القدر يحوي إسرارا لا يعلمها إلا القادر سبحانه وتعالي ولم يصل إدراكنا إلي أغوارها من قبل.. ولم نكتشف أحداثها بعد.. فالأحداث تتشابك, وتملأ حياتنا. ونغفل عن تحليل أسرارها وحيثياتها.. وقد تنقلب لأحداث جسام تتجاوز المعايير والموازين الحاكمة للمستقبل. واقع التقسيم الحالي للمنطقة العربية ليس إلا مرحلة لمزيد من الانقسام والتقسيم لدويلات ما بين دينية عسكرية ديمقراطية ودكتاتورية ورأسمالية واشتراكية, قوميات وقبليات, تعصب مدمر وانفتاح فاشل, ومستقبل ضامن لمشروع دولة إسرائيل الكبري وخطة( لبرتا رد لويس) المقدمة للكونجرس وتم اعتمادها في1982 ليختص الملف المصري بالتقسيم لأربع دويلات تحقق حلم دولة إسرائيل ومن النيل إلي الفرات, تمتد من سيناء إلي شرق الدلتا لتنهي القضية الفلسطينية وتظل الوصاية الإسرائيلية, وأخري مسيحية من حدود بني سويف وأسيوط لتضم الفيوم والإسكندرية عبر وادي النطرون حتي مطروح غربا ودويلة نوبية في جنوب مصر تضم جزءا من الصعيد حتي شمال السودان لتشمل مناطق البربر من المغرب حتي البحر الأحمر, ودويلة إسلامية عاصمتها القاهرة تشمل الأجزاء الباقية يسهل تسيسها تحت لواء الدولة الدينية تحكم بالشريعة( الإسلام هو الحل). قناعة أمريكية صهيونية رأت تحقيق الأمثل في العمل مع صعود التيارات الداعية للإسلام من تحت الأرض إلي الجهاد السياسي فوق الأرض, وخاصة في جماعة الإخوان بعد القفز علي الثورة وضمان نجاحها برحيل النظام السابق لتبدأ أخونة الدولة باستقواء الصندوق,( نعم) لضمان دخول الجنة و(لا) ترهيبا بالسقوط في النار. وفي زمن الغفلة يصاب الشعب المصري بحالة الانقسام الحاد لأول مرة في تاريخه القديم والحديث, والمؤسسة الأمريكية مدركة تماما أن الانقسام قاعدة للهيمنة والتمكين واستمرار لمؤسسات الدولة والاستحواذ علي كرسي الرياسة.. الغاية أساس الهيمنة وحرية اللعب بأوراقها الثلاث قاعدة سياسية ضامنة لتحركها لتحقيق ما هو مطلوب حفظ الله مصر وجيشها العظيم ( وللحديث بقية) [email protected] لمزيد من مقالات عبدالفتاح إبراهيم