يضم 13 طابقًا.. محافظ كفر الشيخ يتابع إزالة برج سكني مخالف بدسوق|صور    بعد توجيه السيسي.. إليك تخصصات البرمجة الدراسية وعلوم البيانات بالجامعات المصرية    وزير المالية: نتطلع إلى دور أكبر للمؤسسات المصرفية العالمية للتحول للاقتصاد الأخضر    المؤتمر: مركز الحوسبة السحابية يعزز مكانة مصر كمركز رقمي لنقل البيانات    وزير التعليم: الصورة الذهنية عن التعليم الفني تغيرت.. وطلابه محجوزون للعمل قبل تخرجهم    طعنة ل سموتريش وبن غفير.. خلافات إسرائيلية بشأن هجوم رفح وصفقة الرهائن    الخارجية السعودية: إعلان دولة فلسطينية مستقلة هو الضامن الوحيد لعدم تكرار الحرب    شكري وبوريل يتفقان على تبادل التقييمات مع الأطراف الدولية لإنهاء مأساة غزة    الأونروا: أنباء عن وفاة طفلين على الأقل بسبب الحر في غزة    الاتحاد الأوروبي: بوادر الحرب العالمية عادت من جديد، والمواجهة النووية احتمال واقعي    جاهز لمباراة الإسماعيلي.. بشرى سارة لجماهير الأهلي بشأن نجم الفريق    خالد الغندور يطرح سؤالا على الجمهور قبل لقاء الزمالك ودريمز الغانى    منتخب الجودو يحصد ذهبية الفرق في البطولة الأفريقية "القاهرة 2024"    بعد قرار المحكمة.. بلوجر شهيرة تواجه عقوبات رادعة بسبب بث فيديوهات خادشة    حصيلة نشاطه 20 مليون جنيه.. ضبط صاحب شركة يتاجر فى العملات الأجنبية    الإعدام لعامل قتل شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة بواسطة كمبروسر هواء    تعرف على الروايات المرشحة لجائزة البوكر قبل إعلانها اليوم    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    صدى البلد يكرم منة فضالي بعد نجاحها في موسم رمضان الدرامي.. صور    مساعد وزير الصحة: انخفاض نسب اكتشاف الحالات المتأخرة بسرطان الكبد إلى 14%    إنتر يواصل احتفالاته بلقب الدوري الإيطالي بثنائية أمام تورينو    حسام غالي يكشف مفاجأة لأول مرة عن لاعبي الأهلي أثناء توقف النشاط الرياضي    وزير العمل يعلن موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    ألمانيا: دويتشه بان تعتزم استثمار أكثر من 16 مليار يورو في شبكتها هذا العام    استعدادا لشم النسيم.. الزراعة: طرح رنجة وفسيج بالمنافذ بتخفيضات تتراوح بين 20 و30%    تأجيل محاكمة المتهمين في عملية استبدال أحد أحراز قضية    الأولى منذ الحرب.. وصول وزير الخارجية البحريني في زيارة إلى دمشق    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    رئيس جامعة بنى سويف الأهلية يناقش الخطة المستقبلية للعام المقبل    طلقها 11 مرة وحبسته.. من هو زوج ميار الببلاوي؟    مؤتمر بغداد للمياه.. سويلم: تحركات إثيوبيا الأحادية خرق للقانون الدولي وخطر وجودي على المصريين    الزنك وزيت بذور القرع يسهمان في تخفيف أعراض الاكتئاب    تفاصيل لقاء هيئة مكتب نقابة الأطباء ووفد منظمة الصحة العالمية    مدير تعليم الدقهلية يناقش استعدادات امتحانات الفصل الدراسي الثاني    الرئيس السيسي: «متلومنيش أنا بس.. أنا برضوا ألومكم معايا»    فيلم «أسود ملون» ل بيومي فؤاد يحقق المركز الرابع في شباك التذاكر    بحضور محافظ مطروح.. «قصور الثقافة» تختتم ملتقى «أهل مصر» للفتيات والمرأة بالمحافظات الحدودية    انطلاق المراجعات النهائية لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية بمطروح    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية في قرية جبل الطير بسمالوط غدا    الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس المتوقعة اليوم وحتى الجمعة 3 مايو 2024    أجمل دعاء للوالدين بطول العمر والصحة والعافية    أعاني التقطيع في الصلاة ولا أعرف كم عليا لأقضيه فما الحكم؟.. اجبرها بهذا الأمر    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    اليويفا يكشف النقاب عن حكم مباراة ريال مدريد وبايرن ميونخ في ذهاب نصف نهائي تشامبيونزليج    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    صحة غزة تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي ل 34 ألفا و454 شهيدا    جامعة بني سويف: انطلاق فعاليات البرنامج التدريبي للتطعيمات والأمصال للقيادات التمريضية بمستشفيات المحافظة    ضبط 4.5 طن فسيخ وملوحة مجهولة المصدر بالقليوبية    مطران دشنا يترأس قداس أحد الشعانين (صور)    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    تقييم صلاح أمام وست هام من الصحف الإنجليزية    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إغتيال ثورة - الجزء الأول
نشر في الإسماعيلية برس يوم 11 - 12 - 2011

كثيرون يرددون لفظ الثورة المضادة بعد أحداث ثورة 25 يناير في مصر.
ويظن الكثيرون أيضاً أنها ثورة مضادة حديثة المنشأ والعهد ولكنها في حقيقة الأمر قديمة التخطيط بدأت منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر ولازلنا نتابع فصولها حتي الآن.
تخيل معي ايها القاريء العزير عندما تقوم ثورة عظيمة في يوليو 52 هدفها الاساسي إعلاء كلمة المصريين ورفع رؤوسهم ونقلهم من حالة الفقر والجهل الي النور والعلم والدولة الحديثة ثم يأتي من يحاول وأدها وقتلها في مهدها !!!!!.
ولمصلحة من وكيف يتحدث باسم الوطن أو الدين ؟ اذا كان ذلك الهدف نال من نفسه وحاول أن يبث في نفوس المصريين ما يدعو لكراهية رجال الثورة الشرفاء إبتداءً من الضباط الأحرار الذين قدموا علي عمل وطني وراهنوا بأرواحهم في سبيل العزة لأهل مصر وأبنائها وأخيرا شباب ثورة 25 يناير الذين فعلوا نفس الشيء وراهنوا علي حريتهم وأرواحهم في سبيل وطن يقدر العزة والكرامة والعدالة الإجتماعية.
لن أقول كما يقول المجلس العسكري علي مجلس الشعب المختار من قبل المواطنين بأنه لا يعبر عن شعب مصر لذلك ينوي نزع صلاحياته فيما يخص وضع دستور جديد للبلاد في هيئة إسترشادية تراقب عمل المجلس وتساعد في وضع دستور جديد وانا اقول ان المجلس تمت سرقته علي الملأ ولا يعبر عني انا شخصيا ولا أسرتي.
وسوف اسوق إليكم ما قيل ومن دلت عليه الوثائق حول حقيقة الثورة المضادة التي بدأت فصولها في الخمسينيات من القرن الماضي.
ولعل خير كلام عن هذا الموضع هو كلام المعاصرين انفسهم وإليكم المذكرة التي صاغها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
شارحاً فيها خبرته في التعامل مع الجماعة ومعدداً الأسباب التي أدت بمجلس قيادة الثورة إلي إتخاذ قرار حل الجماعة بالإجماع.
وأعتقد أنه لا يوجد في مصر ليبرالياً كان أو إسلامياً من يشكك في وطنية الزعيم جمال عبد الناصر أو حرصه علي المصلحة العليا لمصر.
قرار مجلس قيادة الثورة بتاريخ1954/1/14 بحل جماعة الإخوان المسلمين:
أصدر مجلس قيادة الثورة في الساعة الواحدة الا ربعا من صباح اليوم قرارا باعتبار جماعة الاخوان المسلمين حزبا سياسيا يطبق عليها أمر المجلس الخاص بحل الاحزاب السياسية .. وننشر فيما يلي نص البيان الذي اذاعه المجلس في هذا الشأن:
اذا كانت الثورة قد قامت في23 يوليو فقد ظل تنظيم الضباط الاحرار ينتظر من يتقدم الصفوف مخلصا ليغير المنكر الذي كنا نعيش فيه ويثبت بعمله جدية صدقه وأخلاصه لدينه ولوطنه وكنا علي استعداد أن نتبعه في صف واحد كالبنيان المرصوص حتي نحقق لوطننا العزيز عزة وكرامة وتحررا من الاستعباد والعبودية.
ولما طال انتظارنا عقدنا العزم علي القيام بالثورة وكنا جادين ولا هدف لنا إلا حرية الأمة وكرامتها وان الله تعالي لن يكتفي بإيمان الناس اذا لم يتبعوا هذا الايمان بالعمل وبالعمل الصالح فيقول عز وجل إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون.
ومن يوم قيام الثورة ونحن في معركة لم تنته بعد: معركة ضد الاستعمار لا ضد المواطنين وهذه المعركة لا تحتمل المطامع والاهواء التي طالما نفذ الاستعمار من خلالها ليحطم وحدة الأمة وتماسكها فلا تقوي علي تحقيق أهدافها.
وقد بدأت الثورة فعلا بتوحيد الصفوف إلي أن حلت الاحزاب ولم تحل الاخوان إبقاء عليهم وأملا فيهم وانتظارا لجهودهم وجهادهم في معركة التحرير ولأنهم لم يتلوثوا بمطامع الحكم كما تلوثت الأحزاب السياسية الأخري ولأن لهم رسالة دينية تعين علي اصلاح الخلل وتهذيب النفوس.
ولكن نفرا من الصفوف الأولي في هيئة الاخوان أرادوا أن يسخروا هذه الهيئة لمنافع شخصية واطماع ذاتية مستغلين سلطان الدين علي النفوس وبراءة وحماسة الشبان المسلمين ولم يكونوا في هذا مخلصين لوطن أو لدين.
ولقد أثبت تسلسل الحوادث ان هذا النفر من الطامعين استغلوا هيئة الاخوان والنظم التي تقوم عليها هذه الهيئة لاحداث انقلاب في نظام الحكم القائم تحت ستار الدين.
وقد سارت الحوادث بين الثورة وهيئة الاخوان بالتسلسل الآتي:
1- في صباح يوم الثورة استدعي الاستاذ حسن العشماوي لسان حال المرشد العام إلي مقر القيادة العامة بكوبري القبة وابلغ اليه ان يطلب من المرشد العام اصدار بيان لتأييد الثورة ولكن المرشد بقي في مصيفه بالاسكندرية لائذا بالصمت فلم يحضر إلي القاهرة الا بعد عزل الملك ثم اصدر بيانا مفتضبا طلب بعده أن يقابل أحد رجال الثورة فقابله البكباشي جمال عبدالناصر في منزل الاستاذ صالح أبورقيق الموظف بالجامعة العربية وقد بدأ المرشد حديثه مطالبا بتطبيق أحكام القرآن في الحال فرد عليه البكباشي جمال عبدالناصر أن هذه الثورة قامت حربا علي الظلم الاجتماعي والاستبداد السياسي والاستعمار البريطاني وهي بذلك ليست إلا تطبيقا لتعاليم القرآن الكريم.
فانتقل المرشد بالحديث إلي تحديد الملكية وقال ان رأيه أن يكون الحد الأقصي500 فدان.
فرد عليه البكباشي جمال قائلا ان الثورة رأت التحديد بمائتي فدان فقط وهي مصممة علي ذلك فانتقل المرشد بالحديث قائلا أنه يري لكي تؤيد هيئة الاخوان الثورة أن يعرض عليه أي تصرف للثورة قبل اقراره فرد عليه البكباشي جمال قائلا ان هذه الثورة قامت بدون وصاية احد عليها وهي لن تقبل بحال أن توضع تحت وصاية أحد وان كان هذا لا يمنع القائمين علي الثورة من التشاور في السياسة العامة مع كل المخلصين من أهل الرأي دون التقيد بهيئة من الهيئات ولم يلق هذا الحديث قبولا من نفس المرشد.
2- سارعت الثورة بعد نجاحها في اعادة الحق إلي نصابه وكان من أول أعمالها أن أعادت التحقيق في مقتل الشهيد حسن البنا فقبضت علي المتهمين في الوقت الذي كان المرشد لا يزال في مصيفه في الاسكندرية.
3- طالبت الثورة الرئيس السابق علي ماهر بمجرد توليه الوزارة أن يصدر عفوا شاملا عن المعتقلين والمسجونين السياسيين وفي مقدمتهم الاخوان وقد نفذ هذا فعلا بمجرد تولي الرئيس نجيب رئاسة الوزارة.
4- حينما تقرر اسناد الوزارة إلي الرئيس نجيب تقرر أن يشترك فيها الاخوان المسلمون بثلاثة أعضاء علي ان يكون احدهم الاستاذ الشيخ أحد حسن الباقوري.
