لا نملك في هذا اليوم المشهود سوي ان نرفع اكفنا الي الله نردد دعاء بعث به قارئ محترم, ان يحمي مصر من شرور فتنة قائمة, وان يحقن دماء المصريين شبابا وشيوخا ونساء واطفالا, ويمنحهم الحلم والصبر الجميل والعفو عند المقدرة, ويبعد عنهم الغضب والقسوة والغلظة, ويقرب المسافات بين المختلفين من اقصي اليمين الي اقصي اليسار, ويرزقهم جميعا شجاعة الاعتراف بالخطأ, فرادي وجماعات, ويبعد عنهم التعالي والعناد والاستكبار والغرور والتمادي في الباطل, وسوء استخدام السلطة, انه نعم المولي ونعم المجيب. ولا نملك في هذا اليوم المشهود الذي يمكن ان يكون واحدا من اجمل ايام مصر واعظمها سوي ان نطلب من كل الذين يعتزمون الخروج الي الشوارع خاصة شبابنا الباسل الحفاظ علي سلمية التظاهر, والحرص علي عدم التورط في عمليات استفزاز متبادل تفسد جلال المشهد, املين ان تحافظ الشرطة علي وعودها بان تحمي المتظاهرين ولا تورط نفسها في صدام مع شبابهم, واثقين في ان الهدف الاول لنزول القوات المسلحة المنحازة الي شعبها هو منع انزلاق مصر الي الحرب الاهلية او الفتنة الطائفية او تدمير مؤسسات الدولة.., ولا نملك في هذا اليوم المشهود سوي ان نحيي اقباط مصر الذين تعرضوا لصنوف اكراه عديدة, لكنهم اثروا النزول الي الشارع حفاظا علي حقوقهم المشروعة كمواطنين اصلاء, ولكي يكونوا مع اخوتهم المسلمين صفا واحدا يطالبون باصلاح النهج والمسار ويؤكدون وحدة هذا الوطن, لان مصر مع الاسف ليست منقسمة الي حكم ومعارضة لكنها منقسمة الي معسكر للايمان ومعسكر للكفر يضع البلاد علي حافة صراع اهلي واسع ويدخلها في خضم فتنة كبري! ولا نملك أخيرا سوي أن نسأل الله ان يجلي بصيرة الحكم ليري الصورة من كل جوانبها ويسبر اغوار الحقيقة الي نهايتها, كما نسأله تعالي ان يجلي بصيرة المعارضة لانه مهما اشتد الخلاف مع الحكم فلا مفر في النهاية سوي ان يجلس الحكم والمعارضة معا الي التفاوض, سعيا الي تحقيق وفاق وطني بدونه يصعب بل يستحيل ان تخرج مصر من هذه الازمة او يتحقق استقرارها. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد