يرتاد الفنان حلمي التوني معناً جديداً، حينما تتأمله تقفز إلى الذهن كلمتان بغير انفصال بينهما "التعبيرية الغنائية"، تعبيرية شجية تغنى لأحزان البشر دون أن تفقد الحلم، فيختلط في لوحاته الواقع بأحلام اليقظة.. بالأمل .. هو لا يقدم شكلاً فقط كما يفعل بعض مستعيري ملامح وموتيفات التراث، لكنه قد غاص في أعماق ذلك التراث بكل أشكاله و مضامينه ودلالاته، واختار مسرحه التصويري بنفسه ولنفسه". لا ينضوي التوني تحت لواء مدرسة فنية بعينها، كنه يعزف على سطح اللوحة "أنشودته"، ولأنه يبدأ بالإنشاد لنفسه وحنين ذاته؛ فإنه يمس مشاعرنا وحواسنا بذلك "الناي" الحامل لأجواء السحر فيجعلنا شركاء في إبداعه . هكذا قدمت قاعة "بيكاسو" في الزمالك لمعرض الفنان حلمي التوني الجديد، الذي تستضيفه القاعة بعنوان "خيول ونساء"، وسوف يتم الافتتاح في تمام الساعة السابعة مساء يوم الجمعة الموافق 29 مارس، ويستمر حتى 12 أبريل المقبل. وفي المعرض سنجد أنه لا تخلو أعمال التوني من النساء، فالمرأة دائماً حاضرة في لوحاته؛ رأيناها علي البحر، وداخل البيت والمخدع.. كما رأيناها في ميدان التحرير تبيع الأعلام، وقبل العَلَم كان إلى جوار المرأة دائماً رمز من رموز التوني التي يسميها "رفيقة المرأة". فكنا نرى السمكة والعصفور، كما رأينا ملك العصافير "الهدهد" وهو يبوح بأسراره الأسطورية للمرأة. تعودنا أيضا أن نرى رموز كثيرة مستعارة من الفن الشعبي والأساطير، وهي تصاحب المرأة في كل لوحات حلمي التوني، وفي هذه المرة ومن خلال معرضه في قاعة "بيكاسو" للفنون، يقدم التوني لأكثر من ثلاثين لوحة يظهر فيها الحصان في تكوينات مختلفة ومتنوعة، ولكنها في كل حال ثمثل حواراً تشكيليا ً جماليا ً، كما تمثل سرا ًيتشارك فية الأثنان المرأة والحصان، فالحصان هو الرفيق الجديد للمرأة في هذا المعرض، يتنافس معها، أو ربما يتكامل في الرشاقة والجمال، وأيضا ً في الكرامة والأعتزاز بالنفس. ولكن ماذا يمثل الحصان للمرأة ؟ في رأي الفنان هو المنافس في الجمال "أنظر شعر المرأة الطويل وذيل الحصان.. كما يمثل البطل الحامي والحارس لها"؛ فالحصان على مر العصور كان رمز الفروسية والحرية والكرامة، التي يتمناها التوني للمرأة في هذا الزمان .