وقد تم اتصال تليفوني بين اللواء عبدالحكيم عامر والمرشد ظهر يوم7 سبتمبر سنة1952 فوافق علي هذا الرأي قائلا أنه سيبلغ القيادة بالاسمين الآخرين ثم حضر الاستاذ حسن العشماوي إلي القيادة في كوبري القبة وابلغ البكباشي جمال عبدالناصر أن المرشد يرشح للوزارة الأستاذ منير الدله الموظف في مجلس الدولة والاستاذ حسن العشماوي المحامي وقد عرض هذا الترشيح علي مجلس الثورة فلم يوافق عليهما وطلب البكباشي جمال عبدالناصر من الاستاذ حسن العشماوي ان يبلغ ذلك إلي المرشد ليرشح غيرهما وفي الوقت نفسه اتصل البكباشي جمال بالمرشد فقال الاخير انه سيجمع مكتب الارشاد في الساعة السادسة ويرد عليه بعد الاجتماع.
وقد أعاد البكباشي جمال الاتصال مرة أخري بالمرشد فرد عليه أن مكتب الارشاد قرر عدم الاشتراك في الوزارة فلما قال له: لقد اخطرنا الشيخ الباقوري بموافقتك وطلبنا منه أن يتقابل مع الوزراء في الساعة السابعة لحلف اليمين أجابه بأنه يرشح بعض أصدقاء الاخوان للاشتراك في الوزارة ولا يوافق علي ترشيح أحد من الاخوان.
وفي اليوم التالي صدر قرار من مكتب الارشاد بفصل الشيخ الباقوري من هيئة الاخوان فاستدعي البكباشي جمال عبدالناصر الاستاذ حسن العشماوي وعاتبه علي هذا التصرف الذي يظهر الاخوان بمظهر الممتنع عن تأييد وزارة الرئيس نجيب وهدد بنشر جميع التفاصيل التي لازمت تشكيل الوزارة فكان رد العشماوي أن هذا النشر يحدث فرقة في صفوف الاخوان وليس لموقف المرشد العام ورجاه عدم النشر.
5- عندما طلب من الاحزاب أن تقدم اخطارات عن تكوينها قدم الاخوان اخطارا باعتبارهم حزبا سياسيا وقد نصحت الثورة رجال الاخوان بألا يترددوا في الحزبية ويكفي أن يمارسوا دعوتهم الاسلامية بعيدا عن غبار المعارك السياسية والشهوات الحزبية وقد ترددوا بادئ الأمر ثم استجابوا قبل انتهاء موعد تقديم الاخطارات وطلبوا اعتبارهم هيئة وطلبوا من البكباشي جمال عبدالناصر أن يساعدهم علي تصحيح الأخطاء فذهب إلي وزارة الداخلية حيث تقابل مع المرشد في مكتب الاستاذ سليمان حافظ وزير الداخلية وقتئذ وتم الاتفاق علي أن تطلب وزارة الداخلية من الاخوان تفسيرا عما اذا كانت أهدافهم سيعمل علي تحقيقها عن طريق اسباب الحكم كالانتخابات وان يكون رد الاخوان بالنفي حتي ينطبق عليهم القانون.
6- وفي صبيحة يوم صدور قرار الاحزاب في يناير سنة1953 حضر إلي مكتب البكباشي جمال عبدالناصر الصاغ صلاح شادي والاستاذ منير الدلة وقالا له الآن وبعد حل الأحزاب لم يبق من مؤيد للثورة الا هيئة الاخوان ولهذا فانهم يجب أن يكونوا في وضع يمكنهم من أن يردوا علي كل اسباب التساؤل فلما سألهم ما هو هذا الوضع المطلوب أجابا بأنهم يريدون الاشتراك في الوزارة فقال لهما اننا لسنا في محنة واذا كنتم تعتقدون أن هذا الظرف هو ظرف المطالب وفرض الشروط فأنتم مخطئون فقالوا له اذا لم توافق علي هذا فاننا نطالب بتكوين لجنة من هيئة الاخوان تعرض عليها القوانين قبل صدورها للموافقة عليها وهذا هو سبيلنا لتأييدكم ان أردتم التأييد فقال لهم جمال لقد قلت للمرشد سابقا اننا لن نقبل الوصاية وإنني أكررها اليوم مرة أخري في عزم وإصرار. وكانت هذه الحادثة هي نقطة التحول في موقف الاخوان من الثورة وحكومة الثورة. اذ دأب المرشد بعد هذا علي اعطاء تصريحات صحافية مهاجما فيها الثورة وحكومتها في الصحافة الخارجية والداخلية كما كانت تصدر الأوامر شفهيا إلي هيئات الاخوان بأن يظهروا دائما في المناسبات التي يعقدها رجال الثورة بمظهر الخصم المتحدي.
7- لما علم المرشد بتكوين هيئة التحرير تقابل مع البكباشي جمال في مبني القيادة بكوبري القبة وقال له انه لا لزوم لإنشاء هيئة التحرير ما دام الاخوان قائمين فرد عليه البكباشي جمال ان في البلاد من لا يرغب في الانضمام للاخوان وان مجال الاصلاح متسع امام الهيئتين فقال المرشد انني لن أؤيد هذه الهيئة وبدأ منذ ذلك اليوم في محاربة هيئة التحرير واصدار أوامره بإثارة الشغب واختلاق المناسبات لإيجاد جو من الخصومة بين ابناء الوطن الواحد.
8- وفي شهر مايو سنة1953 ثبت لرجال الثورة أن هناك اتصالا بين بعض الاخوان المحيطين بالمرشد وبين الانجليز عن طريق الدكتور محمد سالم الموظف في شركة النقل والهندسة وقد عرف البكباشي جمال من حديثه مع الاستاذ حسن العشماوي في هذا الخصوص أنه حدث اتصال فعلا بين الاستاذ منير الدلة والاستاذ صالح ابورقيق ممثلين عن الاخوان وبين مستر ايفانز المستشار الشرقي للسفارة البريطانية وان هذا الحديث سيعرض حينما يتقابل البكباشي جمال والمرشد وعندما التقي البكباشي جمال مع المرشد أظهر له استياءه من اتصال الاخوان مع الانجليز والتحدث معهم في القضية الوطنية الأمر الذي يدعو إلي التضارب في القول واظهار البلاد بمظهر الانقسام.
ولما استجوب اليوم الدكتور محمد سالم عن موضوع اتصال الانجليز بالمرشد ومن حوله قال ان القصة تبتدئ وقت أن كان وفد المحادثات المصري جالسا يتباحث رسميا مع الوفد البريطاني.
وفي ابريل سنة1953 اتصل به القاضي' جراهام' بالسفارة البريطانية وطلب منه أن يمهد مقابلة بين مستر ايفانز المستشار الشرقي للسفارة البريطانية وبعض قادة الاخوان وانه أي محمد سالم أمكنه ترتيب هذه المقابلة في منزله بالمعادي بين منير الدله وصالح أبورقيق عن الاخوان ومستر ايفانز عن الجانب البريطاني وتناول الحديث موقف الاخوان من الحكومة وتباحثوا في تفاصيل القضية المصرية ورأي الاخوان وموقفهم من هذه القضية ثم قال الدكتور محمد سالم انه جاء في رأي قادة الاخوان ان عودة الانجليز إلي القاعدة تكون بناء علي رأي لجنة مشكلة من المصريين والانجليز وان الذي يقرر خطر الحرب هي هيئة الأمم المتحدة.
ولعل هذا هو السبب في تمسك الانجليز بهذا الرأي الذي لم يوافق عليه الجانب المصري للمفاوضات حتي اليوم.
ثم قال الدكتور محمد سالم في اجتماع آخر مماثل في منزله ايضا حيث طلب مستر ايفانز مقابلة المرشد فوعد منير الدلة بترتيب هذا الاجتماع وفعلا تم في منزل المرشد ودار في هذا الاجتماع الحديث عن القضية المصرية وموقف الاخوان منها وذكر الدكتور محمد سالم ان مستر ايفانز دعا منير الدلة وصالح ابورقيق لتناول الشاي في منزله وقد اجاب دعوته مرتين.
9- وفي أوائل شهر يونيو سنة1953 ثبت لادارة المخابرات ان خطة الاخوان قد تحولت لبث نشاطها داخل قوات الجيش والبوليس وكانت خطتهم في الجيش تنقسم إلي قسمين.
القسم الأول: ينحصر في عمل تنظيم سري تابع للاخوان بين ضباط الجيش ودعوا فيما دعوا عددا من الضباط وهم لا يعلمون انهم من الضباط الاحرار فسايروهم وساروا معهم في خططهم وكانوا يجتمعون بهم اجتماعات أسبوعية وكانوا يتحدثون في هذه الاجتماعات عن الإعداد لحكم الاخوان المسلمين والدعوة إلي ضم أكبر عدد من الضباط ليعملوا تحت امرة الاخوان وكانوا يأخذون عليهم عهدا وقسما ان يطيعوا ما يصدر اليهم من اوامر المرشد.
أما القسم الثاني فكان ينحصر نشاطه في عمل تشكيلات بين ضباط البوليس وكان الغرض منها هو اخضاع نسبة كبيرة من ضباط البوليس لأوامر المرشد ايضا وكانوا يجتمعون في اجتماعات دورية اسبوعية وينحصر حديثهم فيها في بث الحقد والكراهية لرجال الثورة ورجال الجيش وبث الدعوة بين ضباط البوليس بأنهم أحق من رجال الجيش بالحكم نظرا لاتصالهم بالشعب وكانوا يمنونهم بالترقيات والمناصب بعد أن يتم لهم هدفهم وكان يتزعمهم الصاغ صلاح شادي الذي طالما ردد في اجتماعاته بهم أنه وزير الداخلية المقبل.
وقسم ثالث اطلق عليه قسم الوحدات وكان الغرض منه هو جمع أكبر عدد ممكن من ضباط الصف في الجيش تحت امرة المرشد ايضا وكانوا يجتمعون بهم في اجتماعات سرية اسبوعية وكان الحديث يشتمل علي بث الكراهية للضباط في نفوس ضباط الصف وإشعارهم بأنهم هم القوة الحقيقية في وحدات الجيش وأنهم اذا ما نجح الاخوان في الوصول إلي الحكم فسيعاملون معاملة كريمة.
كما كان هذا القسم يقوم ببث الدعوة لجمع أكبر عدد من صف ضباط وجنود ليكون تحت إمرة المرشد العام للاخوان.
ولما تجمعت هذه المعلومات لادارة المخابرات اتصل البكباشي جمال عبدالناصر بالاستاذ حسن العشماوي باعتباره ممثل المرشد وصارحه بموقف الاخوان العام ثم بموقف الاخوان في داخل الجيش وما يدبرونه في الخفاء بين قوات الجيش والبوليس وقال له لقد آمنا لكم ولكن هذه الحوادث تظهر انكم تدبرون أمرا سيجني علي مصير البلاد ولن يستفيد منه الا المستعمر وأنني أنذر أننا لن نقف مكتوفي الايدي امام هذه التصرفات التي يجب أن توقف ايقافا كاملا ويجب ان يعلم الاخوان ان الثورة انما ابقت عليهم بعد ان حلت جميع الاحزاب لاعتقادها أن في بقائهم مصلحة وطنية فاذا ما ظهر أن في بقائهم ما يعرض البلاد للخطر فاننا لن نتردد في اتخاذ ما تمليه مصلحة البلاد مهما كانت النتائج فوعد أن يتصل بالمرشد في هذا الأمر وخرج ولم يعد حتي الآن.
وفي اليوم التالي استدعي البكباشي جمال عبدالناصر الاستاذ خميس حميدة نائب المرشد والاستاذ الشيخ سيد سابق وابلغهما ما قاله لحسن العشماوي في اليوم السابق فاظهرا الاستياء الشديد وقالا انهما لا يعلمان شيئا عن هذا وانهما سيبحثان الأمر ويعملان علي ايقاف هذا النشاط الضار.
ورغم هذا التحذير وهذا الانذار استمر العمل حثيثا بين صفوف الجيش والبوليس واصبح الكلام في الاجتماعات الدورية يأخذ طابع الصرامة وطابع الحقد فكانوا يقلبون الخطط في هذه الاجتماعات بحثا عن أسلم الطرق لقلب نظام الحكم وكان الاحرار المنبثون في هذه التشكيلات يبلغون أولا بأول عما يدور في كل اجتماع.
10- بعد أن تعين الاستاذ الهضيبي مرشدا للاخوان لم يأمن إلي افراد الجهاز السري الذي كان موجودا في وقت الشهيد حسن البنا برياسة السيد عبدالرحمن السندي فعمل علي ابعاده معلنا بأنه لا يوافق علي التنظيمات السرية لأنه لا سرية في الدين ولكنه في الوقت نفسه بدأ في تكوين تنظيمات سرية جديدة تدين له بالولاء والطاعة بل عمد علي التفرقة بين أفراد النظام السري القديم ليأخذ منه إلي صفه أكبر عدد ليضمهم إلي جهازه السري الجديد وفي هذه الظروف المريبة قتل المرحوم المهندس السيد فايز عبدالمطلب بواسطة صندوق من الديناميت وصل إلي منزله علي انه هدية من الحلوي بمناسبة عيد المولد النبوي وقد قتل معه بسبب الحادث شقيقه الصغير البالغ من العمر تسع سنوات وطفلة صغيرة كانت تسير تحت الشرفة التي انهارت نتيجة الانفجار.
كانت المعلومات ترد إلي المخابرات بأن المقربين من المرشد يسيرون سيرا سريعا في سبيل تكوين جهاز سري قوي ويسعون في نفس الوقت إلي التخلص من المناوئين لهم من افراد الجهاز السري القديم.
11- وكان نتيجة ذلك أن حدث الانقسام الأخير بين الاخوان واحتل فريق منهم دار المركز العام وقد حضر إلي منزل البكباشي جمال عبدالناصر بعد منتصف ليل ذلك اليوم الشيخ محمد فرغلي والاستاذ سعيد رمضان مطالبين بالتدخل ضد الفريق الآخر ومنع نشر الحادث فقال لهم جمال انه لن يستطيع منع النشر حتي لا يؤول الحادث تأويلا ضارا بمصلحة البلاد أما من جهة التدخل فهو لا يستطيع أن يتدخل بالقوة حتي لا تتضاعف النتائج وحتي لا يشعر الاخوان أن الثورة تنصر فريقا علي فريق وانه يري أن يتصالح الفريقان وان يعملا علي تصفية ما بينهما فطلب منه الشيخ فرغلي أن يكون واسطة بين الفريقين وان يجمعه مع الاستاذ صالح عشماوي فطلب منه جمال أن يعود في اليوم التالي في الساعة العاشرة صباحا وأنه سيعمل علي أن يكون الاستاذ صالح موجودا وفي الموعد المحدد حضر الشيخ فرغلي ولم يمكن الاتصال بالاستاذ صالح عشماوي وكان الشيخ فرغلي متلهفا علي وجود الاستاذ عشماوي مما دعا البكباشي جمال أن يطلب من البوليس الحربي البحث عن الأستاذ صالح واحضاره إلي المنزل وتمكن البوليس الحربي في الساعة الثانية عشرة من العثور علي الاستاذ صالح فحضر هو والشيخ سيد سابق الي منزل البكباشي جمال وبدأ الطرفان يتعاتبان وأخيرا اتفقا علي أن تشكل لجنة توافق علي اعضائها الأستاذ صالح عشماوي للبحث فيما نسب الي الاخوان الاربعة المفصولين علي ألا يعتبروا مفصولين وانما يعتبرون تحت التحقيق والعمل علي ان يعود السلام المؤتمر الذي كان مزمعا عقده في دار المركز العام في عصر ذلك اليوم ولكن لم ينفذ هذا الاتفاق.
12- وفي يوم الأحد10 يناير سنة1954 ذهب الأستاذ حسن العشماوي العضو العامل بجماعة الاخوان وأخو حرم منير الدلة إلي منزل مستر' كورزويل' الوزير المفوض بالسفارة البريطانية ببولاق الدكرور الساعة السابعة صباحا ثم عاد لزيارته أيضا في نفس اليوم في مقابلة دامت من الساعة الرابعة بعد الظهر إلي الساعة الحادية عشرة من مساء نفس اليوم وهذه الحلقة من الاتصالات بالإنجليز تكمل الحلقة الأولي التي روي تفاصيلها الدكتور محمد سالم.
13- وكان آخر مظهر من مظاهر النشاط المعادي الذي قامت به جماعة الاخوان هو الاتفاق علي اقامة احتفال بذكري المنيسي وشاهين يوم12 الجاري في جامعتي القاهرة والاسكندرية في وقت واحد وان يعملوا جهدهم لكي يظهروا بكل قوتهم في هذا اليوم وان يستغلوا هذه المناسبة استغلالا سياسيا في صالحهم ويثبتوا للمسئولين انهم قوة وان زمام الجامعة في أيديهم وحدهم وفعلا تم اجتماع لهذا الغرض برياسة عبدالحكيم عابدين حضره الاستاذ حسن دوح المحامي ومحمود أبوشلوع ومصطفي البساطي من الطلبة واتفقوا علي أن يطلبوا من الطلبة الاخوان الاستعداد لمواجهة أي احتمال يطرأ علي الموقف خلال المؤتمر حتي يظهروا بمظهر القوة وحتي لا يظهر في الجامعة أي صوت آخر غير صوتهم وفي سبيل تحقيق هذا الغرض اتصلوا بالطلبة الشيوعيين رغم قلتهم وتباين وجهات النظر وعقدوا معهم اتفاقا وديا يعمل به خلال المؤتمر.
وفي صباح12 الجاري عقد المؤتمر وتكتل الاخوان في حرم الجامعة وسيطروا علي الميكرفون ووصل إلي الجامعة أفراد منظمات الشباب من طلبة المدارس الثانوية ومعهم ميكروفون مثبت علي عربة للاحتفال بذكري الشهداء فتحرش بهم بعض الطلبة الاخوان وطلبوا اخراج ميكروفون منظمات الشباب وانتظم الحفل والقيت كلمات من مدير الجامعة الطلبة وفجأة إذا ببعض الطلبة من الاخوان يحضرون إلي الاجتماع ومعهم' نواب صفوي' زعيم فدائيان إسلام في إيران حاملينه علي الاكتاف وصعد إلي المنصة وألقي كلمة وإذا بطلبة الاخوان يقابلونه بهتافهم التقليدي الله أكبر ولله الحمد.
وهنا هتف طلبة منظمة الشاب الله أكبر والعزة لمصر
فساء طلبة الاخوان أن يظهر صوت في الجامعة مع صوتهم فهاجموا الشباب بالكرابيج والعصي وقلبوا عربة الميكروفون واحرقوها واصيب البعض اصابات مختلفة ثم تفرق الجميع إلي منازلهم.
حدث كل هذا في الظلام وظن المرشد واعوانه ان المسئولين غافلون عن امرهم لذلك فنحن نعلن باسم هذه الثورة التي تحمل امانة اهداف هذا الشعب ان مرشد الاخوان ومن حوله قد وجهوا نشاط هذه الهيئة توجيها يضر بكيان الوطن ويعتدي علي حرمة الدين.
ولن تسمح الثورة أن تتكرر في مصر مأساة باسم الدين ولن تسمح لأحد أن يتلاعب بمصائر هذا البلد بشهوات خاصة مهما كانت دعواها ولا أن يستغل الدين في خدمة الأغراض والشهوات وستكون اجراءات الثورة حاسمة وفي ضوء النهار وأمام المصريين جميعا والله ولي التوفيق
مجلس قيادة الثورة
15 يناير سنة1954
وبعد: فإننا نضع هذا التقييم للجماعة وأهدافها الذي وضعه البكباشي جمال عبد الناصر في مرحلة من أهم مراحل التاريخ المصري أمام كل من له قلب وألقي السمع وهو بصير فإنما لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور.
أقول هذا ولم يقف الامر عند هذا الحد فقد أفتي علماء التنظيم بوجوب قتل الزعيم عبد الناصر حين وجدوا فيه زعيما مخلصا لوطنه وشعبه وأن لا مكان لأي تنظيم يحاول سرقة الثوره من شعبها وفرض أجندات غير مصريه.
واليكم اعترافات التنظيم السري المسلح التابع للاخوان والذي تتخوف بعض القوي في مصر الان من عودته.
حوار مع خليفة عطية الذي حاول اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر في حادثة المنشية 1954.
