وبعد نجاح الثورة وإجبار الملك فاروق علي التنازل لابنه عن العرش ومغادرة البلاد, واختيار شباب مجلس قيادة الثورة تقديم محمد نجيب لرئاسته, كصورة مقنعه للحراك الداخلي والخارجي, كقائد برتبة كبيرة, ويتحلي بشعبية داخل الجيش.. بعيدا عن الحاله الثورية للضباط الأحرار. وسرعان ما أعيد انتخاب جمال عبد الناصر المؤسس لها ليتولي المسئولية كاملة تحقيقا للعمل الإجرائي لإزالة سلطات الحكم السابق وفرض سلطات جديدة مختلفة بواقع علي الأرض لشعب له طموحه وأحلامه بفلسفة ثورة23 يوليو, وكان للضباط الأحرار بحكم الدراسة وثقافة العلوم العسكرية والتاريخية, ودراسات أخري سياسية واقتصادية وإدارية في كل المجالات بصورة ممنهجة بأحدث الطرق والنظم علي يد أساتذة متخصصين من الداخل والخارج نظريا وعلميا وعمليا. وقد كانت بداية عبد الناصر بتجربة حرب48 واهتمامه بالسياسة والتحاقه بحزب مصر الفتاة ثم الحركة الشيوعية المصرية, ثم تجربته في جماعة الإخوان المسلمين وإدراكه لحجم طموحهم السياسي والسيطرة علي مفاتيح الحكم, من خلال ارتكازهم علي القاعدة الشعبية بما لديهم من خطاب ديني فاعل في وجدان الطبقات الشعبية البسيطة, وعلمه بتشكيلاتهم العسكرية المنظمة واشتراكه في تدريبهم, فكان من الحنكة التهادن معهم لتأمين الثورة, في مقايضة عرض قرارات مجلس قيادة الثورة علي مكتب الإرشاد, والتي اعتبرها عبدالناصر بمثابة وصاية لانقضاضهم علي الثورة, خاصة بعد اقتراح منهم بإحلال تنظيم جماعة الإخوان بدلا من تنظيم هيئة التحرير.. وقد رفضت الإخوان أقتراح عبدالناصر بأنضمام أقباط لها, وفي1953 الغيت الملكية واعلنت الجمهورية, وكان الإنجليز وعناصر من الوفد وجماعة الإخوان يتآمرون علي عودة الملكية بتزكية من الإنجليز لتعطيل مفاوضات جلائهم عن مصر, والعمل علي إثارة القلاقل وحث الشيوعيين علي التظاهر ضد الثورة, بالتنسيق المباشر مع السفارة البريطانية, الأمر الذي أدي بعبد الناصر الي حل الجماعة واعتقال قيادات منها, مما أدي الي محاولة اغتياله في حادث المنشية. ( للحديث بقية) [email protected] المزيد من أعمدة عبدالفتاح إبراهيم