خاضت بلادنا حروبا عديدة تكللت في النهاية بنصر أكتوبر الذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ الوطن، استعدنا من خلاله الثقة بأنفسنا وتجاوزنا سنوات الانكسار، وانطلقنا في مسيرة العمل الوطني. وتحتفل مصر والأمة العربية هذه الأيام بالذكري ال37 للانتصار العظيم الذي حققه المصريون في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 والتي أعادت الكرامة المسلوبة من العدو الإسرائيلي الذي دنس أرض الوطن لمدة 6 سنوات. وبهذه المناسبة التقينا مع عدد من أبطال مصر، الذين شاركوا في تحقيق النصر تقديرا لعطائهم واستعادة لذكري تضحياتهم ليكونوا المثل والقدوة دائما في الفداء، ومثال لشعب عظيم حافظ علي كل حبة رمل من أرضه، ودافع عن حريته، ولم يحقق أهداف الطامعين في مكان ومكانة مصر عبر العصور.. عملية جزيرة البلاح - العميد شريف عبدالنبي احد مسئولي معسكر الأسري في فترة حرب أكتوبر- وقبلها كان قائد سرية استطلاع لأحد ألوية المشاة يقول: "كان دوري الأساسي مع زملائي في المعسكر هو الحصول علي المعلومات من الأسري، والاستفادة بها في عمليات قواتنا داخل عمق العدو ومهاجمة مواقعه علي امتداد القناة بطول خط المواجهة ، وقد ساعدت هذه المعلومات قوات الصاعقة والمظلات في اختراق خطوط العدو وتدمير نقاط تمركزه الحصينة". ولفت إلي أن التعامل مع الأسري الإسرائيليين يتم باحترام وكنا نسارع بتسجيلهم في هيئة الصليب الأحمر كأسري وكانوا يتعجبون من اصطحابنا لهم في رحلات ترفيهية. ومن العمليات التي افتخر أنني اشتركت بها كانت تدمير نقطة حصينة للعدو بجزيرة "البلاح" الموجودة بقناة السويس وكانت نقطة حصينة جدا للعدو -وأنا وقتها (عام 1969) كنت قائدا للسرية- وجاءتنا التعليمات أن يكون الهجوم يوم 6 ديسمبر وكان يوافق ليلة القدر، وبدأنا الهجوم وقت صلاة المغرب تحديدا ونحن صائمون وكان ذلك نوعا من الخداع والتمويه لان العدو لن يخطر بباله ان نقوم بأي عملية في هذا الوقت. قمنا بالهجوم بكل حماس وكنا نشعر بأننا نثأر لكرامة مصر والمصريين، فقد تجاوزنا ألغام العدو التي كانت تمتلئ بها أرض الموقع، والقينا بالقنابل في فتحات التهوية، وسيطرنا علي الأمر تماما بعدما حزمنا المكان بالديناميت لينفجر بالكامل ليقوم احد جنود العملية واسمه (عبدالفتاح سعداوي) برفع العلم المصري بعد انزال الإسرائيلي وسط تهليل وتكبير منا. ويري أن حرب أكتوبر تمثل عظمة رجال مصر وأظهرت أيضا ضآلة الجندي الإسرائيلي الذي لا يساوي شيئا بدون أسلحته ومعداته. القذائف تعرف أهدافها اللواء منير حامد - وكان ضمن سلاح المدفعية في الحرب- أكد أن الاستعداد للحرب بدأ بعد نكسة 1967 مباشرة ومنذ هذا التاريخ وحتي عام 1970 كانت فترة إعادة تنظيم القوات المسلحة وتسليحها لتبدأ بعد ذلك فترة التدريب علي مهام الحرب والتخطيط لعمليات شرق القناة، وأنا قبل الحرب بثلاث سنوات كنت متواجدا بمدينة السويس لرصد تحركات العدو وجمع المعلومات عنه اللازمة للتخطيط للمعركة الفاصلة، واستمر هذا الامر حتي تم العبور، وكان من ضمن الأسباب لنجاح التمهيد النيراني بالمدفعية هو الاعتماد علي معلومات دقيقة حول أهداف العدو فكان يتم تصويب القذائف بدون أخطاء، ومن ضمن المهام التي كنت اشترك بها مع كتيبتي هو تأمين الجانب الأيمن لإحدي فرق المشاة من خلال توسيع رأس كوبري الفرقة حتي 12 كيلو ونكون علي استعداد في كل مرحلة بمواجهة العدو عند محاولته اختراق رأس الكوبري. ويصف لحظة العبور بأنها كانت مذهلة، فموجات الجنود المصريين كانوا يتدفقون عبر القناة بشكل منظم ودقيق وكان بناء علي تدريب مسبق. صواريخ (أرض-أرض) اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم طلبة - من سلاح المدفعية - يشير إلي أن المشكلة بعد وقف إطلاق النار كانت هي تفوق سلاح الطيران الإسرائيلي خاصة بعد تدعيم أمريكا له بطائرات يمكنها الوصول إلي عمق الدولة، وفي المقابل كنا قد فقدنا 80% من طائراتنا اثناء حرب 1967 وسرعان ما أعادت مصر بناء قوتها خاصة مع الحصول علي صواريخ (أرض-أرض) والتي كانت بديلا لطائرات ضرب عمق العدو. أضاف: تدربنا بشكل جيد علي السلاح الجديد لدرجة أذهلت الروس الذين حصلنا منهم علي هذا السلاح، وشعر العدو بقوتنا وأوقف تهديده بتكرار الحديث بضرب عمق الدولة، ولم يستطع جهاز المخابرات الإسرائيلي الكشف عن مواقع الصواريخ بسبب خطط التمويه والسرية التامة في التعامل مع هذا السلاح والذي استخدمناه في حرب أكتوبر بنجاح غير متوقع، فعندما بدأ التمهيد النيراني بالمدفعية وصلت إلينا التعليمات بضرب احد مراكز إعاقة الاتصالات الإسرائيلي وكان يسبب إزعاجا لقواتنا من خلال تشويشه علي أجهزة الاتصال، ونجحنا بعد الانتهاء من ضربتنا الجوية في تدمير هذا المركز تماما، وبعدها توالت الضربات في توقيتات لم يكشفها العدو، وضربنا جميع مراكز القيادة وأصيب العدو بالشلل التام. وقد صدرت لنا أيضا تعليمات بضرب مطاري "المليز وشقير" التابعين للعدو ولأن المسافة كانت بعيدة فكانت المهمة من الناحية العلمية والعسكرية مستحيلة ولكن كان التوفيق عندما أطلقنا 6 صواريخ لتصيب المطارين وتحترق 6 طائرات كانت موجودة بهما، وفي يوم 22 أكتوبر من عام 1973 وقبل تحديد وقف إطلاق النار بعشر دقائق فقط وصلتنا معلومات بوجود قوات إسرائيلية لتدعيم الثغرة لنقوم بإطلاق قذيفة عليها وكانت النتيجة تدمير كتيبتي مشاة ميكانيكي إسرائيليتين تضمان 45 عربة مدرعة كانت تستعد لعبور القناة. وأشار إلي أن حرب أكتوبر تمثل ميلادا جديدا للضابط والجندي المصري وإعادة إحياء لكرامة كل مصري وعربي. النكسة لم تكسر العزيمة محمد عبده موسي - مساعد أول في سلاح الصاعقة - يقول: انضممت إلي احدي كتائب الصاعقة عام 1967 وتمركزنا في منطقة القنطرة ولم تستطع النكسة كسر عزيمة الجندي المصري بل رفضنا الهزيمة فظهرت بعض البطولات الفردية عقب النكسة مباشرة ومنها أن قام احد زملائنا بفتح النار علي مجموعة من قوات العدو معلنا رفض الهزيمة ولم نرض بالحصول علي إجازات، وفي عام 1968 التحقت بالمجموعة 39 قتال وكانت تضم فصيلة من الصاعقة البحرية علاوة علي فصيلتين من الصاعقة البرية بقيادة الشهيد "إبراهيم الرفاعي" وكان لنا الشرف أن نقوم بعمل أول كمين في منطقة جبل مريم عام 1969 وبعدها قمنا بعمل الكمائن والغارات من منطقة المحمدات شمالا وحتي رأس محمد جنوبا بطول 180 كيلو. وقال: "أول عملية قمت بها كانت يوم 19 ابريل عام 1969 عقب استشهاد الفريق "عبدالمنعم رياض" وصدر إلينا أمر بالهجوم علي إحدي قوات العدو بمنطقة لسان التمساح وتكبد العدو خسائر فادحة وتم قتل 40 فردا وتدمير 4 دبابات، وقد أصبت مرتين خلال حرب أكتوبر ومع كل إصابة كنت لا انتظر المثول للشفاء وأسارع الي العودة للجبهة لأكون وسط زملائي". ولا أنسي أبدا بطولة احد أفراد الصاعقة البحرية ويدعي "محمود الجيزي" حيث اشترك في مهمة مع سرية من كتيبته وأثناء قيامهم باحدي المهام تم حصارهم ولم يستسلم الجيزي بل قاوم بسلاحه واستطاع قتل 3 اسرائيليين حتي تمكنت منه قوات العدو الذين أدوا لجثته التحية العسكرية اعترافا منهم بشجاعته. عملية "تبة الشجرة" اللواء محمد بدر قائد فصيلة بأحد ألوية الجيش الثاني قال: "تسلمت مهمتي علي الطريق الأوسط في يوم 2 أكتوبر عام 1973 وكانت نقطة