خليفة عطوة القيادى السابق فى التنظيم المسلح للمحظورة: الجماعة تدار بأيدٍ أمريكية وصهيونية والمرشد العام .منصب وهمى
بدأ حياته فى الجماعة المحظورة سمع شعاراتها وآمن بها وتدرج في أسرها وشعبها حتى اختارته القيادة للتدريب على السلاح ولما أصبح من أفضل خمسة قناصين فى شبابها تم تكليفه باغتيال الرئيس جمال عبدالناصر فى العام 1954 بعد فشل المحاولة حكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم ثم البراءة فى السجن اكتشف أنه كان فى الطريق الخطأ فقرر العودة عن الطريق والتوبة عن الافكار الهادمة إنه خليفة عطوة المتهم الثالث فى حادث المنشية الذى حاولت فيه جماعة الإخوان المحظورة اغتيال عبدالناصر.
«الوطنى اليوم» حاورته عن تاريخه وكيف انضم للجماعة وكيف خرج منها وكيف تحول من مشروع قاتل لعبدالناصر إلى مدافع قوى عن الناصرية وعن الثورة؟.
وأكد أن الجماعة المحظورة ليس لها مستقبل فى الشارع المصرى لأن ورقة التوت سقطت عنها وبدت عوراتها للناظرين.وتأكد الرأى العام أنها جماعة نفعية تتاجر بالدين لخدمة أهداف مشبوهة وتحدث عن الصراعات الداخلية موضحاً أنها ليست خلافات فى الرؤى بقدر ما هى اختلافات حول المصالح الشخصية وقال ان تمويل المحظورة يأتى من قيادات بالخارج فى أوروبا وأمريكا.
وشدد على أن «مرشد المحظورة» منذ حسن البنا وحتى مهدى عاكف منصب وهمى وعبارة عن واجهة لمجلس أعلى عالمى يدير الجماعة من وراء ستار وان اغتيال المؤسس حسن البنا كان سببه أنه توهم أنه يدير الجماعة بحق وأراد أن يأخذ آراء بمفرده بمعزل عن المجلس العالمى وقال إن سيد قطب داعية الانحلال أثناء وجوده فى أمريكا كان ضمن المجلس العالمى ثم تم الدفع به إلى مصر لنشر الإرهاب والتطرف والعنف والقتل.
وأكد عطوة أن الجماعة مخترقة من أجهزة الأمن وأن قيادات بارزة فى المحظورة تكتب تقارير يومية عن نشاط الجماعة كما توجد قيادات أخرى تكتب تقارير لأجهزة خارجية.
وتناول عطوة القيادى السابق فى المحظورة العديد من الملفات الساخنة عن تاريخ وحاضر ومستقبل المحظورة فإلى نص الحوار:
لماذا دبر الإخوان محاولة أغتيال عبدالناصر فى حادث المنشية؟.
- عندما تسلم عبدالناصر رئاسة الوزراء من مارس 1954 أعاد تشكيل مجلس الوزراء.. وفوجىء ناصر بأن الإخوان يطلبون ضم مجموعة كبيرة منهم إلى الوزارة على رأسهم أحمد حسن الباقورى ووافق ناصر على ضم عدد منهم لكنه فوجىء بمكتب الإرشاد يطلب رئاسة الحكومة وهو مارفضه ناصر ومجلس قيادة الثورة فقرر الإخوان الانسحاب من الحكومة والتشكيل الوزارى.ولكن رفض الباقورى ورفاقه الانسحاب ولم يستجيبوا لأوامر مكتب الإرشاد والذى قرر فصلهم جميعاً من الجماعة.
وبعد التشكيل الحكومى ومفاوضات ناصر مع الإنجليز وصولاً لتوقيع اتفاقية الجلاء وكان المرشد العام للجماعة المحظورة فى ذلك الوقت هو «حسن الهضيبى» الذى بدأ تنفيذ مخطط الإطاحة بناصر وبدأ يجرى اتصالات مع السفارة الإنجليزية للتحريض ضد ناصر ويطالبهم بتأجيل توقيع اتفاقية الجلاء لحين الإطاحة بناصر مع وعد باستمرار وجود الإنجليز فى مصر فى حال صعود الإخوان لمنصة الحكم وعودة الملك كما قام الهضيبى بعقد جلسات مع اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت لتحذيره من نجومية ناصر وطموحه السياسى وأنه يخطط للقضاء عليه والاستيلاء على كرسى رئاسة ناصر وهو مااستجاب له نجيب مما أعطاهم الضوء الأخضر للتخلص من ناصر.وبعد نجاح عبدالناصر فى توقيع اتفاقية الجلاء وظهر أمام الشعب بالبطل الأسطورى الذى خلص الوطن من الإنجليز صدر قرار من مكتب الإرشاد بضرورة اغتيال عبدالناصر وتم تكليف مجموعة من الجناح السرى العسكرى بالذهاب إلى الإسكندرية فى مساء يوم الأربعاء الساعة الثامنة أثناء إلقاء خطاب احتفالية توقيع اتفاقية الجلاء فى 26 أكتوبر 1954 وتخفى «الهضيبى» فى الإسكندرية فى فيلا ب «بلوكلى» استأجرها تحت اسم د. حسن بصرى لحين تنفيذ العملية وإعلان بيان اغتيال عبدالناصر.
على أى أساس تم اختيار مجموعة اغتيال عبدالناصر؟.
- غالباً يتم اختيار مثل هذه المجموعة من الجهاز السرى وهى مجموعة مدربة على أعلى مستوى لتنفيذ العملية وتسمى الخلايا العنقودية وكل خلية عبارة عن أربعة اشخاص وخامسهم رئيس المجموعة وكان قائد مجموعتنا «هنداوى سيد أحمد دوير» - محام - والأعضاء كانوا محمود عبداللطيف - سمكرى ومحمد على النصيرى - طالب بكلية الحقوق - وأنور حافظ محمد - طالب بكلية التجارة وانا وتم اختيارنا تحديداً لأننا شباب الثورة اشتركنا فى عمليات فدائية عديدة وكنا الجنود المجهولة فى الثورة وكنا نذهب مع الرئيس عبدالناصر فى أى مكان يتواجد فيه مع شعبه.
وكيف اقنعوكم بضرورة اغتيال عبدالناصر؟.
- أقنعونا بأن اتفاقية الجلاء التى وقعها «ناصر» مع الإنجليز ضد مصلحة مصر وأن الإنجليز لن يغادروا مصر إلا بعد عشرين شهراً ولهم قواعد عسكرية فى التل الكبير أى أنها اتفاقية وهمية معهم وبالفعل اقتنعنا ووافقنا على تنفيذ عملية الاغتيال.
وما دور كل واحد منكم فى عملية الاغتيال؟.
