كشف خبراء وباحثون في شئون الحركات الإسلامية ان جماعات الإسلام السياسي حاولت الاستيلاء علي الدولة المصرية بمساعدة أمريكا, وتحاول حاليا إرسال رسائل من خلال عملياتها الإرهابية, فهي تلفظ أنفاسها الأخيرة. وذكر الخبراء والباحثون خلال مؤتمر مستقبل حركات الإسلام السياسي في الوطن العربي الذي نظمه المركز العربي للبحوث والدراسات أمس أن التيارات السلفية لديها مشكلة في التعامل مع المشاركة المجتمعية فالفكر السلفي ينتقل إلي نظام اجتماعي مختلف عن النظام الاجتماعي المعاصر. وقال عبد الرحيم علي رئيس المركز العربي للأبحاث والدراسات إن حركات الإسلام لم تتعلم من الماضي حيث سبق واستخدمت هذه الجماعات الإرهابية ضد الدولة إلا أن مصر ظلت وبقيت, وأن ما تقوم به الجماعة الإرهابية من أعمال ضد البلاد إنما هي تلفظ أنفاسها الأخيرة بهذه التصرفات الخسيسة مؤكدا انهم لم يستطيعوا القضاء علي ثورة المصريين التي أطاحت بهم. وطالب المؤتمر حركات الإسلام السياسي بتقديم رؤية جديدة تنسق مع ثقافة الأمة وإعادة التفكير مرة أخري وعدم إلصاق تصرفاتهم الخاطئة بالدين الإسلامي البريء تماما من هذه الأفعال الخسيسة. ونبه السيد ياسين المفكر السياسي ومدير المركز إلي أن هناك تحولا دوليا كبيرا للانتقال من مرحلة القطب الواحد الذي تسيطر عليه الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي نظام ناشئ متعدد الأقطاب في مرحلة فارقة ولابد من أن يكون هناك مردود للمثقفين العرب لتطوير المجتمع ورؤية تعددية لمشكلات بلدهم. وأضاف أن الشعب المصري استطاع إسقاط الجماعة الإرهابية التي عملت علي تفكيك الدولة المصرية واستخدام الدين كغطاء لها. وقال كمال حبيب الخبير في شئون حركات الإسلام السياسي إن التيارات السلفية لديها مشكلة في التعامل مع المشاركة المجتمعية فالفكر السلفي ينتقل إلي نظام اجتماعي مختلف عن النظام الاجتماعي المعاصر وإن السلفية التقليدية تري الديمقراطية دينا وتتناقض بذلك مع الإسلام لذلك فهم يقبلون بآليات الديمقراطية ويرفضون فلسفاتها باعتبارها حقا مطلقا. وأوضح ان الدعوة السلفية وحزب النور ينتميان لجيل الوسط وتأسسا بشكل مخالف لجماعة الإخوان, ولم يكن لهما موقف نهائي من المشاركة السياسية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك وأجلت المشاركة واعتبرتها موقفا سياسيا, وأنه مع دخول التيارات السلفية معترك السياسية تغير اداؤها وتحول الإخوان بالتعامل مع السياسية بمنظور الدعوة والتنظير. وشهد المؤتمر نقاشا ساخنا حين رفضوا وجود الحركات الإسلامية مؤكدين أنه لا مستقبل لهم إلا بإبعاد الدين عن السياسة. ووصفوا الحركة السلفية بأنها أشبه بالصندوق المغلق حيث اختفوا لفترة طويلة وعند ظهورهم مارسوا السياسة كما يرونها, وأنهم يحاولون أن يرثوا الإخوان في كل شيء وشدد الحضور علي أن الشعب المصري دفع ثمن وجود جماعة الإخوان الإرهابية في الحكم بدماء أبنائهم, مشيرين إلي أن الدين الإسلامي أقر الديمقراطية. وقالت المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا ان ما نعانيه هو اعتقاد النظام السابق أنه تيار مقدس ولم يمارس فكرة أنه بشر يخطئ ويصيب وأن التسمية الصحيحة لهم تيارات دينية وليست تيارات للإسلام السياسي, وأوضحت أن المادة219 من دستور الإخوان2012 كانت تهدف: إلي إقامة محور سني ضد المذهب الشيعي في إيران وأن هناك محاولة من قبل فصيل معين لخلق مايسمي الفئة المضطهدة والمظلومة وإظهار أن هناك مشكلة بينها وبين الفئة غير المضطهدة ومحاولة ابراز ذلك دوليا متسائلة هل نحن أمام هولوكست جديدة وأن هناك دلائل علي هذه المحاولات وظهرت عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة واستخدام الشعارات وأجهزة المخابرات الدولية لتنفيذ هذا المخطط وابتزاز كل من يقف ضدهم, وأن هناك اشكالية كبيرة بين الأمة السياسية والأمة العقائدية وحول رؤي حركات الإسلام السياسي للهوية الذات والآخرين أوضح الدكتور قدري حفني ان الجماعات التي تمارس عملا سياسيا وتشمل تنظيم القاعدة والجهاد وحزب الحرية والعدالة وحركة حماس يجمعها التسليم بإمكانية إقامة دولة تجمع المسلمين جميعا إلا أنهم يختلفون في توقيت إقامة هذه الدولة والطريقة المستخدمة لذلك هل هي بالقوة أم لا.