ما بين الشد والجذب يتحاوران.. يتصارعان.. يختلفان ويتفقان.. ويبوح كل منهما بأسراره للآخر.. ولكن سريعا ما يعودان ويختلفان من جديد.. ويبقي بينهما الحوار. حوار بين الفنان ولوحاته, يقدمه الفنان محمد الطراوي في أحدث معارضه والذي يقام حاليا بجاليري جرانت بوسط البلد تحت عنوان احواراتب, ويستمر حتي30 ديسمبر الحالي. يعرض الطراوي22 لوحة من أحدث أعماله بالألوان المائية والتي جعل البطل الرئيسي فيها المرأة المصرية بزيها الشعبي التقليدي وصورها في شكل تكوينات لونية تجريدية وتعبيرية ذات انسيابية ليس بها ملامح أو تفاصيل محددة ولكنها تحتفظ بالتكوين الاساسي وتتميز بالرقة والعذوبة, ويعتبر هذا المعرض اتجاها جديدا في أعماله حيث حاول الابتعاد عن المناظر الطبيعية المعتادة, كما برع في التعامل مع اللون واستخدمه بشكل جديد وجعله البطل الأساسي في لوحاته, حيث جمع بين الألوان الساخنة والباردة والشفافة والداكنة ونجح في ان يجعل بينها وبين التكوينات الأساسية في لوحاته توافقا وتناغما لونيا مميزا. يقول الطراوي عن معرضه: المرأة في أعمالي تعبر عن مكنونات البيئة المصرية فهي تظهر في كافة حالاتها دلالها ودلالاتها, إضافة إلي المفردات المكانية كما أن الأعمال الذهنية بعيدة عن فكرة التطريد البصري وهذا يجسد فكرة الحوار. وعن اختيار عنوان احواراتب يقول الفنان: العنوان ليس بالضرورة يعكس حالة المعرض بشكل مباشر ولكنه يعكس فكرة توازي العمل الفني وهي فكرة الحوار حيث أحاول أن أؤكد علي أهميته فنحن نعاني أزمة في الحوار المجتمعي, والحوار بالنسبة للفنان هو روح العملية الإبداعية بشكل أساسي ويعتبر جزءا ركيزيا في بنائية العمل.. حيث الحوار بين مدركات الفنان الداخلية وأعماله الإبداعية.. فهو حوار صامت متصل بلا حواجز, مملوء بمشاعر الدفء الإنساني, وكذلك هو حوار بين العناصر المكونة للوحة والمساحات الفارغة فيها الفنان محمد الطراوي رسام صحفي بمجلة صباح الخيرس مؤسسة روزاليوسفس حاصل علي بكالوريوس فنون جميلة زجرافيكس عام1980, والدكتوراه الفخرية من الأكاديمية الفنية بطشقند عام2005, شارك في العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية كما أقام عددا كبيرا من المعارض الخاصة أولها عام1994 بعنوان زمائيات مصريةس وحصل علي عدد من الجوائز المحلية والدولية, وله مقتنيات في المتاحف المصرية ولدي أفراد داخل مصر وخارجها.