من بين موتيفات الموروث الشعبي اتخذ الفنان حلمي التوني قبسا لبعض مفرداتها التراثية في الاستلهام والإبداع التشكيلي, وذلك في احدث معارضه الفنية المقام حاليا بجاليري بيكاسو بالزمالك و المقرر استمراره حتي12 الشهر الجاري. وكما اعتدنا دائما في اغلب اعماله الفنية ان نري العديد من الرموز والمفردات المقتبسه من التراث الشعبي ملازمة للمرأة التي طالما اتخذها الفنان عنصرا اساسيا ونموذجا للاستلهام والصياغة الفنية في لوحاته. فنجد في معرضه الاخير( خيول ونساء)الخيل وقد صاحب المرآة في اكثر من ثلاثين لوحة تصوير زيتي,صاغها الفنان باقتدار لتحمل بين طياتها علاقة عشق تدور حول حلقة تكاملية محكمة تنوعت في تشكيلتها ومضمونها الجمالي والفكري بين الحصان والمرأة التي استهواها الفنان وملكت كيانه وفكره. فلم يكتف التوني بالاهتمام بالشكل الخارجي للوحة من سرد لمفرداتها, بل تأمل متمعنا في اعماق الموروث والفن الشعبي بكل ما يحوي من مضمون وفكر ودلالة تختبئ دوما خلف الرمز المستعان. فنجد في تلك اللوحات الحصان وقد تكرر استخدامه ولكن برمزية ومدلول مختلف في كل مرة, فنجده تارة رمزا للحلم وتارة اخري رمزا للخلاص في مزيج بين الحلم والواقع مستخدما في ذلك فانتازيا لونية اكثر اشراقا ووضوحا وتجانسا تضفي شعورا بالحيوية المطلقة علي العمل الفني.