القدر يحوي أسرارا لا يعلمها إلا القادر- سبحانه وتعالي- ولم يصل إدراكنا إلي أغوارها من قبل.. ولم نكتشف أحداثها بعد. فالأحداث تتشابك, وتملأ حياتنا ونغفل عن تحليل أسرارها وحيثياتها.. وقد تنقلب لأحداث جسام تتجاوز المعايير والموازين الحاكمة للمستقبل.. كان للتواطؤ البريطاني مع الإسلام الأصولي اثر بالغ الأهمية جلب الدمار لمنطقة الشرق الأوسط.. أرض خصبة للأديان السماوية تاريخ موثق لملفات المخابرات والخارجية البريطانية للتآمر والسيطرة علي مقدرات الشعوب بداية بالصين ومرورا بالهند وباكستان وأفغانستان ثم إيران ودول الخل يج فالعراق وسوريا ولبنان, ومن مصر والسودان إلي دول شمال إفريقيا إلي وسط آسيا ودول حوض البحر المتوسط. ملفات مليئة بالدراسات الديموغرافية ا لخاضعة للتحليل والتفعيل لتحقيق المصالح الإستراتيجية والاستغلال الأمثل للتناقضات وإباحة اللعب بأوراقها علي الأطراف المتصارعة والغارقة في مشاكلها النفسية والفاعلة لأزماتها الداخلية والخارجية والغوص بها في أعماق تيارات الاستحواذ وخلل السلطة( الإغراء والانبهار), وقد ورثت المؤسسة الأمريكية وخارجيتها ومخابراتها الملفات القذرة من نظيرتها البريطانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.. هذا الكنز الذي لا يقدر بثمن.. في سراديب لتفعيل اللعب بالأوراق المليئة بالتناقضات وازدواجية المعايير اللا أخلاقية لنشرها علي ارض الواقع العربي لتطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد.. وقد أصدر الرئيس الامريكي' باراك أوبا ما' في العاشر من أغسطس2010 قرارا لوكالات الاستخبارات المركزية والعسكرية والإدارة السياسية لتتحسب ما يجري وراء الكواليس لتقييم المخططات و تنفيذها للصفقة التي أبرمت بينهم وبين فصائل وجماعات الإسلام السياسي. وقد أصبح الاختلاف أكثر عمقا بين قوي الراديكالية الإسلامية العالمية فيما بينهم من جهة وبين الدين والهوية المدنية لتعم حالة الاستقطاب في العمل السياسي والاقتصادي لينقلب إلي صراع متزايد, وقد رصدته(صحيفة الجارديان) ووصفته ب'المعارك القتالية'.'حفظ الله مصر وجيشها العظيم'. ( وللحديث بقية) [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم