القدر يحوي أسرارا لا يعلمها إلا القادر سبحانه وتعالي ولم يصل إدراكنا إلي أغوارها من قبل.. ولم نكتشف أحداثها بعد.. فالأحداث تتشابك, وتملأ حياتنا ونغفل عن تحليل أسرارها وحيثياتها.. وقد تنقلب لأحداث جسام تتجاوز المعايير والموازين الحاكمة للمستقبل. الرحيل لأنظمة الحكم في الشرق الأوسط اقتناع لمؤسسة الرئاسة الأمريكية, والتي اتخذت فكرا استراتيجيا خالصا نحو التخلص من الحلفاء السابقين للولايات المتحدةالأمريكية بعد أن تم استهلاكهم تماما, والبحث عن حلفاء جدد, وقودا لإنضاج ما تستطيع التهامه وهضمه من المصالح المشروعة وغير المشروعة في منطقة الشرق الأوسط. وقد بدأت عملية الإعداد والتجهيز في مطبخ الحكومة القطرية لتقديم الوجبة علي مائدة منتدي المستقبل في الدوحة عام2006 بتنسيق المخضرم الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلينتون, وتحضير خاص من كونداليزا رايس وزير الخارجية السابق تحت اشراف أكاديمية التغيير التي أنشأت فرعها بالدوحة في سبتمبر2009 بإدارة الدكتور هشام موسي صهر الداعية الاخواني الدكتور يوسف القرضاوي( قطري الجنسية) لتفعيل النشطاء السياسيين والتجهيز والإعداد لمشروع( النهضة) مسمي سياسيا تدليسا, وتنقلب المائدة بانسحاب بعض المدعوين لاكتشافهم أن النهضة مشروع مسيس ليصل إلي حد مؤامرة تعد من قبل أجهزة المخابرات. وتأخذ قطر الدور المزدوج (الدوجماتي) بين تيارات الإسلام السياسي والمنظمات المدنية الثورية بدعم خزائن التمويل, وفتح مراكز التأهيل والتدريب وإدارة ملفات المصالحة الفلسطينية الفتحاوية والحمساوية, ولم شمل عقيدة السنة والشيعة ورفع الرايات التنافسية في محافل دول التعاون الخليجي ليصبحوا وقودا لأحداث شهدتها وتشاهدها المنطقة العربية (الفوضي الخلاقة), خريطة الطريق لتحويل ما هو غير شرعي إلي عمل شرعي بالإفتاء واستحداث قوانين وقرارات لتحقيق أهدافه بلا حدود وصولا بالتيار الديني ليحكم ويتحكم بدستور خادم, واستخدام القوة الرادعة للخصوم عند الضرورة وتدني الاقتصاد والانفلات الأمني.. حفظ الله مصر وجيشها العظيم. (وللحديث بقية) [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم