رغم ادعاء جيش الاحتلال استئناف التزامه باتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، لم تسلم أى من محافظات القطاع من الغارات العنيفة منذ ليل أول أمس وحتى أمس، مخلفة عشرات الشهداء والمصابين فى مواقع مختلفة. عواصم - وكالات الأنباء: وبحسب قناة القاهرة الإخبارية فإن الاحتلال الإسرائيلى يتعمد استهداف المناطق المكتظة بالعائلات الفلسطينية فى قطاع غزة، وهذه الاستهدافات طالت الشقق والمنازل والمبانى وكذلك الطرقات. وتنتشر هذه المناطق المستهدفة فى الجزء الذى انسحب منه الاحتلال بموجب بنود وقف إطلاق النار، وعادت فيه الآليات وتسيطر حتى هذه اللحظة على مساحة ما يقرب من 53% من قطاع غزة، ما تبقى من هذه المساحة وهو ما يقرب من 47%، إذ تعرضت إلى غارات جوية متتالية من الطائرات الحربية الإسرائيلية. وإثر هذه الاعتداءات، أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة، أمس، أن حصيلة الشهداء والإصابات الذين وصلوا إلى مستشفيات القطاع منذ بدء التصعيد الإسرائيلى الأخير ليلة أول أمس، بلغت 104 شهداء، بينهم 46 طفلًا و20 امرأة، إضافة إلى 253 إصابة، بينهم 78 طفلًا و84 امرأة. ووفق الوزارة فإنه منذ وقف إطلاق النار فى 11 أكتوبر الجاري، بلغ إجمالى عدد الشهداء 211 شهيدًا، والإصابات 597 إصابة، إضافة إلى انتشال 482 جثمانًا من تحت الأنقاض. لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية منذ بداية العدوان على القطاع إلى 68٫643 شهيدًا و170٫655 إصابة. ولفتت الوزارة إلى أنه تم انتشال 8 شهداء قبل التصعيد الأخير، مؤكدة أن الطواقم الطبية تواصل عملها رغم النقص الحاد فى الأدوية والمستلزمات الطبية. كان وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس حذر أمس من أن قيادة حماس السياسية لن تحظى بحصانة، وذلك بعد شن الجيش سلسلة من الضربات على غزة عقب هجوم مزعوم على قواته. وجاء فى بيان صادر عن مكتب كاتس «لن تكون هناك حصانة لأى شخص من قيادة حماس - لا للذين يرتدون السترات ولا للمختبئين فى الأنفاق»، فى إشارة إلى عدد من قيادات حماس السياسية المقيمة فى الدوحة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. كاتس هدد ب«قطع كل يد تمد على جندى إسرائيلي. لقد تلقى الجيش الإسرائيلى تعليمات بالتصرف بحزم ضد كل هدف لحماس وسيستمر فى ذلك». وبعد سلسلة غارات عنيفة وخرق لاتفاق وقف إطلاق النار، قال جيش الاحتلال أمس إنه «أعاد فرض وقف إطلاق النار فى غزة» عقب سلسلة من الضربات على عشرات الأهداف فى القطاع منذ أول أمس. وجاء فى بيان جيش الاحتلال أنه «بعد سلسلة من الغارات الواسعة التى استهدفت من خلالها عشرات الأهداف ومخربين، بدأ جيش الدفاع الإسرائيلى بفرضٍ متجدد للاتفاق بعد خرقه من قبل حماس». وأضاف البيان: «فى إطار الهجمات، وبقيادة قيادة المنطقة الجنوبية، استهدف جيش الدفاع وجهاز الشاباك أكثر من 30 مخربًا من مستويات القيادة فى المنظمات الإرهابية العاملة فى قطاع غزة». وفى استمرار لحملة استهداف الفلسطينيين، وقع كاتس، أمس، على أمر يقضى بمنع طواقم الصليب الأحمر من زيارة الأسرى الفلسطينيين فى السجون، بادعاء أن هذه الزيارات ستلحق مسًا خطيرًا بأمن إسرائيل. ويشمل القرار أسرى قوات النخبة التابعة للمقاومة فى سجن سدى تيمان سيئ السمعة. وبحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية فإن الأمر سيطبق على أى شخص مسجون بموجب تعريف «المقاتل غير الشرعي». وفى نطاق التهديدات الإسرائيلية، قال وزير الأمن القومى المتطرف إيتمار بن غفير إن نتنياهو عاد إلى وقف إطلاق النار بدلا من حرب كاملة تحقق هدفها المركزى وهو القضاء على حماس. وأضاف: «إذ قرر نتنياهو التنازل عن هدف تدمير حماس وتفكيكها فلن يكون للحكومة حق الوجود. إلى ذلك ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أن حركة حماس ستعيد رفات إثنين من الأسرى الإسرائيليين، خصوصًا بعد إعلان تل أبيب استئنافها وقف إطلاق النار. ونفت حركة حماس أن تكون هاجمت القوات الإسرائيلية. وقالت فى بيان «تؤكد حركة حماس بأنه لا علاقة لها بحادث إطلاق النار فى رفح، وتؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار». واتهمت الحركة فى وقت سابق حكومة بنيامين نتنياهو بارتكاب خروقات للهدنة، وأعلنت إرجاء عملية تسليم جثة رهينة كانت مقررة مساء أول أمس. وفى تعقيب منه على خرق إسرائيل الاتفاق، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أمس، إن وقف إطلاق النار المدعوم من الولاياتالمتحدة فى غزة ليس فى خطر بعد الضربات الإسرائيلية الدامية .