ترتبط الربابة في تراثنا الشعبي بفن السير, خاصة السيرة الهلالية, حيث يتوحد فيها الراوي والعازف, والحكاية بشجن العزف. آلة موسيقية وترية, وحيدة الوتر, ابتكرها المصريون القدماء, ويستخدمها رواة السير الشعبية, والمداحون, ووجودها كثيف في صعيد مصر, ومنها انتقلت إلي دول عربية. ويتم تصنيعها من مكونات بسيطة, مثل خشب الأشجار, وجلد الغزال أو الماعز, والوتر من شعر الخيل. وعنقها عبارة عن عصا طويلة تثبت في أسفلها الطارة, والكراب في أعلاها, ويشد الوتر بين الكراب ونهاية العصا من أسفل بحيث يتوسط الطارة. والطارة كتلة خشبية جوفاء يشد عليها من ناحية جلد الغزال أو الماعز, وأفضل الأنواع هو جلد الذئب, وتثقب الطارة من الناحية الأخري, ومهمتها ترديد وتضخيم ذبذبات الوتر المشدود عليها. والوتر أو السبيب يتكون من عدة شعيرات مضمومة من ذيل الحصان, تمتد من الكراب أعلي العصا وتثبت في أسفلها بخيوط متينة. والكراب قطعة خشبية في أعلي العصا يتم شد الوتر بها للدرجة التي تنضبط بها النغمات. أما القوس الذي يمسكه المغني بيده فيصنع من عود خيزران أو رمان يتمتع بمرونة, ويشد عليه وتر آخر. وتوضع قطعة خشب رفيعة تسمي الغزال تحت الوتر فوق الطارة لترفعه بعيدا عنها قليلا لضمان جودة النغمات. ومثلها في الأعلي قطعة قماش صغيرة اسمها المخدة توضع تحت الوتر لترفعه عن ساق الربابة لتفعل فعل الغزال. ولطارة الربابة سبعة أشكال منها المدور, والمربع, وشكل الكمثري, والقارب, والنصف كرة, والطنبورة, والصندوق المكشوف. و ورد ذكرالربابة في رسائل الجاحظ, ووصفها الفارابي بالتفصيل في كتاب الموسيقي الكبير, ولها صورة علي قطعة حرير إيرانية موجودة بمتحف بوسطن. وانتقلت الربابة إلي الأندلس مع الفتح الإسلامي(711 م و1492م), وانتقلت منها إلي إلي أوروبا, وتغير اسمها من بلد إلي آخر, فهي رابلا في فرنسا, وريبك في إيطاليا, ورابيل أو أربيل في إسبانيا.