ربما لثقتى الشديدة فى الجيش المصرى وأنه قادر على حماية مصر والدفاع عنها لآخر قطرة فى دماء أبناءه البواسل، لم اشعر سوى ببعض القلق مما نشر فى الأهرام يوم الخميس 29 ديسمبر الماضى عبر وكالات الأنباء من أن الجيش الإسرائيلي يجري حاليا تقييما للأوضاع في مصر.. ويدرس خططا لمواجهة أي تهديد مصرى محتمل في المستقبل, وأن هذه الخطط تتضمن تشكيل وحدات قتالية متقدمة تم تفكيكها قبل سبع سنوات وذلك حسبما نشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية. فنقلا عن مسئولين عسكريين إسرائليين قالت الصحيفة أن مصر ستتمسك بمعاهدة السلام مع إسرائيل خلال السنوات المقبلة, بسبب حاجتها المستمرة للمساعدات المالية والعسكرية من الولاياتالمتحدة وأن هناك قلقا في الجيش بشأن اثنين من السيناريوهات المختلفة التي تتعلق بانتشار قوات الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء التي يفترض أن تكون منزوعة السلاح وفق معاهدة السلام التي وقعت في عام 1979. وأوضحت أن السيناريو الأول يتعلق بقرار بنشر قوات مصرية في سيناء من أجل إجراء تدريبات هناك, بينما السيناريو الآخر يتوقع تحريك فرقة عسكرية مصرية في سيناء علي هامش أي حرب إسرائيلية مستقبلية مع سوريا أو حزب الله وذلك كتعبير عن الوحدة مع الدول العربية. وقال مسئول عسكري بارز أخيرا إنه في الحالتين ستواجه إسرائيل مأزقا في التعامل معهما, وأنه من جهة فإن أي رئيس وزراء لن يستطيع اتخاذ قرار الحرب ضد مصر ردا علي مثل هذه الانتهاكات لمعاهدة السلام, ومن جهة أخري فإن عدم الرد يعني إغماض العين عن الانتهاك. وتابع التقرير أنه نتيجة لذلك فإن إدارة التخطيط بالجيش الإسرائيلي أوصت بأن فوز الإخوان المسلمون في الانتخابات البرلمانية يعتبر خطا فاصلا يحدد موعد بدء الجيش في تشكيل فرق وأسراب قتالية جديدة في أسرع وقت ممكن. وكشف أن الجيش الإسرائيلي قد أعلن تشكيل لواء عسكري جديد باسم إيلات للتمركز علي الحدود المصرية, إضافة إلي تزويد القوات المقاتلة الإسرائيلية هناك بكل الخدمات والدعم الضروري لها, فيما ينقل الجيش جزءا من معداته العسكرية بالضفة الغربية إلي المنطقة الحدودية أيضا وأخيرا فإن كل هذا يحدث بينما نحن مغمضى العين.. ونورط جيشنا العظيم فى خلافات طاحنه داخلية وكأننا لا ندرك أننا نواجه خطرا عظيما، يلزم لمواجهته توحيد الصف وليس شقه.. وعلينا أن ننتبه!