توصلت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ماسا تشوستس أمهرست إلي أن تشجيع الأطفال علي أخذ قسط من النوم لمدة ساعة بعد وجبة الغذاء قد يساعدهم في عملية التعلم لأن فترة النوم هذه تعزز قوة الدماغ, كما أكدوا أن نوم القيلولة يساعد الأطفال ما بين سن الثالثة والخامسة علي تذكر الدروس في مرحلة ما قبل المدرسة بشكل أفضل. وأثبتت نتائج هذه الدراسة أن فوائد القيلولة تستمر من بعد النوم في فترة الظهيرة إلي اليوم التالي, لذا فان النوم في هذه الفترة كما يقول د.حسين زهدي أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة مهم جدا لتقوية الذاكرة وللتعلم في مراحل مبكرة. ويري أنه يجب ألا تزيد فترة نوم القيلولة عن ساعة بأي حال من الأحوال لأن هذه المدة كفيلة باستعادة النشاط مرة أخري, كما أن الساعة البيولوجية للإنسان تعمل علي ضبط إيقاع اليوم ما بين اليقظة والراحة, وذلك من خلال تحكمها بالنشاط الهرموني للجسموالمتخصص بذلك.. فهي التي تمكنا من الاستيقاظ صباحا وتوجهنا للنوم في كل ليلة. ويضيف د.حسين قائلا إن الفترة من11 مساء إلي4 صباحا أفضل فترة للنوم, ويجب علي الطالب ألا يستذكر دروسه في هذه الفترة بل يفضل المذاكرة في فترة النهار. فالنوم الطبيعي يحدده المخ وفقا لساعة الجسم البيولوجية هو منظم جيد للعملية التربوية ويرسخ المعلومة في خلايا المخ فيصبح الطالب مستعدا لاستيعاب كل ما يستذكره. والنوم الصحي يتراوح ما بين7 و8 ساعات, وأقل من ذلك يسبب الإرهاق وأكثر من ذلك يسبب الكسل والوخم والاستسلام إلي حالة اللامبالاة. وهناك أشخاص نظرا لظروفهم الأسرية أو الضوضاء المحيطة بهم يطيلون فترة القيلولة لأكثر من ساعة ويعتادون علي ذلك, وهذا الاعتياد مقبول من وجهة نظر د.سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس الاجتماعي بمعهد الخدمة الإجتماعية ببنها الذي يري أن نوم القيلولة مهم للذين تعودا عليه, حيث يحتاج الجسم لعملية تنظيم وتخطيط, وهناك فروق فردية بين الأشخاص في الخصائص المختلفة, وعلي كل فرد أن يأخذ القسط الكافي من النوم حتي تقوي ذاكرته, ويجعله يقوم بواجباته علي أكمل وجه.