قلب مصر يحترق 9 وفيات و361 مصابا واحراق200 ألف كتاب نادر بالمجمع العلمي قرأت هذا العنوان الضخم في الأهرام, والحقيقة برغم أن عدد الوفيات والإصابات زاد فيما بعد فإن قلب مصر. مازال ينبض وسيظل ينبض فلم تكن هذه هي المرة الأولي التي يحترق فيها قلب مصر فقد احترق من قبل أكثر من مرة علي مدي التاريخ الطويل.. ومازال ينبض, احترق حين احترقت مكتبة الإسكندرية, ومازال الفاعل مجهولا أو غائبا أو مغيبا. هل أحرقها عمرو بن العاص أم أنها الرياح التي هبت متجهة إلي المكتبة لتنقل إليها الحريق الذي شب في الاسطول المعادي الذي كان رابضا تجاه شواطئ الإسكندرية, ثم احترق قلب مصر سنة1951 حين احترقت القاهرة ومازال الفاعل مجهولا أو مغيبا, هل هم الانجليز أم هي السراي أم هو اللهو الخفي الذي بدأ يظهر حديثا, احترق قلب مصر حين احترقت الأوبرا, وهل كان احتراقها بسبب ماس كهربائي أم بسبب الاهمال الجسيم ومن المتسبب ؟ مازال مجهولا أو غائبا أو مغيبا. حرائق وحرائق احترق معها قلب مصر لكن الحريق الأخير الذي أتي علي المجمع العلمي واحترق معه تراث مصر الحضاري والعلمي والتاريخي كان صادما مؤلما شديد المرارة وزاد من مرارته ان الفاعل مجهول كالعادة أو منسوب إلي اللهو الخفي وهذا عذر أقبح من ذنب فنحن نعيش عصر المعلومات المتاحة, والكاميرات التي ترصد الاحداث والموبيلات التي تصور الوقائع والمخابرات وأجهزة أمن الدولة التي تؤدي جميعها مهمة البصاصين فلا عذر مقبول بنسبة الحريق الأخير إلي اللهو الخفي وهو فعلا لهو, لكنه ليس خفيا يعرفه جيدا من بيدهم واجب الكشف عنه لكنها الحقيقة المغيبة التي يغيبها المسئولون. ولقد قرأت في الاهرام أن الدكتور زاهي حواس ومن خلال ندوة سيعلن لأول مرة عن الاسباب الحقيقية لوفاة الملك رمسيس الثالث أي بعد أكثر من أربعة آلاف سنة ستظهر حقيقة وفاة الملك فكم من السنين سننتظر حتي تظهر الحقيقة ونعرف مرتكب جريمة حريق المجمع العلمي وكل الحرائق التي اكتوت بها مصر. إن الفيلسوف الاغريقي ديوجين كان يجوب شوارع اثينا حاملا مصباحه في وضح النهار باحثا عن الحقيقة ومات دون أن يجدها!! إلي أن نجدها نحن, فإن قلب مصر سيظل يحترق وينزف دماء برغم ذلك سيظل ينبض ولن ينطفئ الحريق الذي شب في قلب مصر إلا بعد القبض علي اللهو وأعوانه وإصدار أحكام سريعة رادعة ضده.. قلبي مع الضحايا والمصابين وأسرهم.. أما عقلي فإنه لم يستطع أن يتصور أن جانبا من تاريخ مصر أحرقه مصري. د. سعد واصف مصر الجديدة