أثار قرار المجلس الأعلي للجامعات بحظر النشاط الحزبي داخل الجامعات الكثير من الجدل خلال الأيام الماضية بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب واعتبره البعض مقدمة لمطاردة الطلاب الذين ينتمون لتيارات سياسية ليبرالية خاصة بعد نجاحهم في انتخابات الاتحادات الطلابية وهزيمة الطلاب مرشحي التيار الإسلامي. قرار حظر النشاط الحزبي داخل الجامعات قرار سابق ويتم تجديده وهو ما اعتبره الدكتور أشرف حاتم أمين المجلس الأعلي للجامعات قرارا روتينيا لا يمثل أي حظر علي الطلاب داخل الجامعات في النشاط السياسي, أما النشاط الحزبي فلن يكون له وجود حسب اللوائح والقوانين. كلمة حق يراد بها باطل الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة اعتبر أن قرار حظر النشاط الحزبي داخل الجامعة كلمة حق يراد بها باطل, فقبل ثورة25 يناير كان النشاط الحزبي موجودا من خلال رؤساء الجامعات الذين ينتمون للحزب الوطني المنحل, وكان يراد بحظر العمل الحزبي داخل الجامعة انفراد الحزب الوطني بالسيطرة علي الجامعات والطلاب, وهذا أمر غير مقبول بعد ثورة25 يناير, فقد عانينا في الماضي كثيرا من تزوير انتخابات نوادي هيئة التدريس واتحاد الطلاب لصالح الحزب الوطني, ولن نقبل بتكراره مرة أخري. وأضاف نافعة الشعب المصري حاليا أصبح لديه وعي بالواقع السياسي ومن الصعب استبعاد الجامعة من هذا الاطار وإذا كان البعض يريد إغلاق أسوار الجامعة علي طلابها فلن ينجحوا في هذا, فالجامعة طليعة العمل السياسي والتنويري ويجب أن يحصل طلابها علي الفرصة كاملة في التثقيف السياسي. وتساءل نافعة ألم تكن جماعة الإخوان المسلمين هي التي كانت تنادي في ظل النظام السابق بحرية العمل السياسي داخل الجامعة.. فلماذا تحاربه حاليا؟ الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية, أكد أن كل شيء داخل الجامعات بعد الثورة كما كان عما قبلها فالندوات التي تقام داخل الجامعة تتطلب موافقات أمنية وهناك قائمة بالأسماء ترفض إدارة الجامعات دخولها بتعليمات أمنية فالنظام الحالي يكرر أخطاء النظام السابق. فحظر السياسة داخل الجامعة أمر غير مقبول فهو بداية الوعي السياسي للطلاب, والجامعات نفسها بها كليات لتدريس السياسة, والشباب داخل الجامعات, يمثلون60% من المجتمع المصري. واعتبر صادق تصدي الجامعة للنشاط الحزبي والسياسي داخل أسوارها يقابله ظهور التنظيمات السرية بين الطلاب. ومن يحكمون حاليا كانوا نشطاء سياسيين داخل الجامعة خلال الدراسة. لن نسمح بالنشاط الحزبي الدكتور أشرف حاتم أمين المجلس الأعلي للجامعات أكد أن الأمر لا يستحق كل هذه الضجة والاعتراض فحظر النشاط الحزبي داخل الجامعات قرار قديم يتم تجديده واللائحة الطلابية الجديدة التي أجريت علي أساسها الانتخابات الطلابية تنص علي هذا ولكنها في الوقت نفسه لا تمنع مناقشة القضايا السياسية والمشكلات العامة التي تواجه المجتمع من خلال الندوات. وعن الحصول علي موافقات أمنية قبل إقامة الندوات داخل الجامعة, قال حاتم: إن هذا الأمر يجب ألا يعترض عليه أحد فنحن علي أبواب انتخابات مجلس نواب جديد والجامعة ليست مكانا للترويج للأحزاب. ونحن لسنا ضد ممارسة السياسة داخل الجامعات ولكن من خلال الضوابط واللوائح التي تنظمها اللائحة الطلابية, وجميع الأحزاب موجودة داخل الجامعات المصرية وتقوم بنشاط رياضي واجتماعي وفني بكل حرية, أما أن تقوم هذه الأحزاب بالترويج لبرامجها السياسية فهذا أمر غير مقبول. كما أن الحديث عن حظر النشاط السياسي داخل الجامعات بعد الثورة من الصعب تطبيقه. واقع جديد أحمد خلف رئيس اتحاد طلبة كلية اقتصاد وعلوم سياسية جامعة القاهرة أكد أنه لا يوجد اعتراض علي حظر النشاط الحزبي داخل الجامعة, ولكن أن يصبح هذا مقدمة للسيطرة علي النشاط السياسي داخل الجامعة فهذا أمر غير مقبول وسندافع بقوة عن استقلال الجامعات ومهمة اتحاد الطلاب الجديد الذي تم انتخابه خلال الأيام الماضية استغلال الأشياء الايجابية داخل اللائحة الطلابية الجديدة. وأضاف أحمد خلف, هناك محاولات لعودة التدخل الأمني داخل الجامعات مرة أخري, وقد ظهر هذا خلال اجراء الانتخابات بوجود قوائم يدعمها الأمن. كما فوجئنا خلال الأيام التي سبقت الانتخابات الطلابية بوجود تيارات طلابية تطلق علي نفسها تيارات مستقلة وتتحدث عن ضرورة ابتعاد الجامعة عن النشاط السياسي وأن هذا ليس دورها. وأخشي أن ظهور مثل هذه التيارات مقدمة للتضييق علي العمل السياسي داخل الجامعة.