فى جاليرى جرانت نقف أمام لوحات الفنان السودانى المقيم فى مصر حسان على الذى يقدم أحدث إبداعاته فى معرضه «الأشياء تتداعى» والذى يُظهر فيه رؤيته للواقع من خلال منظور تراثى بحيث تمتزج فى لوحاته فكرة الأصالة والمعاصرة وتجد فى اللوحات وجوها لسودانيين وسودانيات ولوحات أخرى تجريدية بطلها اللون والفكرة التى تقبع خلف الألوان والعجائن التى يستخدمها، وعن أعماله يقول حسان على إن الرسم والتلوين عنده تجربة ذاتية غير معزولة عن الهموم الحياتية وهو فى حوار وجدل بين ما يشاهده وما يحسه .
عن خيول ونساء التونى
أكثر من ثلاثين لوحة قدمها الفنان حلمى التونى فى معرضه الأخير «خيول ونساء»، ويعبر من خلاله عن حوار تشكيلى جمالى بين المرأة التى اعتاد اللجوء إليها فى أعماله والحصان، وتبدو فى لوحات المعرض علاقة قوية بينهما حيث يمثل الحصان للمرأة منافسة، فهورمز للفروسية والكرامة والحرية وكذلك المرأة التى يطمح التونى لأن تعانق تلك الصفات وتحيا بها فى هذا الزمان، وذلك من خلال تكوينات مختلفة ومتنوعة، ويرى التونى أن الحصان هو رفيق جديد للمرأة فى هذا المعرض قد يتنافس معها أو ربما يتكامل معها فى الرشاقة والجمال والكرامة والاعتزاز بالنفس ويقدم كل تلك المضامين بتعبيرية غنائية لأحزان البشر دون أن تفقد الحلم والأمل.
العيش والميه.. فى أعمال فريد فاضل
بدأب يقدم الفنان الطبيب فريد فاضل معرضًا تلو الآخر فى أزمنة متقاربة، وأحدث معارضه يقدمه فى جاليرى جالا بالزمالك بعنوان «خبز وماء»، يعرض من خلاله ثلاثين لوحة زيتية تدور فى فلك البحث عن الاحتياجات الأساسية للمواطن المصرى متمثلة فى الخبز والماء ولقمة العيش، فنجد فى لوحات المعرض التى يقسمها إلى أكثر من قسم لوحات عن النيل شريان الحياة لمصر ومصدر رزقها، ولوحات عن الخبز الطازج الخارج من الفرن البلدى وتبرز هنا لوحات الأم الخبازة، وفرحة الخبيز ولوحات أخرى يقدمها عن سحر الريف والارتباط بالأرض مصدر الخير والعطاء من خلال تركيزه على الأسرة المصرية، والجديد هنا تطرق الفنان إلى قضية الاكتفاء الذاتى فى زراعة القمح، فضلاً عن دعوته لأهمية الحفاظ على ماء النيل وحمايته من التلوث واستيعاب مشاكل الفقراء والمهمشين وقسوة الحياة عليهم لكل هذا ندعوك لزيارة المعرض الذى يمتد حتى 22 أبريل الجارى.
ناسك فى معبد التحرير
دراما من حالة مركبة وصراع محتدم وإحساس مفرد تدخل فيه انفعالات لحظات بأخرى وتتشابك الانفعالات فى عالم متغير بشكل مستمر فى الإنشاء والبناء بكل طلاقة وحرية.. هو الفنان محسن عطية.
لقد أراد أن يسقط عنه صفة الشكلية بمعناها الدقيق محاكاة لعالم البصيرة والعقل المفسر والعين المجردة الكاشفة فأعماله الفنية المعروضة بقاعة إكسترا جاءت على عدة مستويات لونية وخطية أحيانا انعكاسا لإيمانه العميق بدور الصدفة وتوظيفها لصالح رؤيته والعبور بها فى الاتجاه البحثى التجريبى ليضيف إليها مضامين أخرى حتى حقق المعادلة بين التجريد التشخيصى الذى لعب دور البطولة فى بعض النصوص التى تومئ ولا تفصح بإيهام بصرى مستخدما عائلة لونية تتأرجح بين الأزرق النيلى والأحمر القرمزى والأبيض بدرجات متفاوتة. فلا إملاءات عليه أو اشتراطات مسبقة لتنظيم تجربته الإبداعية العفوية المتواترة التى تعكس طاقات ومشاعر وجدانية انفصالية تثير الدهشة طارحة العديد من الأسئلة.
«الصعيدى» يحول أحلامه إلى الواقع
يواصل الفنان أحمد الصعيدى فى أحدث معارضه «وما نحن إلا..» بأتيليه القاهرة أعماله الغرائبية السحرية التى تشبه حكايات ألف ليلة وليلة وتعبر بشكل غير مباشر عن غرابة الواقع وتعقيداته، وهو هنا كفنان ينزع عنا غشاوة الواقع المحسوس المباشر ليغوص بنا فى عوالم لا نعيشها سوى فى رحابة الحلم بحسب الناقد د.مجدى يوسف، مضيفًا أن أعمال الفنان هى خير رد على ما سئمناه من حديث حول التجريد والتشخيص فى الفن التشكيلى فكلاهما فى أعمال الصعيدى وحدة لا تتجزأ بل إن اللعب بينهما هو مصدر المفارقة الممتعة التى تحول الحلم واقعًا نحياه.