لم يكتف العدو بإقامة خط بارليف بل قام بتحصين مواقعه في عمق دفاعاته فاختار منطقة تبة الشجرة لاقامة هذا الموقع الحصين وكان المخطط الإسرائيلي دقيقا للغاية في اختيار الموقع حيث يرتفع عن سطح البحر بمقدار74 مترا مما يحقق لقواته امكانية الملاحظة لجميع التحركات غرب قناة السويس من البلاح شمالا وحتي الدفر سوار جنوبا كما يحقق له السيطرة علي اجزاء كبيرة من الأرض المحيطة به ويبعد هذا الموقع نحو10 كم شرق الاسماعيلية,750 م شمال الطريق الأوسط وكان هذا الموقع اثناء حرب الاستنزاف بنسبة تحصين اقل مما كان عليه حين سقط عام73 وكانت إسرائيل تتفاخر بالتجهيزات التي تمت لهذا الموقع وزاره العديد من الصحفيين واصدقاء إسرائيل في الفترة ما قبل حرب أكتوبر1973 ولكن لم يشفع له هذا بألا يقع في ايدي قواتنا والتي عثرت بداخل الموقع علي وثائق مهمة افادتنا كثيرا اثناء الحرب وللمفارقات ان معظم الصحفيين كانوا حريصين علي زيارة هذا الموقع بعد الحرب, وكانوا يتساءلون كيف تم الاستيلاء علي هذا الموقع. يقول اللواء محمد بدر قائد كتيبة المشاة التي تولت احتلال وتطهير تبة الشجرة خلال يومي6 و7 اكتوبر73 تمكنت القوات المصرية من الاستيلاء علي النقط القوية الأمامية لخط بارليف في مواجهة مدينة الاسماعيلية, وهو كان يطلق عليه موقع السبعات بعد معارك طاحنة في يوم8 أكتوبر73 كلفت احدي الكتائب المشاة المدعمة بالدبابات بالاستيلاء علي موقع تبة الشجرة حيث استطاعت الكتيبة ودعمها حسم المعركة خلال25 دقيقة بالاستيلاء علي اسلحة ومعدات الموقع صالحة وفي حالة إدارة واسر50% من قوة السرية المشاة المدعمة للجانب الإسرائيلي والتي كان قوامها150 فردا, ونتيجة للخسائر الفادحة قام الجانب الإسرائيلي يوم9 اكتوبر بتمهيد نيراني من القوات الجوية والمدفعية ودفع كتيبة دبابات مدعمة لاستعادة الموقع إلا انه فشل في تحقيق اهدافه وتحمل خسائر اضافية في قواته المهاجمة وقال اللواء محمد بدر ان موقعة تحرير تبة الشجرة تعد معجزة حققها التوافيق من الله ثم عزيمة الرجال