اصيب الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس السابق بأزمة صحية أفقدته الوعي ودخوله في غيبوبة مساء أمس الأحد ، ونقل علي أثرها إلي إحدي المستشفيات الطبية في مدينة الرحاب ولكنها أوصت بنقله إلي مستشفي آخر مجهز بعد إصابته بالغيبوبة المستمرة ، وقد تم نقله مؤخراً إلي مستشفي مصر للطيران وتبين أنه مصاب بجلطة في المخ. وأوضح مدير إدارة الخدمات الطبية بمستشفي مصر للطيران أنه تم إجراء الأشعة المقطعية علي الرأس والتي تبين أنه يعاني من جلطة وتم التعامل معها إلي أن أصبحت حالته مستقرة بعد أن كانت حالته الصحية حرجة, وقد نصحه أقرباؤه بالانتقال إلي مستشفي دار الفؤاد نظرا لوجود الطبيب الذي يتابع حالته الصحية منذ فترة بها . وأوضحت أبنه أخيه نفين الباز في تصريح خاص لبوابة الشباب أنه الآن في قسم الطوارئ بالمستشفي ويتم إعادة الفحوصات الطبية مرة أخرى والتحاليل حتى يمكن الوقوف علي حالته ومتابعتها بدقه ، وقالت : حتى الآن مازالت تتم الفحوصات الطبية له بدون أن نعلم عنه أي شيء وبعدها سوف ينتقل إلي غرفة خاصة به أو إلي الرعاية المركزة وفقا لما يراه الدكتور المتابع لحالته في المستشفي ولن يغادرها إلا بعد الاطمئنان علي حالته الصحية تماما, وأكدت أنه خلال الفترة الأخيرة رغم حالته أزمتة الصحية التي كان يعاني منها منذ فترة إلا أننا كنا نشهده بصحة جيدة وكانت حالته في تحسن. أسامة الباز بميدان التحرير ود. أسامة الباز له إبن وحيد اسمه باسل أسامة الباز وحفيدة اسمها مريم ، وهو من مواليد طوخ الاقلام بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية عام 1931 ، ودرس لمدة 6 سنوات في الولاياتالمتحدة حيث حصل على درجة الماجستير، وكذلك على درجة الدكتوراه من كلية الحقوق بجامعة هارفارد ، وشارك في مفاوضات كامب ديفيد وصياغة معاهدة السلام عام1979 ، فقد تطوع لمساعده السادات فى صياغه معاهدة السلام بعد ما إستقال إسماعيل فهمى من منصبة كوزير للخارجية ونائب لرئيس الوزراء إحتجاجا على زيارة السادات لإسرائيل 1977 حيث كان زميله فى تخطيط المعاهده هو بطرس بطرس غالى والذى اصبح أمينا عاما للأمم المتحده بعد ذلك ، وهو مؤلف كتاب " مصر والقرن الحادي والعشرين " ، وقد تولى الملف الفلسطيني-الإسرائيلي لفترة طويلة ، وهو شقيق عالم الجيولوجيا بالناسا فاروق الباز ، وفى أثناء الثورة خرج أسامة الباز قائلا إنه كان يتعين على الرئيس مبارك أن يتنحى بعد أن أذل الشعب المصري أكثر من اللازم، وهو شعب بسيط لا يستحق ذلك ، وانتقد الباز اعتماد مبارك بشكل أساسي على القبضة الأمنية، وترك الملفات الداخلية في أيدي الأجهزة الأمنية، على الرغم من كونها ملفات سياسية في المقام الأول، وأضاف أن مبارك ترك الملفات الخارجية دون اهتمام، مما جعل بعض الدول، التي كانت بمجرد أن تسمع اسم مصر تهتز من داخلها، تتطاول عليها وتملي شروطها لأنها صارت لا تقدر مصر. وأخذ الباز على مبارك عدم الاستماع إلى آراء ونصائح مستشاريه. وبعد تقاعده كان يمارس يومه كأي مواطن مصري عادي، حيث يعيش بشارع دجلة بالمعادي هو وزوجته الإعلامية أميمة تمام وطفلته مريم، ويمتلك سيارة نيسان صني متوسطة العمر، ويؤدي فريضة الصلاة يوميا، خاصة الظهر في مسجد كلية النصر بمنطقة ثكنات المعادي ويرفض وجود حراسة عليه ويكتفي بحرس واحد فقط أسفل منزله. أسامة الباز مع السادات و من اهم صفات الباز بأنه إنسان يمتلك من التواضع ما لا يمتلكه غالبية السياسيين المصريين، حيث كان يستقل مترو الأنفاق من المعادي إلى مقر عمله برئاسة الجمهورية ويجلس وسط المواطنين, وكان أحيانا يركب التاكسى ليوصله لمقر عمله وهو ما لم نعتاده من قبل فى أى من السياسين فى مصر بل وفى العالم العربى كله، ويقوم يوميا بشراء الصحف والمحلات بنفسه ويفضل "الأهرام" و"الأخبار" و"التايمز" و"النيوزويك" ويعشق اصطحاب حفيدتة والذهاب معها لشراء أدواتها المدرسية من مكتبة "فوليوم" بنفس الشارع الذي كان يسكن في قبل إنتقاله للسكن فى القاهرة الجديدةه، ولا يحب أن يطلق عليه أو ينادى بالألقاب التي تطلق على نظرائه ويفضل مناداته بالدكتور أسامة فقط. وقد ذكر بعض جيرانه فى المعادى انهم رأوه أكثر من مرة يقوم بدفع سياراته لنهاية الشارع مع حارسه عندما تعطلت وفشل في إصلاحها، وأضافت أنه يجلس شبه يوميا في مقهى يدعى "سيلنترو" في المعادي ويتناول فيه القهوة وأحيانا يأتي إليه بعض أصدقاؤه. و هو من عشاق الزهور ويفضل زهرة القرنفل وهو عضو في جمعية محبي الأشجار وكان دائم إرسال الورود إلى حرمه عندما كان في فترة الخطوبة، ويمكن وصف منزله الذى كان بالمعادى بأنها شقة مكونة من ثلاث غرف وصالة كبيرة وتتزين جدران صالة شقته بصوره مع مختلف رؤساء وقادة الدول العربية والعالم وتحتوي حجرة مكتبة على مئات الكتب ومختلف فروع العلوم خاصة السياسية..