- محمود عبداللطيف كان دوره إطلاق الرصاص على ناصر من المسدس وكان أفضل واحد فى المجموعة فى إطلاق الرصاص بينما محمد النصيرى كان يرتدى حزاماً ناسفاً لتنفيذ مهمة التفجير فى عبدالناصر فى حالة فشل إطلاق الرصاص فكنت أنا وأنور حافظ نرتدى زى الحرس الوطنى للثورة ونقف على المنصة على بعد خطوات خلف عبدالناصر الذى كان يفتخر دائماً بشباب الثورة وشكل منهم الحرس الوطنى.
وكان محمود عبداللطيف مندساً بين الجماهير العادية بجوار تمثال سعد زغلول فى مواجهة المنصة حتى يمكنه اعتلائه وإطلاق الرصاص إذا لزم الأمر وكان دورى هامشياً يتمثل فى أن أعطى إشارة البدء فى إطلاق الرصاص بإصبع اليد متفق عليها مع عبداللطيف بمجرد رؤيتها وكان مكانى أنا شمال المنصة وأنور حافظ على اليمين وكانت مهمته إعطاء إشارة للنصيرى الموجود يمين المنصة ليحتضن عبدالناصر ويفجر نفسه بالحزام الناسف عند تلقى الإشارة.
أروِ لنا بالتفصيل ماذا حدث فى المنصة؟.
- كان عبدالناصر يخطب وعندما كان منفعلاً ورفع يده اليسرى أثناء خطبته وهو وضع جيد لإطلاق الرصاص على قلبه وإصابته فى مقتل أعطيت الإشارة ل «عبداللطيف» وفعلاً أطلق عبداللطيف النار وكان عبدالناصر يحمل قلم حبر ويرتدى چاكيت واسعاً فأصابت الرصاصة القلم الحبر فاندفع الحبر فى وجه عبدالناصر ومرت الرصاصة بين جمال سالم وعبدالحكيم عامر دون إصابتهما لتستقر فى جسد أحمد بدر سكرتير هيئة تحرير الإسكندرية التى أصابته فى مقتل وأصابت الرصاصة الثانية الميرغنى حمزة زعيم الطائفة الختمية فى السودان والذى كان يجلس خلف عبدالناصر واستمر عبداللطيف يطلق الرصاص ليصيب آخرين إلا عبدالناصر وكان عبدالناصر يقف بشجاعة أمام الرصاص وكان زملاؤه يحاولون إبعاده ولكنه يصرخ فيهم ويقول لهم اتركونى وليبق كل واحد فى مكانه ومازال عبداللطيف يطلق النار بعشوائية فاندفعت مسرعاً أمام عبدالناصر لأشير ل عبداللطيف بوقف إطلاق الرصاص لكنه ظل يضرب وأصابنى بثلاث رصاصات فى ذراعى اليمنى وقد توفى فى هذه العملية سبعة أفراد.
وكيف تم القبض عليكم؟.
- نجح الأمن فى القبض على «عبداللطيف» وكان يمكن أن يمر الحادث دون أن يكشف أحد أننى وأنور حافظ ضمن مجموعة الاغتيال لولا أن قائد المجموعة هنداوى سارع وسلم نفسه وأعترف علينا وكشف المجموعة كلها حتى يخرج من القضية كشاهد ملك وبالفعل تم اعتقالنا وتحويلنا إلى المحكمة العسكرية.
وماذا جرى أثناء المحاكمة؟.
- قمنا بالاعتراف فى التحقيقات بما حدث وبعد التحقيقات ثم تحويلنا فى اليوم التالى مباشرة إلى محكمة الشعب برئاسة قائد الجناح جمال سالم والبكباشى أركان حرب حسين الشافعى (عضو يسار) والبكباشى محمد أنور السادات (عضو يمين).
واعترفنا بأن الهضيبى المرشد العام للإخوان هو المحرض لنا على اغتيال عبدالناصر وتمت المواجهة بيننا وبين الهضيبى الذى انكر أى دور للإخوان فى هذه العملية وطلب رئيس المحكمة ان يقسم على ذلك فأمسك الهضيبى بالمصحف وأقسم عليه أنه لا يعرفنا ولم يكلفنا بذلك فصرخ محمود عبداللطيف وقال له «ياكافر بتحلف على المصحف كذباً ياخونة ياكذابين» واكتشفنا وقتها إننا كنا ضحية خدعة إخوانية ولم يكن جهاداً بالنفس ضد الخائن كما أقنعونا وكما اعترفنا أن هذه العملية تمت بالاتفاق مع اللواء محمد نجيب وبعدها قاموا بإصدار قرار بتحديد إقامة محمد نجيب وأصدرت المحكمة حكماً بإعدامنا رمياً بالرصاص.
وكيف حصلت أنت وأنور حافظ على العفو؟.
- بعد الحكم بالإعدام تم ترحيلنا إلى سجن القلعة فى انتظار الإعدام وبعد 21 يوماً قضيناها فى السجن أبلغنا مأمور السجن ان رئيس الوزراء جمال عبدالناصر قد خفف الحكم لى ولأنور إلى الأشغال الشاقة بدلاً من الإعدام ولكن هذا الخبر لم يسعدنا وكان الموت أهون علينا من القضاء 25 سنة داخل جدران السجن وبعد مرور 9 أيام أخذونا فى عربة جيب إلى مكان عرفنا بعد ذلك أنه مقر المحكمة بالجزيرة وجدنا انفسنا أمام عبدالناصر شخصياً واعتقدنا أنه جاء بنفسه ليقتلنا ووقفنا أمامه أكثر من ساعة حيث كان يجلس على مكتب وأمامه أوراق يتصفح فيها وبعدها قال لنا (فى حد أجبركم على الاعتراف أو ضغط عليكم أو ضربكم) فقلنا له لا فقال لماذا إذ شاركتم فى الجريمة فقلنا له ما أقنعنا به الإخوان فقال ناصر: «كيف تعتبرون اتفاقية الجلاء خيانة ما أنتوا كنتم معانا وعارفين إحنا بنعمل ايه) وبعد مناقشات أحضر لنا سندوتشات فول وطعمية لنفطر معه.
ثم حملتنا سيارة جيب فى الصباح وفوجئنا إنها سارت بنا فى الزقازيق وقال الضابط لنا عودا إلى منزليكما الحاكم العسكرى عفا عنكما ولم نصدق ولم يصدق أهلنا واعتقدنا أنها خدعة ولكن فوجئنا فى نشرة الساعة 12 ظهراً بالإعلان رسمياً عن العفو عنا.
ولماذا أصدر عبدالناصر قراراً بالعفو عنكما؟.
