تونس الخضراء ومدنها الجميلة.. القيروان وسوسة وسيدي بوسعيد.. شوارعها الجذابة.. أهلها الشعب الطيب والمغوار.. إذا قدر لك زيارتهم تتمني أن تذهب إليهم مرات ومرات.. لا يختلفون كثيرا عن أهل مصر الطيبين.. وإذا تعاملت معهم لاتملك إلا أن تحبهم. في الفترة من1992 وحتي2007 ذهبت إلي تونس خمس مرات في مهام صحفية.. وكانت تونس محطتي لقضاء شهر العسل بعد زواجي مفضلا لها علي عشرات البلدان العربية والأوروبية التي زرتها من قبل, وكم كان القلب يشتاق لزيارتها إلي أن جاء المنصف المرزوقي وجماعته ليحكموها وكأنه جاء ليرد عنها حب الآخرين وبعد أن كانت جاذبة للسياحة من المصريين وغيرهم من العرب والأجانب تحول الأمر إلي النقيض, وأصبحت تونس الخضراء علي عكس ما عرفناها, وتحولت في العامين الماضيين التي حكم فيها المرزوقي وجماعة الإخوان التي ينتمي إليها رغم إنكاره إلي بلد آخر, لا سياحة بها ولاتنمية ولا نهضة, وبدلا من أن يهتم المرزوقي بمشكلات بلده التي كان هو سببا رئيسيا فيها فوجئنا به يتدخل في شئون مصر الداخلية ويطالب بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي وتناسي أن عزله لم يكن إلا بإرادة شعبية, وإجماع لم يشهد له العالم مثيلا, وبدلا من مناشدة العالم والمجتمع الدولي لدعم مصر في كلمته أمام الدورة68 للجمعية العامة وجدناه يحرض علي مصر وحكومتها المؤقتة ومتناسيا أن ما حدث في30 يوينو2013, ما هو إلا تجسيد حقيقي لهمة وعزيمة الشعب المصري, وكأنه لم يقرأ التاريخ ليعلم أن مصر بها رجال صنعوا التاريخ وعلموا العالم, ولها مواقفها العربية والإفريقية والدولية منذ فجر التاريخ. لقد أثبت المرزوقي أمام العالم أنه غير منصف ولم يكن له من اسمه نصيب, وكشف أمام الأممالمتحدة بنيويورك ما بداخله من خوف ورعب وقلق وأن ما حدث في مصر يمكن أن يلحق به, وإن كنت أري أنه سيكون قريبا, وآت لا محاله, وليستعد المرزوقي غير المنصف لهذا اليوم لأننا نثق في رجاحة عقل الشعب التونسي الذي أطلق أول شرارة في ثورات الربيع العربي. لمزيد من مقالات د . إبراهيم البهى