات طويلة عن إهمال سيناء طوال سنوات العهد البائد.. إهمال البشر والاقتصاد والتعليم والخدمات والأمن وسمعنا الوعود ولم تنفذ الحكومة شيئا منها.. وبعد ان جاءت حكومة د. الجنزوري بدأ الحديث مرة أخري خاصة وان د. الجنزوري نفسه كان يوما شريكا في إعداد مشروع تنمية سيناء ويعرف كل شيء عنه ابتداء بترعة السلام وانتهاء بمشروعات الطرق والكهرباء.. واختفت أخبار سيناء مرة أخري.. وبدأ الصراخ هنا وهناك حول تهديد أمن سيناء من إسرائيل وإنها تحشد علي حدودها معدات عسكرية ثم كان الحديث عن مشروع لإقامة دولة لتنظيم القاعدة في سيناء وسط كل هذه الأخبار الشاردة نتساءل وماذا فعلت الدولة امام ذلك كله.. اين ملايين الشباب واين ترعة السلام واين استصلاح 500 الف فدان واين إنتاج الخامات واين السياحة في قلب سيناء, وتشعر ان وراء ذلك كله مؤامرة صمت طويلة حيث لا فرق علي الإطلاق بين ما فعله النظام البائد في إهمال سيناء وما يحدث فيها الآن.. إن أخطر ما يجري علي أرض سيناء الآن هو اختلاط الظواهر والأشياء وغياب الحقائق تماما.. هناك أحاديث عن الأمن والغزو الديني والتوسع في زراعة المخدرات ومشاكل الحدود مع إسرائيل رغم ان الشيء الوحيد الذي يوفر علينا كل هذه المشاكل والأزمات هو التنمية الحقيقية لهذه المساحات الشاسعة من الأراضي المصرية التي تغري الجميع حيث لا أمن ولا إنتاج ولا بشر وعدنا مرة أخري نولول حول إهمال سيناء وكأنها أرض خارج حدود مصر. المزيد من أعمدة فاروق جويدة