- عرفنا بعد ذلك انه تعاطف معنا وهو يشاهدنى فى التصوير وأنا أصيح وأطلب من عبداللطيف أن يتوقف عن ضرب النار وأن أنور لم يعط إشارة تفجير الحزام الناسف فضلاً عن ذلك فوجئنا بعد نجاحنا فى بكالوريوس كلية التجارة باستدعاء عبدالناصر لنا.
وسألنا: حتعملوا إيه بعد التخرج ولم نرد فضحك ناصر ونادى على قائد الجناح «على صبرى» مدير مكتبه وقال له شغل العيال دول معاك وفعلاً تم تعيينا فى مكتب جمع وتنقية المعلومات لمكتب رئيس مجلس الوزراء ثم بعد ذلك انتقل المكتب لرئاسة الجمهورية بعدما أصبح عبدالناصر رئيساً لمصر.
وكيف أطمأن لكما عبدالناصر بعد محاولتكما اغتياله؟.
- عبدالناصر وجدنا شباباً له تاريخ وطنى ومشرف قبل عملية محاولة الاغتيال وأننا متعلمون وأولاد ناس وإنه يستطيع أن يحولهم إلى شباب وطنى مرة أخرى لم يتأخر عن ذلك وشعرت بالندم وقتها على الاشتراك فى هذه العملية وأنها وصمة عار لأننى كنت مخدوعاً فى الإخوان الذين ألقبهم بالمجرمين و«لومات أولادى كلهم مقابل أن يعيش عبدالناصر يوماً واحدا سأكون سعيدا».
لماذا تؤكد اشتراك الإخوان فى قتل حسن البنا مرشدهم؟.
- بعد اغتيال محمود فهمى النقراشى سنة 1948 طلب البنا مقابلة الملك وحين سئل عن سبب الزيارة قال: زيارة كريمة لملك كريم وعقب الزيارة قال البنا: قمت بزيارة الملك حامى المصحف وحين سئل عن الإخوان قال: إن الإخوان ليسوا بإخوان وليسوا بمسلمين» وقد كان البنا مستاء من توسع الجماعة المحظورة فى عمليات القتل بدافع الجهاد بتنفيذ سلسلة اغتيالات وبعد تصريحات البنا بأن الإخوان ليسوا مسلمين فى الجرائد ومقابلة الملك ب 45 يوماً تم اغتيال البنا فى 12 فبراير 1949 الساعة 6 مساء فى مدخل مبنى الإخوان المسلمين حيث كان يصعد البنا سلم المبنى ومعه سيد قطب والشيخ محمد فرغلى وعبدالرحمن السندى رئيس الجهاز السرى فى منتصف السلم وقفت سيارة كاديلاك سوداء رقم 9979 يقودها أحد رجال الحرس الحديدى للملك فاروق وبجانبه شخص يرتدى ملابس مدنية وتوجه إلى المبنى ونادى: ياشيخ حسن فرد البنا نعم فقال له خد وأطلق عليه 8 رصاصات وسقط البنا قتيلاً وتركه قادة الجماعة ينزف حتى الصباح وهو ملقى على السلم وثم قطع التيار الكهربى عن الشارع ولم يتحرك أحد من القيادات لإنقاذه بالرغم أن مقر الإسعاف الرئيسى على بعد خطوات من مبنى الجماعة وأنا أؤكد ان الجماعة اتخذت قرار تصفية البنا بدليل أنهم لم ينقذوه والجثمان لم يحمله إلا أبوه وأمه وزوجته فقط ودفنوه فى مقابر الغفير ولم ينظموا له جنازة او يشيعوا الجثمان بحجة خوفهم من تعرضهم للقتل ولم تفعل الجماعة أى شىء ضد الملك للانتقام لمقتل مرشدهم العام ولم يقيموا له العزاء وهو أكبر دليل على تورطهم فى اغتياله.
لماذا تؤكد وجود علاقة بين الجماعة المحظورة والاستخبارات الأمريكية والموساد الإسرائيلى؟.
- نعم هناك علاقة بين الموساد والاستخبارات الأمريكية والمحظورة وهى علاقة تقوم على المصالح فقيادات المحظورة لها مصادر تمويل مشبوهة وأكثر ناس تمتلك أموال هم الإخوان ولهم جذور فى كل مكان بالعالم فهم ليسوا أصحاب دعوة كما يدعون بل هم أصحاب سلاح وتاريخهم يشهد لهم بذلك حيث هدف تنظيم المحظورة نشر إسلام خاص بهم مصنوع فى أمريكا على طريقة المسيحية واليهودية لخدمة أغراض أمريكا وانجلترا واسرائيل وخير مثال على ذلك ما يقوم به الآن تنظيم القاعدة فى العالم الذى يقوم بخدمة اسرائيل وأمريكا بالتآمر على البلاد العربية والإسلامية وهذا التنظيم ما هو الا ابن أصيل للمحظورة تشعبت منه لتخرج أعنف الجماعات المسلحة فى مصر وهو مايفسر وجود حالة من التآخى بين تنظيم القاعدة والإخوان.
هل ترى أن الإخوان يحاولون الوصول إلى الحكم؟.
- هم يحاولون الوصول إلى الحكم لإدارته وفقاً لمصالحهم الخاصة وليس من أجل مصر وحب مصر ولكن لن يصلوا للحكم أبداً لأن الشعب المصرى يعرف حقيقة الإخوان ويكرههم ولكن الإخوان لهم أساليب يحاولون بها كسب تأييد الجماهير وتحقيق أهدافهم؟.
وما هى مخططاتهم الآن للوصول إلى أهدافهم؟.
- الإخوان يلعبون على وتر المصالح فكانوا يعتمدون قبل ذلك على استقطاب الشباب وإقناعهم بالجهاد وتدريبهم على السلاح لتنفيذ سلسلة اغتيالات إلا أن هذا الأمر غير مطلوب فى هذه المرحلة فيعتمدون الآن على كسب وتجميع القوى الشعبية حولهم من خلال توفير فرص عمل وشقق وإغراقهم بالأموال والسيطرة على مؤسسات المجتمع المدنى كالنقابات المهنية والعمالية وغيرها حتى شباب الإخوان داخل الجماعة ليس لديهم انتماء لهم وما يربطهم بهم مصالح فقط.
وبماذا تفسر تكرار انشقاق بعض القيادات الإخوانية عن الجماعة فى الفترة الأخيرة؟.
- حب سيطرة وصراع من أجل السيطرة على الموارد المالية والنزاع حول من يسيطر أكثر ويمتلك شركات وأموالاً بشكل أكبر وبمجرد تضارب المصالح بينهم يحدث الصراع والنزاع وينقلب بعضهم على بعض وهذه الصراعات ستقضى على الجماعة المحظورة فهم يفعلون أى شىء مباح أو غير مباح من أجل مصالحهم.

أنقر هنا لمتابعة قراءة مقال : إغتيال ثورة - الجزء الثانى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.