ولد الدكتور أسامة الباز بإحدي القري التابعة للسنبلاوين محافظة الدقهلية عام 1931 وحصل علي ليسانس الحقوق جامعة القاهرة عام 1954 ثم الدكتوراه في القانون العام من أمريكا عام 1962. بدأ حياته العملية وكيلاً للنيابة ثم عين بوزارة الخارجية سكرتيراً ثانياً عام 1958 ووكيلاً للمعهد الدبلوماسي ثم مستشاراً سياسياً لوزير الخارجية. وهو من أصغر من حصل علي درجة سفير عام 1975 ووصف ب "مايسترو السياسة الخارجية المصرية". وكان أحد مستشاري مركز الدراسات الإسرائيلية والفلسطينية بمؤسسة الأهرام ومديراً لمكتب الأمين الأول للجنة المركزية للشئون الخارجية ثم مقرراً للجنة الشئون الخارجية المنبثقة من اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ثم مديراً للمعهد الدبلوماسي ومديراً لمكتب نائب رئيس الجمهورية ثم مديراً لمكتب رئيس الجمهورية للشئون السياسية ووكيل أول وزارة الخارجية وهو شقيق عالم الجيولوجيا بوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" الدكتور فاروق الباز. تاريخه السياسي يشهد العديد من الإنجازات شارك في مفاوضات كامب ديفيد وصياغة معاهدة السلام الإسرائيلي. وتولي الملف الفلسطيني طوال العقود الثلاثة الماضية كما شارك في إعداد ملف مصر لاستعادة طابا. وعرف عنه مشاركته في الندوات الفكرية والثقافية. وأسامة الباز واحد من الشخصيات التي انقسم حولها الشارع المصري فهو في نظر البعض من "الحرس القديم" الذي يري أن أي اصلاح يجب خروجه من كنف وآليات ووسائل النظام نفسه. وفي نظر أوساط أخري تعتبر من المطالبين بالاصلاح والتغيير في الوقت نفسه. وفي وقت مبكر وقبل سنوات من ثورة 25 يناير اعتبر أسامة الباز أن إصلاح نظام اختيار رئيس الجمهورية سيؤدي إلي نقلة سياسية كبيرة وأكد أن خطوات التعديل تثبت جدية سياسات الإصلاح الديمقراطي في مصر وعلي خلاف بعض المسئولين في النظام السابق فقد انتقد الدعوات التي تطالب بتعطيل مسيرة الاصلاح السياسي لحين اكتمال برامج الاصلاح الاقتصادي وأوضح أن عملية الاصلاح تتم علي مسارات متوازية ووفقاً لرؤية متكاملة. "الجمهورية" ترصد موكب الأحزان في وداع عميد الدبلوماسية المصرية متابعة هناء محمد نفيسة مصطفي في جنازة شعبية ورسمية شيع الآلاف فقيد الوطن الدكتور أسامة الباز مايسترو الدبلوماسية المصرية المستشار السياسي للرئيس الأسبق وذلك عقب صلاة الظهر من مسجد السيدة نفيسة خاصة كان يتلقي تعازي المشيعين نجله والذي ظل يدعو لوالده عقب انتهاء صلاة الجنازة واحتضن النعش طويلا ثم تماسك لتلقي العزاء. بينما يقام العزاء غدا بمسجد القوات المسلحة بالنزهة شارك في تشييع الجثمان قبل دفنه بمدافن الأسرة بمدينة نصر العديد من الشخصيات العامة أصحاب علاقة عمل وصداقة وزمالة مع الفقيد ومن أبرز الحضور عمرو موسي ود. مصطفي الفقي والسفيرة مشيرة خطاب والدكتور سيد مشعل وزير الانتاج الحربي السابق وأحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية وعدد من سفراء الخارجية . نعي المسلماني فور الانتهاء من صلاة الجنازة وقف أحمد المسلماني ينعي الفقيد ببالغ الحزن قائلا ان الفقيد الراحل كان عميد الدبلوماسية المصرية نموذج للمواطن المعتدل والمثقف الملتزم عمل بإخلاص من أجل بلاده وبمهارة دبلوماسية فائقة جعلته من المتميزين بالعمل بالخارجية ونتمني للدبلوماسية المصرية ان تشهد نموذجا مثله في الوطنية والمهارة والمسئولية. في حين أكد عمرو موسي أن الفقيد كان زميلا محترما وصديقا شخصيا ورفيق عمر وعزائي لجميع المصريين في وفاته لأنه ابن وأخ لكل المصريين. أعرب الدكتور سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي الأسبق عن حزنه الشديد لوفاة الباز الذي كان يتميز بالبساطة والتواضع الشديد مهما اعتلي من مناصب الي جانب دفاعه عن الحق ولا يخشي في الله لومة لائم وسيظل يذكره التاريخ والمواطن في كل العصور متمنيا ان يتغمده الله بالرحمة ويجعل مثواه الجنة. من بين دموعها قالت السفيرة مشيرة خطاب ان الفقيد كان أستاذا للجميع بالخارجية المصرية قيمة علمية ودبلوماسية كبيرة ولديه من المهارات والخبرة ما يستفاد به لأجيال قادمة. علي الجانب الإنساني كان يهتم ويشجع شباب الدبلوماسيين وينمي حبهم للعلم والطموح بداخلهم. الزهايمر سرقه منا يشاركها الرأي السفير عادل المليجي قائلا: الفقيد له تقدير علي المستوي الدولي لما قدمه من خدمات جليلة للمواطن والخارجية المصرية والقضايا الدبلوماسية "كان يحسب له ألف حساب في المجتمع الدولي" ولن يجود الزمان بمثله عبر جيل وربما جيلين. أضاف أنه عندما علمنا باصابته بالزهايمر أصابتنا حالة من الحزن الشديد نحن أسرة الخارجية المصرية.. وكنت أتمني ان يدون مذكراته كاملة لتكون توثيقا للتاريخ السياسي المصري. الأخ الأكبر يضيف السفير رفيق خليل بأنه لا يجد كلمات يودعه بها فهو لم يكن مجرد دبلوماسي فقط بل كان الأخ الأكبر والصديق المعلم لما يتمتع به من توا ضع جم لم تره في شخصية أخري ندعو الله ان يرحمه ويغفر له وأن يلهم أهله وكل من تتلمذوا علي يديه الصبر والسلوان. آخر الرجال المحترمين علي سلالم مسجد السيدة نفيسة وقفت سيدة حزينة شاردة الذهن تبكي في سكون اقتربنا منها وسألناها عن صلتها بالفقيد فقالت تربطني به صلة عمل والذي لا يعرفه أحد عن أسامة الباز الإنسان أنه متواضع جدا في علاقاته الشخصية خاصة مع البسطاء فقد كان يجلس بجانب السائق في سيارته الخاصة ويلمع حذاءه علي الرصيف ووصفته بأنه آخر الرجال المحترمين. ماري الصابونجي سكرتيرة د. أسامة الباز عن علاقة العمل التي جمعتهما طيلة 30 عاما تقول من بين دموعها المشاعر الطيبة والعاطفة الفياضة وحنان الأب كانت لغة كل من يعمل معه فلم يكن يتعامل معنا كأفراد وزملاء عمل ولكن كأسرة واحدة الي جانب كونه شخصية دبلوماسية من الطراز الأول وفريدة من نوعها وأكثر القضايا التي أخذت من وقته الكثير في الدفاع والتصدي لها هو ملف التوريث الذي كان يرفضه تماما. يقول أشرف نديم أحد أصدقاء الراحل علمت بالخبر من مكتبه صباح "اليوم" مما أصابني بحالة حزن شديدة لوداع رفيق العمر فهو من أحسن الشخصيات التي عرفتها في حياتي كلها ويصعب تكرارها. تروي نهي حامد إحدي أقارب الفقيد عن علاقته الأسرية حيث كان ودودا جدا لجميع أقاربه ويشاركهم في حل مشاكلهم الأسرية وعلي قدر ما وصل اليه من مناصب علي قدر تواضعه فقد كان يعيش في شقة عادية ويركب سيارة بسيطة لكنه احتفظ دائما بالمبادئ والقيم. قد أكدت الإعلامية أميمة تمام زوجة الدكتور الباز ان خروج زوجها من قصر الرئاسة جاء بسبب اعتراضه علي ملف التوريث لافتة الي ان علاقة زوجها بالرئيس مبارك انقطعت بعد ثورة 25 يناير وكان السبب فيها مبارك لأنه كان لا يستمع للباز أو لنصائحه ولو بشكل انساني. قد توقع وصول الإخوان للحكم لكنه لم يتوقع تركهم للحكم بعد عام واحد.