تمركزنا في مواقع دفاعية علي القناة أمام نقاط حصينة للعدو علي الضفة الأخري، وفي يوم 5 أكتوبر قمنا بإعادة تجميع القوات وتضييق مكان المواجهة (الهجوم) وإخفاء أسلحتنا بشكل لم تستطع أجهزة استطلاع العدو الحديثة اكتشافها وفي صباح يوم الحرب كانت الأمور تسير بالشكل العادي حتي لا يشك العدو في أي شيء". ولم نكن نعلم بموعد الحرب أصلا حتي قبل الحرب بساعتين فقط عندما تسلمت مظروفا بالموعد لنقوم بالعبور في الساعة الثانية ودقيقتين وبدأت القوارب المطاطية تعبر القناة ونحن عليها حاملين الاسلحة الخفيفة ولم نفقد في كتيبتنا اثناء العبور وبعده سوي 17 فردا فقط وهو رقم ضئيل جدا علي مستوي العمليات العسكرية في العالم. وعندما وصلنا إلي الضفة الأخري وسجدنا لله شكرا تمركزنا في منطقة تسمي "تبة السبعات"وبدأت دبابات العدو (الاحتياطية) تتحرك ولم نتركها وواجهناها بأسلحتنا "الار بي جي" ولم يتمكن العدو من اختراقنا حتي وصلت قواتنا باسلحتها الثقيلة. وقد وصلنا إلي منطقة "تبة الشجرة" في يوم 8 أكتوبر ووصلت لنا التعليمات بتطوير الهجوم والاستيلاء علي نقطة العدو بالتبة وشكلنا مع سريتين أخريين الهجوم وكانت مواجهة شرسة مع العدو واستولينا علي الموقع ليلا وفي أول ضوء من صباح يوم 9 اكتوبر بدأت مدفعيات العدو ودباباته في قذفها اتجاه التبة لاستعادتها ولكننا لم نستسلم ورددنا عليهم بوابل من النيران استمر طوال النهار حتي تمكنا من السيطرة علي الموقع. المستشفيات لم تعرف الاجازات عميد ليلي عبدالمولي وكانت مسئولية بقسم تمريض الجراحة بمستشفي غمرة العسكري أثناء الحرب أشارات إلي أنه قبل الحرب مباشرة كان المستشفي لا يستقبل سوي الحالات الطارئة وكان من المفترض أنه آخر مستشفي سيصل اليه مصابو الحرب لأنه في الأساس مستشفي للعائلات، وليلة الحرب شعرنا ونحن بالمستشفي بحالة من الانضباط والالتزام الزائد ولم نحصل علي أي اجازات حتي في الأعياد والمناسبات فالمهم هو خدمة المصابين الذين كانوا يترددون علي المستشفي وكان هناك شعور بالفخر في عملنا خاصة أن كثيرا من المصابين كانوا يطالبون بسرعة الاستشفاء للعودة إلي الجبهة مرة أخري. ومن ضمن المواقف الإنسانية التي أتذكرها خلال هذه الأيام انه أثناء حضور المصابين كان هناك احد الجنود العاملين بالمستشفي يقوم بفك الجبس للحالات ومن كثرة الإعياء سقط مغشيا عليه ليقوم احد الضباط المصابين بحمل الجندي ليستريح علي سريره بدلا منه ويقدم له الإسعافات المطلوبة. إعداد الفرد ومسرح العمليات -اللواء محمد نجاتي قائد أحد الألوية المدرعة بالجيش الثاني في فترة الحرب أوضح أن الإعداد للمعركة تم علي أكثر من مستوي وكان أول شيء تم إعداده هو الفرد المقاتل بدنيا وعلميا ونفسيا وهذا كان الأمر الأصعب لأنها كانت الحرب الاولي التي نخطط لها لاستعادة أرضنا المسلوبة ولم تفرض علينا، المستوي الثاني من الإعداد كان تجهيز المعدات وكانت مصر في هذا الوقت تمتلك أسلحة لأغراض دفاعية فقط وبالتالي كان السعي لامتلاك الأسلحة الحديثة سواء الدفاعية أو الهجومية. أما المستوي الثالث من الإعداد فهو تجهيز مسرح العمليات متمثلة في بناء المنصات والدشم بشكل مدروس يمكن القوات المصرية من كشف مواقع العدو. وأضاف أن الشعور بالانتماء كان شيئا يفوق التصور وكان الجندي أو الضابط الذي يصاب في المعركة يرفض الإفصاح عن إصابته حتي يستمر في الحرب مع زملائه. التدريب علي أعمال العبور -اللواء محمد سعد ابراهيم -شارك في الحرب ضمن المدفعية المضادة للطائرات وكان مكلفا بتوفير الدفاع الجوي لأحد فرق المشاة التي تعمل في نطاق الجيش الثالث الميداني بالسويس- أشار إلي