يبدو أن البعض من الثوار تخيلوا أن لهم الحق في توزيع التهم علي كل من يخالفهم, أو كل من يروا أنه لا يتماشي مع فكرهم الجديد الذي وضعوه لأنفسهم, هذا الامر لم يكن بغريب علينا في ميدان التحرير أو في القنوات الفضائية الليلية. ولكن أن يخرج علينا أحد أعضاء مجلس الشعب ليوجه التهم والسباب لرئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة, فهو الأمر الذي لا يقبل بأي حال من الأحوال.. وعلي الرغم من محاولات هذا العضو للدفاع عن نفسه وتصريحه بأنه لم يكن يقصد توجيه السباب للمشير إلا أن هذا التفسير غير مقبول فكرامة رئيس المجلس العسكري من كرامة جميع المصريين, فقد نختلف في الرأي مع السياسات المتبعة, أو في كيفية ادارة شئون البلاد وهذا حق, أما أن نحيد عن ذلك ويتم توجيه السباب من عضو لمجلس الشعب, فهذا الامر لايليق بأحد النواب الذي تم انتخابه بعد الثورة المصرية. والسؤال الذي يطرح نفسه علي هذا النائب, ماذا ستستفيد من توجيهك للسباب وماذا ستفيدك مهاجمتك المستمرة واهاناتك المتوالية للمجلس العسكري ؟, الواقع يقول أن مصر كلها تتم أهانتها بسبب ما يحدث من قبل بعض شباب الثورة تجاه القوات المسلحة المصرية ورموزها. أن القوات المسلحة المصرية وقادتها راهنوا بتاريخهم وحياتهم من أجل مساندة الثورة المصرية والدفاع عنها, والوصول بها الي بر الأمان, ووضع المجلس العسكري خريطة للطريق للوصول الي الحكم المدني رغم تعرضه للهجوم المستمر من بعض أصحاب المصالح التي لا ترغب في استقرار مصر, وتهدف لاشاعة الفوضي فيها, كما لم يرضخ المجلس للضغوطات الخارجية وبخاصة الامريكية, ليعيد لمصر كرامتها التي أهدرت علي مدار 30 عاما, أننا الان أمام سابقة خطيرة خرجت من أحد نواب برلمان الثورة, ورغم أن هناك نماذج أخري الا انها لم تصل الي هذه الفجاجة, علي الرغم من أنه من حق المجلس العسكري ورئيسه أن يتوجه للنائب العام لمحاسبة هذا العضو علي السب والقذف العلني, الا أنه سيخرج علينا العديد من طالبي الشهرة ليهاجموا أي تحرك ويؤكدون أن المجلس العسكري يعتقل الثوار, ويمنع حرية الرأي والتعبير, ولكن نحن في انتظار ردة فعل قوية من مجلس الشعب ورئيسة تجاه الواقعة أم أن الحصانة سيتم استخدامها للدفاع عن هذا الانفلات. [email protected] المزيد من أعمدة جميل عفيفى