يبدو أن بعضا ممن يطلقون علي أنفسهم ثوارا في الوقت الحالي يتعاملون مع معني الثورة والحرية والديمقراطية بطريقة جديدة لا يعلمها غيرهم, وغير موجوده في أي قاموس وذلك بإستخدامهم الألفاظ البذيئة والشتائم والسباب, ورفع الأحذية, من أجل الوصول الي أهدافهم الثورية التي يريدون الوصول اليها وتحقيقها. أكبر دليل علي ذلك المسيرات التي كانت تجوب الشوارع والميادين تكيل أفظع أنواع السباب, والتي يعاقب عليها القانون للمجلس العسكري وأفراد القوات المسلحة, وإستمر ذلك أمام ماسبيرو يوميا منذ يوم الجمعه, من خلال هتافات وشتائم, واستفزازات مستمرة للضباط والجنود المكلفين بحراسة مبني أتحاد الإذاعة والتلفزيون, بل زاد الأمر حدة وفجاجة عندما رفع هؤلاء القلة أحذيتهم في وجه جنود مصر الشرفاء. والسؤال الذي يطرح نفسه, ماهو السبب في كل ذلك, والمحاولات المستمرة لاستفزاز القوات, هل هي محاولة لجرهم إلي صدام كما حدث من قبل في جميع الأحداث السابقة, أم هي محاولة لإظهار صورة الجيش المصري وهو يهان بهذه الطريقة علي أيدي أبناء وطنه. إن الأمر بالفعل أصبح يثير الشكوك بشكل ملحوظ في كل تلك الأفعال فلا يوجد أي شخص وطني يبحث عن رفعة وتقدم وطنه, يقدم علي مثل تلك الأفعال التي هي في الغالب نهايتها واحدة وهي انهيار البلد والوطن بالكامل, وإدخال البلاد في فوضي عارمة لا يعلم مداها أحد إلا أصحاب المصالح, الغريب والمريب أيضا, أنه عندما نبدأ في التحرك خطوة إلي الأمام نجد من يحاولون إعادتنا الي الخلف خطوات, فقبل أي حدث نجد أنفسنا أمام مأزق كبير ومحاولة إدخال البلاد في فوضي وهو ما حدث في انتخابات مجلس الشعب وخروج مشكلة محمد محمود ومن بعدها مع اختيار حكومة الإنقاذ ظهرت المشاهد الدموية في مجلس الوزراء, والآن ومع اقتراب وضع الدستور وفتح باب الترشح للرئاسة أطلت علينا مطالب تسليم السلطة فورا, ومحاولة استفزاز أفراد الجيش, كل ما سبق يؤكد أن ما يحدث هي أمور ليست عشوائية ولكنها مخططه بعناية. المهم انه علي كل من بداخله ذرة حب لهذا البلد أن يعي جيدا معني الأمن القومي المصري, ويقرأ التهديدات والتحديات التي تواجهها مصر في الوقت الحالي قبل أن يشارك في أي أعمال يدمر بها مصر. [email protected] المزيد من أعمدة جميل عفيفى