مظاهرات.. إضرابات.. اعتصامات.. شائعات, هذا هو حال المجتمع المصري بأكمله في الوقت الحالي, الجميع يرغب في الكثير من التغيير والإصلاح, وزيادة الدخل, وتوفير فرص عمل, في نفس الوقت, وكأنه مع إسقاط النظام السابق يجب ان يكون التغيير فوريا وسريعا وفي جميع المؤسسات. , وهو الأمر الذي يستحيل معه تنفيذ كل تلك المطالب, حيث إن القائمين علي الأمور في الوقت الحالي بشر في الأساس ولا يمتلكون عصا سحرية. لقد خلق الله الأرض في6 أيام فكيف بالبشر أن يغيروا ويعيدوا بناء دولة مرة أخري في فترة زمنية لا تتعدي شهرا, فالجميع يعلم أن النظام السابق أفسد كثيرا في جميع المواقع. وبناء عليه فإن اجتثاث كل رموز النظام السابق هو الأمر الطبيعي عند الكثير من الناس, ولكن لو تم ذلك في نفس الوقت وفي جميع المواقع فذلك يعني الانهيار السريع للدولة, بجانب أن اختيار البدائل قد يكون عليه جدل, وإثارة للمشاكل من مثيري الفوضي, حتي لا تهدأ الأوضاع وعدم الاستقرار داخل البلاد, فيجب أن يكون الوقت كافيا لاختيار البدائل, ولذا يجب علي الجميع ألا يتسرعوا في المطالبة بتنفيذ التغيير دون دراسة. إن المؤسسة العسكرية المصرية, كانت خلال السنوات الماضية هي المؤسسة الوحيدة, التي كانت تعتمد علي الدراسات ولا تتصرف ولا تتخذ قرارا عشوائيا وبناء عليه استطاع الجيش المصري ان يعبر بثورة25 يناير إلي بر الأمان, المجلس الأعلي للقوات المسلحة يعمل ما بوسعه من أجل تحقيق الأمن والاستقرار وحماية مطالب الثورة, وإجراء الانتخابات لتسليم السلطة. إن التحديات والتهديدات الخارجية والداخلية يتحمل صدها حاليا الجيش المصري, فيجب علي الجميع أن يساند الجيش, ويدعمه من أجل تحقيقه لأهدافه, وذلك لن يتأتي إلا بإعادة عجلة العمل والإنتاج مرة أخري والتصدي لعمليات التخريب وفض المظاهرات والاعتصامات والتفرغ للعمل وليكن الشعار الذي هتف به المتظاهرون خلال الثورة( الجيش والشعب أيد واحدة) هو الشعار الحقيقي الذي يجب ان ينفذ, فكما عبر الجيش بالثورة الي بر الأمان يجب ان يساعد الشعب الجيش في العبور بتلك المرحلة الحساسة إلي بر الأمان أيضا. [email protected]