رحم الله الدكتور أسامة الباز, رمز الوطنية المصرية و العربية, ومن أكثر الناس علما و اكثرهم تواضعا, كان يمثل و بطريقة جميلة تواضع العلماء. ورغم أنه من الديبلوماسيين المحترفين أصحاب الفكر المتميز و المستنير إلا انه كان يتحرك بحرية العلماء اهم ما في حياته القلم والورقة ويسعد كثيرا إذا قدم اليه احد مجموعة من الأقلام تكتب كالحرير و حقيقة كانت كلمته كالحرير باللغتين العربية و الانجليزية. وقد عرفت الدكتور أسامة الباز منذ ان قمت بتغطية وزارة الخارجية في بداية عملي الصحفي و لا أنسي فضله علي في الانفراد بأخبار عالمية لصحيفة الأهرام. أتذكر أحد الأيام بعد مبادرة السلام التي أطلقها الرئيس الراحل أنور السادات, و قامت الدنيا و لم تقعد, و كنت في الخارجية في مبناها بالتحرير وقرر الدكتور أسامة ان يخرج ليشتري بنفسه شيئا من محيط ميدان التحرير و رافقته لنتحدث عن الحدث الكبير و علق بانه لا يمكن الحكم علي الحدث اليوم و لكن علينا ان نتركه لحكم التاريخ. وبحكم عملي كمندوبة لصحيفة الاهرام في الخارجية تمتعت بعلاقات طيبة مع جيلي من موظفي الخارجية أعضاء السلكين الديبلوماسي والقنصلي ومن بينهم زوجته الأولي مها فهمي والدة باسل ابنهما, وربطتني بها علاقات طيبة ومن خلال هذه الصداقة تمتعت بوضعية خاصة و هي أنني كنت كلما تطلب الأمر التقي بهما في منزلهما و اجري أحاديثي للأهرام مع الدكتور أسامة و كان اهمها الحديث الذي أجريته بعد عودته من مهمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما أتذكر أن الدكتور أسامة كان يأتمنني علي رسائل مهمة ما بين الخارجية وصحيفة الاهرام. ومن خلال الدكتور اسامة تعرفت بزوجته مها وبشقيقه العالم المصري العالمي الدكتور فاروق الباز, وبشقيقته الدكتورة صفاء, كما كنت أزوره أيضا في منزل والدته وتعرفت عليها من خلاله. لم يغب الدكتور اسامة الباز في السنتين الماضيتين عن محبيه و من آمنوا به و تعلموا منه فقد كان دائما في الفكر, و لن يغيب عنا بعد ان فارق الحياة. عزائي لزوجة الدكتور اسامة الباز الإعلامية الكبيرة أميمة تمام و الي ابنته منها و الي باسل ابنه من زوجته الأولي السفيرة مها فهمي و الي الدكتور فاروق الباز والي الدكتورة صفاء الباز و أقول لهم مصر لن تنسي ولا الوطن العربي الكبير الدكتور اسامة الباز. لمزيد من مقالات هدايت عبد النبى