القدر يحوي أسرارا لا يعلمها إلا القادر- سبحانه وتعالي- ولم يصل إدراكنا إلي أغوارها من قبل.. ولم نكتشف أحداثها بعد.. فالأحداث تتشابك, وتملأ حياتنا ونغفل عن تحليل أسرارها وحيثياتها.. وقد تنقلب لأحداث جسام تتجاوز المعايير والموازين الحاكمة للمستقبل. وتضمن التقرير الخطير الذي عرضه المرحوم اللواء عمر سليمان في بداية 2010 علي الرئيس السابق محاربة القراصنة الصوماليين ورفض اشتراك قوات مصرية تحل محل الأمريكية المنسحبة من العراق, والمطالبة دائما بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بما فيه إسرائيل وإيران.. وكان هذا تحذيرا وطنيا من استمرار مضي الإدارة الأمريكية في طريقها بالاتصالات التي تجريها مع جماعة الأخوان المسلمين سعيا للتغيير وممارسة الديمقراطية الخادعة, وأحداث جرت تحت التواطؤ البريطاني مع الإسلام الأصولي (كان لها أثر بالغ الأهمية) للحد الذي أغرق المنطقة في فوضي وخراب الاقتصاد ودمار كيانات يصل تأثيرها لمناطق النفوذ في أسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية. وقد ورثت السياسة الأمريكية ومخابراتها ملفات العمليات (القذرة) من نظيرتها البريطانية لتستثمر اللعب بأوراق المتناقضات والازدواجية اللا أخلاقية لتلك السياسات علي أرض واقع الأزمات لتشكيل ورسم خريطة جديدة للعالم العربي منذ عام 2002, واستمرار الاتصالات الأمريكية مع جماعة الأخوان المسلمين التي بدأت تأخذ شكلا غير مسبوق باتفاق بين ممثلي الجماعة الدكتور يوسف القرضاوي والسيد طارق رمضان مع مارك موليني وماركن أندك عن الإدارة الأمريكية بإقرار الجماعة الالتزام والاحترام بكل ما جاء باتفاقية السلام (كامب ديفيد) الموقعة بين مصر وإسرائيل بضمانة أمريكية في حالة إتيان ألفرصة وتولوا السلطة في مصر. وكانت لهذا سابقة بالعراق عند تشكيل حكومة ما بعد الغزو بتضمنها عضوين من جماعة الإخوان بالعراق التي شكلها الحاكم العسكري الأمريكي الجنرال بول بريمر وأثر في تحقيق أحلام السلطة بالاستحواذ والتمكين, حفظ الله مصر وجيشها العظيم. وللحديث بقية http://[email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم