لقد سبق السيف العذل, وفات مالايستدرك, وأسقط في أيدينا, ولم يعد يجدي البكاء علي اللبن المسكوب, بعد أن أصبحنا نقترب بشدة من عصر الندرة في أمننا المائي القومي نتيجة العجز المائي الشديد الذي ستعانيه مصر بعد اكتمال بناء السدود الإثيوبية خلال فترة40 عاما كاملة, التي سوف تتسبب في حدوث عجز مائي لدولتي المصب( السودان ومصر) في أثناء سنوات الملء, وأن هذا العجز سوف يحدث مرة علي الأقل كل4 سنوات, ويصل العجز المائي إلي8 مليارات متر مكعب في السنة كحد أقصي وذلك في حصة مصر وحدها, وسوف تقل الكهرباء المولدة من السد العالي وخزان أسوان بحوالي20% سنويا(600 ميجاوات سنويا), أما في حالة استخدام مياه السدود في الأغراض الزراعية فسوف تزداد نسبة حدوث العجز ليصبح مرتين كل5 سنوات( مرة كل25 سنة) ليصل العجز إلي19 مليار متر مكعب كحد أقصي في حصة مصر ويقل انتاج الكهرباء من السد العالي وخزان أسوان بحوالي(1000 ميجاوات سنويا) وإزاء هذا العجز المائي الكارثي في حصة مصر بفعل السدود الإثيوبية, علينا أن نعمل بالفعل لمواجهة هذه الكارثة, بدلا من التصريحات العنترية التي سبق ومازلنا نسمعها من المسئولين: حصة مصر في النيل خط أحمر, والتي أصبحت الآن خطا أزرق!!, وأن نبدأ جديا في البحث عن الحلول البديلة, ومنها الاعتماد علي مياه البحر بعد تحليتها لسد العجز القادم في مياه النيل, خاصة أن تقنية تحلية مياه البحر أصبحت يسيرة, ويعتمد عليها في الشرب والزراعة كل دول الخليج العربي, ويمكن تشغيلها الآن بواسطة الطاقة الشمسية التي تعد أوفر بكثير من تشغيلها بواسطة الكهرباء أو الطاقة النووية, كما اثبتت دراسات العالم الرائد أحمد مستجير(1934 2006) امكانية استخدام المياه المالحة في زراعة الأرز إن اللجوء إلي هذا الحل البديل والواقعي سيزيد من إرادتنا وعزيمتنا في مواجهة مايحاك ضدنا من مؤامرات اقليمية ودولية تحاول دائما النيل من مصر المكان والمكانة, فلنشرب من البحر فعلا لنكتفي شر سؤال اللئيم ونحافظ علي عزتنا وكرامتنا.. نعم فلنشرب من البحر وليس مجازا. إبراهيم عبد الموجود الدقي جيزة