سطر القدر اللحظة الحاسمة لمشهد دام ثلاثين عاما يحكم ويتحكم في مستقبل أمة وكتب النهاية وهو مازال في محبس الجسد. أخطأ الرجل حين دعم الدكتاتورية لكسر الإرادة بقوة الشرطة في خدمة الشعب لينحرف بها عن مصالح الشعب إلي مصالحه ومصالح من حوله ومتلاعبا بمكونات الشعب ونسيجه القومي بتعزيز انقسامه وإهدار كرامته تحت وطأة الجوع, وإهدار قيمه الدينية والأخلاقية والثقافية, وإهمال مطالبه الأساسية( العيش والصحة) بكرامة, وحقه في التعليم والعمل وقيمة المواطنة وحصنتها من تناقضاتها العشوائيات والرفاهية, تعليم حكومي متخلف وتعليم خاص منفتح علي الغرب ومدعم ماليا ومنهجيا, شباب ينمو بين أحضان الرفاهية والانفلات الأخلاقي وآخر ينمو في أحضان الاحتياج للحاجة وتتلقاه الأيادي المتشددة لتحيطه منظمات الجهاد والإرهاب, وشباب تستهويه حياة البلطجة والانفلات والإجرام ولا يري أي رؤية مستقبلية. أخطأ الرجل حين اتخذ هوامش الديمقراطية وترك المعارضة تفعل ما تشاء للتسلية, والحكم يفعل ما يشاء لضمان كرسي الرياسة بالحصانة البرلمانية للحزب الأوحد والمقتدر بلجنة السياسات, وأحزاب كرتونية تقع تحت خطوط حمراء لا تتجاوزها.. لمالا؟! وهي مدعومة بسلطة المنح المالية, وأخطأ أيضا في المهادنة مع الجماعة المحظورة وولائها الظاهري لنظام حكمه فتحصد مقاعد نيابية ويغض البصر عن سعيها للتغلغل في مفاصل الدولة والنقابات والعمل التطوعي الخدمي استغلالا لحالة الحاجة والفقر لضمان أصواتها الانتخابية, وقد استطاعت بعض رموزها مد الجسور بين الجماعة وحزبها والإدارة الأمريكية في الداخل والخارج من أجل دعم سياسي ومادي ولوجيستي للتنظيم العالمي للجماعة ومكتب الإرشاد بالقاهرة إدراكا لتحقيق إستراتيجية أمريكا لخارطة الشرق الأوسط الجديد ورعاية الربيع العربي بأيدي الثورة الخلاقة, بعد أن أدركت شيخوخة النظام وجمود الدولة وتعشش الفساد في مفاصل الأمة في غفلة نسدد ثمنها بالدماء, فهل آن الأوان لنشاهد وندرك ما يحدث للاستبشار بالمستقبل؟ حفظ الله مصر و شعبها. [email protected] المزيد من أعمدة عبدالفتاح إبراهيم