أن فترة الاستعدادات المكثفة منذ عام 1970 وبدأت بالتدريبات المكثفة علي أعمال العبور وتأمين القوات والإعداد كان من خلال معسكرات يتم فيها تأهيل وحدات الدفاع الجوي علي الرميات الفعلية والحقيقية وكذلك كان يتم إعداد المقاتل معنويا وفنيا وبدنيا. كما كان هناك العديد من المناورات التي سبقت حرب أكتوبر تم فيها الكثير من التحركات في إطار التدريب وتنفيذ خطة خداع العدو. في يوم 4 أكتوبر من عام 1973 استلمنا التلقين بالمهمة ولم نعرف موعدها سوي قبل بدء الحرب بنصف ساعة فقط وكان مطلوبا منا تأمين خطوط سير الضربة الجوية أثناء الذهاب والعودة كإحدي المهام الرئيسية لقوات الدفاع الجوي، وبعدها بدأنا أعمال القتال ضد طائرات العدو وتمكنت الوحدة المدفعية التي كنت أنتمي إليها من تأمين التحركات والقوات البرية إلي قطاعات العبور مع تأمين وحدات الكباري علي طول القناة كما تم دفع عناصر الصواريخ الخفيفة مع الموجات الأولي التي عبرت القناة باستخدام القوارب المطاطية لتأمين العبور عند الوصول الي الجانب الشرقي. وقد كشفت - الحرب أن الجندي المصري لديه قوة عظيمة جبارة فأثناء الحصار في الثغرة استطاع المصريون التكيف مع الظروف المحيطة دون الشعور باليأس وظلت روحهم المعنوية مرتفعة جدا ولم تنته عنده حاسة الابتكار فمثلا أثناء التواجد في الثغرة قام احد الجنود بابتكار جهاز لتحلية المياه من مواد خام بسيطة عبارة عن جالون وخراطيم فقط وكان يتم تحلية مياه القناة بها وشربها. سيطرة القوات البحرية علي البحر الأحمر اللواء يسري قنديل - احد قادة القوات البحرية وقت الحرب- يقول إن دور القوات البحرية كان هو حماية مصالح مصر ضد أي تهديد من اتجاه البحر، وهذه القوات هي خط الدفاع الأول لمصر من اتجاه البحر، وقد واجهت تحديات كبيرة بعد النكسة علي رأسها كيفية استرداد الموانئ التي فقدناها في سواحل شبه جزيرة سيناء واضطرت قواتنا البحرية إلي إعادة تمركز الوحدات البحرية لإبعادها عن مرمي الطيران الإسرائيلي، أما التحدي الأكبر فكان في إجراء الإصلاحات للسفن في ظل عدم وجود ترسانة بحرية في أماكن تمركزها في موانيء الدول الشقيقة. وعادت قواتنا الي أماكنها بعد ذلك بالضفة الغربية لقناة السويس لإعادة التوازن للقوات، أما التحدي الثالث فكان حصول اسرائيل علي زوارق للصواريخ من فرنسا عام 1968 وكان علينا التفكير في تحقيق تفوق علي جانب أخر وكان ذلك في استخدام الغواصات والألغام البحرية والضفادع البشرية وظهر ذلك عندما استطعنا تدمير المدمرة ايلات وفي الفترة من نوفمبر 1969 وحتي مايو 1970 استطعنا إغراق 3 سفن اسرائيلية. أضاف انه في حرب أكتوبر كانت هناك عدة أهداف للقوات البحرية الأول استراتيجي وهو حرمان إسرائيل وقواتها من الإمدادات خاصة البترول أما الهدف الثاني فهو حماية الموانئ المصرية لتظل مفتوحة طوال فترة الحرب والهدف الثالث يتمثل في معاونة أعمال الجيوش الميدانية وحماية جانبها المعرض للبحر، ومع انطلاق ساعة الصفر كانت المدمرات البحرية المصرية تقوم بممارسة مهامها في التفتيش وهو حقها طبقا للقانون البحري الدولي ومنع السفن التابعة لإسرائيل او لصالحها، وكانت الوحدات البحرية والمدفعية الساحلية تشارك في قذف مواقع العدو علي خط بارليف. وقد أسفرت حرب أكتوبر بالنسبة للقوات البحرية تحديدا علي حرمان إسرائيل من إمدادات البترول في البحر الاحمر حتي توقفت ناقلات البترول الإسرائيلية عن العمل، ونتيجة لنشر قواتنا للألغام عند مدخل خليج السويس اصطدمت بها ناقلات البترول الإسرائيلية التي كانت تستولي علي بترول بلاعيم وغرقت سفينة تسمي "بترا" وعلي متنها 2000 طن بترول.