كانت الإذاعة المصرية منذ بدء بثها راصدا حقيقيا لعلامات بارزة في تاريخ الوطن عاشها المصريون بين الانكسار والانتصار وقامت شبكاتها بنقل تفاصيلها مع زعماء السياسة وعمالقة الصحافة والأدب والفن الذين قدموا للمستمع لآلئ من الكلمات والمعاني. , بالإضافة إلي دراما إذاعية عن روايات لرموز الأدب قام ببطولتها رواد التمثيل, كما أبدع نجوم طرب الفن الجميل في حفلات غنائية سجلها الميكروفون, وبمرور الزمن تحولت تلك التسجيلات إلي كنوز لم يعد مقبولا تركها غارقة في تراب مكتبة الإذاعة مهددة بالمسح كما يقول الإعلامي وجدي الحكيم الذي يري أن الإذاعة تهمل تاريخ مصر المسجل علي شرائط بأصوات العمالقة من أبنائها مع عظماء لن ينساهم الزمن كانت لي حوارات مهمة معهم كشفت فيها عن جوانب خفية في حياتهم منهم سياسيون وصحفيون وأدباء مصريون وعرب في برامج عديدة منها ليالي الشرق ومنتهي الصراحة وأسماء وذكريات وللحديث بقية وغيرها, وعلي الرغم من الإتفاق علي أن لكل عصر نجومه إلا أنني أعتقد أن رموز الماضي لم يأت من هم في قيمتهم والإذاعة عليها مسئولية نقل الزمن الماضي للأجيال الجديدة وفي ظل توافر رصيد هائل من كنوز الإذاعة بأصوات روادها ومنهم سامية صادق وهمت مصطفي وصلاح زكي وأمين بسيوني وكامل البيطار وغيرهم. ومع الحكيم يتفق د.عبدالله زلطة رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة بنها ويؤكد أن زيادة عدد الشبكات الرئيسية والإذاعات وبث معظمها طوال ساعات اليوم يجب أن يجري معها الاهتمام بالتراث الإذاعي الذي يمثل قيمة رفيعة المستوي في مضمونها مع تنوعه بين البرامج التي كان يقدمها المشاهير منهم محمد التابعي وفكري أباظة وعباس العقاد وطه حسين وحافظ محمود وغيرهم وأعمال درامية متميزة وأغنيات نجوم الطرب وبرامج الإذاعيين الكبار وجميعها لاشك يجب أن يضعها إسماعيل الششتاوي رئيس الإذاعة في خريطة جميع الشبكات والإذاعات علي أن تذاع طوال اليوم. وفي النهاية... لم نطرح تساؤلات عديدة حول احتمالات تلف أو تعمد مسح أو سرقة كنوز الإذاعة وسوف نفترض أنها( محفوظة جيدا) و(لم يتم التسجيل علي شرائطها) و(في أيد أمينة) أيضا, إلا أن غيابها لا مبرر له, ففي الوقت الذي تمتلك فيه الإذاعة تلك( الأعمال السحرية) التي تضمن لها تحقيق الصدارة في المنافسة أمام إبهار القنوات الفضائية الجاذبة للعين تتركها للنسيان بينما تقدر تلك الكنوز علي الفوز بقلب وعقل المستمع معا ليس من خلال برنامج واحد يذاع أسبوعيا ولكن عن طريق خريطة تشمل كل الإذاعات في كل الأوقات يضعها خبير علي درجة( مستمع) عاشق للإذاعة.