يبدو أن المؤامرات التي تحاك ضد الجيش المصري خلال الفترة الماضية بدأت في أخذ منحي جديد, من خلال تشويه سمعة القوات المسلحة وجنودها وقادتها خارجيا. وذلك بعد ان تم تسريب جزء من التقرير النهائي للجنة تقصي الحقائق الذي تم تسليمه في شهر فبراير لرئاسة الجمهورية, والنائب العام حول الاحداث الدامية التي شهدتها البلاد خلال المرحلة الانتقالية, وضلوع الجيش فيها, الي صحيفة الجارديان البريطانية التي قامت بنشرها. والمتتبع للأحداث خلال المرحلة الماضية يجد ان هناك محاولات ممنهجة للنيل من جيش مصر,والتشكيك في قادته بل وصل الامر في بعض الأوقات اتهامه بتنفيذ مذبحة جنود سيناء في رمضان, واستعداء بعض طوائف من الشعب عليه, بل هناك من وجه تهديدات مباشرة للجيش المصري في حال تدخله في السياسة مرة اخري, وكأنما الجيش تحول فجأة الي عدو لمصر وبدلا من انه الدرع الاخيرة الذي ترتكن عليها الدولة المصرية لمواجهة جميع التهديدات التي تحيط بمصر, اصبح عدوا لمصر وشعبها. ومن الواضح هنا ومع جميع المحاولات التي باءت كلها بالفشل من تأليب الرأي العام الداخلي علي جيشه, جاءت فكرة شيطانية لأحد العابثين بأمن مصر واستقرارها بأن يتم تأليب الرأي العام العالمي علي جيش مصر, ليفقد بذلك الجيش مصداقيته عالميا, ويفقد اي دعم سيوجه له من الدول الأجنبية. بالتأكيد ان من قام بتسريب تلك الاوراق يعلم جيدا تبعات ما فعله, وإلا لماذا يسرب فقط الاوراق الخاصة بالقوات المسلحة, ألم يدر في ذهن ذلك الشخص انه من الممكن ان تقوم بعض الدول بوقف مساعداتها العسكرية للقوات المسلحة بحجة انه يتم استخدام السلاح ضد الشعب,ام انه يحاول ان يوقف العمليات العسكرية التي تتم في سيناء الآن وغلق الانفاق, ام حرق الجيش المصري عالميا حتي لا يقحم نفسه في السياسة مرة أخري. ان تلك الواقعة يجب الا تمر مرور الكرام كسابقاتها وان يكون هناك ردة فعل صارمة من قبل المؤسسة العسكرية. [email protected] لمزيد من مقالات جميل عفيفى