القدر يحوي أسرارا لا يعلمها إلا القادر سبحانه وتعالي ولم يصل إدراكنا إلي أغوارها من قبل.. ولم نكتشف أحداثها بعد.. فالأحداث تتشابك, وتملأ حياتنا ونغفل عن تحليل أسرارها وحيثياتها.. وقد تنقلب لأحداث جسام تتجاوز المعايير والموازين الحاكمة للمستقبل. مستقبل مصر.. الوطن والمواطن.. شاء القدر أن يبني علي محاور أساسية كأول دولة ذات سيادة لتكون نموذجا يسجل في التاريخ( الشعب الحاكم الجيش الدين). الشعب نشأ وعاش علي ضفاف نهر النيل العظيم هبة الله وتفاعل مع الأرض والنهر, عرف الفلاح الفصيح الزراعة فعاش الأمن والأمان والاستقرار ونعم بالسلام. كان الحاكم قائدا حكيما يعي قيمة الوطن والمواطنة والمواطن فأسس أول دولة في التاريخ بوحدة القطرين تحت تاج واحد شماله وجنوبه أرضا وشعبا في ظل إدارة مدنية تعمل لحاضره ومستقبله مطبقا للعدل المجتمعي المستمد من العدل الإلهي. الجيش قوة منظمة تشكلت من أبناء شعب مصر العظيم يقودها ملك محارب مؤسس لدولة قادرة علي حماية حدودها ومصالحها وأراضيها ومياهها راع للمستقبل بعقيدة فاعلة بقيم وأهداف أمة في سجل تاريخه العامر بالوطنية والتضحية والإيمان( فهم خير أجناد الأرض). الدين قيمة روحانية شكلت بجينات وطبيعة الشعب المصري المطمئنة للنفس والوجدان النابع من أرض طيبة ومناخ معتدل وبتيسير من العدل الالهي, فكان الأمر متروكا للكهنة وتعددت العبادات دون تمييز أو تحيز, وكل مصري له حرية المعتقد بعيدا عن نظام الدولة, وهذا هو القدر, وقد سجله التاريخ ليكون شاهدا علي حضارة أمة أثرت وتأثرت بحضارات وثقافات الكون فقد خلقنا الله شعوبا وقبائل لنتعارف ولنكون الآن أمام المستقبل وهو قادم.. قادم لا محالة, فهل نعي ذلك؟! حفظ الله مصر وشعبها وجيشها العظيم. ( وللحديث بقية) [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم