كثير من الابطال الذين شاركوا في حرب اكتوبر لايكاد يعرفهم احد لكنهم كانوا جزءا من الانتصار الكبير قبل العبور بساعات لم يتصور الضباط والجنود انهم سوف يعبرون كيف ودوريات العدو امامهم.. لكن بعد بدء الضربة الجوية الاولي تاكد الجميع ان الامر جاد هذه المرة فاندفعوا لاقتحام خط بارليف, والعبور الي سيناء في السطور التالية يروي اللواء احمد صلاح فراج سطورا من معركة تبة الشجرة. كيف انتصر المصريون ؟ خطة الخداع الاستراتيجي كان لها اكبر الاثر في نجاح وفي خداع العدو والدول الكبري وأمريكا وكانت سبب النصر بعد الله وصيحات الله واكبر ثلاثة اسباب اساسية في تحقيق النصر لقد بدأنا الحرب بخداع أنفسنا لم يكن لدينا تصور بأننا سنحارب ونعبر ذلك لاننا كنا نعلم ان العدو عرف كل شيء عنا وعن قواتنا من خلال الاقمار الصناعية التي تصور كل اوضاعنا. صباح السادس من اكتوبر وجدنا امامنا دورية اسرائيلية حتي الثانية عشرة ظهرا قبل ساعتين من العبور هل لو كانت اسرائيل تعلم بموعد الحرب كانت علي الاقل سحبت الدورية هذا ما جعلنا نشك في امكانية العبور, فالقائد جمعنا الساعة العاشرة صباحا وقال ان الأوامر جاءت بالافطار لكني اكملت الصوم وظللت طوال رمضان صائما مثل الكثيرين من ابطال القوات المسلحه وفي الثانية ظهرا بدات الموجه الاولي للعبور بعد ضربة الطيران وقصف المدفعيه لمواقع العدوا اندفعنا لاقتحام خط بارليف وبعد عشرة دقائق كنا علي الضفة الشرقية للقناه وبدأ الاشتباك مع العدو وتم تدمير دبابتين في حين اطلقت ثالثة النيران فاستشهد النقيب احمد النحاس واستمر اندفاعنا وتقهقر العدو. كيف دارت معركة تبة الشجرة ؟ وصلنا الي تبة الشجرة و مساء8 اكتوبر وصدرت لنا الاوامر بالاستيلاء علي الموقع واستطعنا تحقيق الهدف بعد قتال عنيف مع العدو يوم19 اكتوبر الا ان العدو الذي كان يعتبر الموقع تبة حاكمة حاول مرارا استرجاعها لكن هيهات لان عقيدتنا كانت النصر او الشهاده فلا انسحاب أو ارتداد. بدأ طيران العدو في قصف الموقع بهدف استرجاعها وكذلك المدفعية والدبابات بكثافة نيران عاليه وكانت من اصعب الاوقات خلال الحرب وأمرنا قائد الكتيبة بالنزول من التبة ناحية الشرق اي في اتجاه العدو لتقليل الخسائر وبدأ العدو في التراجع بعده بدأ العدو في الحشد للهجوم المضاد باستخدام لواء مدرع مكون من111 دبابة علي كتيبه فتم التعامل مع مفارز العدو ودحره وصدرت الاوامر لنا بعدم تمكين العدو من استعادة اي نقطة حصينة ومنعه من عمل نقاط قوية والتعامل المباشر معه الي ان وصلنا الي يوم18 اكتوبر وقبول قرار وقف اطلاق النار الذي كان قرارا سياسيا بعد أن بدا الجسر الجوي الامريكي وأسرنا دبابات امريكيه وصلت الي مطار العريش الي ميدان القتال مباشرة. في اكتوبر حاربنا من اجل بلدنا وكنت شابا لذلك اطلب من شباب مصر العمل من اجل بلادهم دون النظر الي انتماءات, سواء يمينا أو يسار جيل اكتوبر ضحي من اجل بلده وسالت دماؤه وهو احساس بالفخر والشرف وماذا عن سيناء ؟ مازالت سيناء بعد اربعين سنه كما هي تلك السنوات كانت كفيله بجعلها جنة, هناك دراسات كثيرة لتنمية سيناء واستيعاب بطالة الشباب, صحيح ان مصر ملتزمة بمعاهداتها الدولية التي وقعتها لكن اذا تم المساس بالامن القومي المصري, فلابد التعامل مع كل مهددات امن مصر سواء ارهابا أو غيره وتحصين سيناء من اي دخيل علينا. اكتوبر بالنسبه لنا حلم جميل أري فيه مستقبلنا لانه لولا حرب اكتوبر ما عادت سيناء وخيراتها الينا واليوم نتطلع الي الاهتمام بها وتسعد وتفخر بها الاجيال القادمة ويعلمون ان اباءهم حرروا هذه الارض الطيبة. ماذا تحتاج مصر الآن؟ مصر تحتاج الان الي روح اكتوبر روح البذل والعطاء دون الانتظار وانت تكون العقيدة الثابتة ان مصر اولا و قبل كل شييء والجندي المصري في كل العصور هذا هو شعاره. القوات المسلحة اليوم كيف تراها ؟ انا كمقاتل عاش الحرب أشعر بالرضا الي ما وصلت اليه القوات المسلحة, فهي في تقدم مستمر رغم اي احداث, وستظل جاهزية هذا الجيش هي مبعث الفخر دائما, وانه ليس مشغولا عن اداء مهمته الاساسيه في الدفاع عن امن مصر القومي.