منذ إنشاء جامعة بيروت العربية جمعية البر والاحسان الخيرية اللبنانية عام1960 بقرار من الرئيس جمال عبدالناصر لخدمة أبناء السنة في لبنان وتقوية العلاقات والروابط والاتجاه العروبي بين البلدين. بحيث تستمد شرعيتها من جامعة الإسكندرية ويكون رئيسها وأساتذتها ومقرراتها الدراسية واعتماد شهاداتها من الإسكندرية, وهي الجامعة تسير بخطي طبيعية لتحقيق أهدافها, ولكن بدأت المشاكل بالأطماع والمصالح الشخصية وربط التعليم بالبيزنس منذ عام2006 عند تولي الدكتور عمرو العدوي صديق رئيس الوزراء الأسبق المحبوس حاليا رئاسة جامعة بيروت بمخالفة اللوائح التي تمت إعادة تفصيلها عليه ليستطيع بتوجيهات عليا الحصول من المحافظة علي عقد قطعة أرض بمبلغ90 مليون جنيه لانشاء فرع لجامعة بيروت عليها لاستيعاب الاقبال المتزايد من الطلاب العرب, ولم تلتزم الجامعة بشروط التعاقد بينها وبين محافظة الإسكندرية وأصبح العقد مفسوخا تلقائيا منذ عامين, واتجه العدوي بالاتفاق مع مجلس أمناء الجمعية اللبنانية إلي بيع الأرض وتقسيمها خلال أحداث الثورة وبالفعل وصل سعرها الي مليار و200 مليون جنيه!! وأوشكت الصفقة علي الانتهاء ولكن محاولاتهم فشلت لتصدي الشرفاء ومجلس جامعة الإسكندرية الذي قرر فصل العدوي بعد رفضه العودة لجامعة الإسكندرية لبلوغه السن القانونية وإنهاء إعارته لبيروت ولكن اللبنانيون أيضا رفضوا لوجودهم فيه الشخصية التي ستساعدهم بفصل بيروت عن الإسكندرية ومن هنا بدأت المشاكل بحرمان أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة من تأدية امتحان الدور الثاني المقرر إجراؤه بعد غد9/81 وتأجيله حتي إشعار آخر بإعلان في الصحف يخص الطلبة المصريين فقط بتأجيل الامتحانات, ومن هنا تكهن أساتذة الجامعة والسياسيون والائتلاف المدني الديمقراطي لشباب الثورة بأن الهدف من وراء ذلك ثورة مضادة وإحداث بلبلة وأزمة في العلاقات السياسية مما دعا السيد فؤاد السنيورة التدخل لحل الأزمة وتحقيقات الجمعة رصدت عددا من السلبيات التي تهدد العلاقات بين مصر ولبنان وتناشد المجلس العسكري والحكومة التدخل الفوري قبل وصول المشاكل لطريق مسدود بسبب قلة لا يهما إلا المصالح الشخصية فقط وإنقاذ الطلاب المهددين بالضياع. كارثة العشرات من الطلاب والطالبات بمختلف الفرق الدراسية بجامعة بيروت العربية بالإسكندرية فضلوا عدم ذكر اسمائهم خوفا علي مستقبلهم الدراسي وبطش رئيس الجامعة وعمداء الكليات والاساتذة قائلين: إنه منذ مراحل دراستنا خلال السنوات الماضية كانت الأمور الدراسية تسير طبيعية ولكنهم شعروا خلال تأدية امتحانات هذا العام بأمور غريبة علي الساحة التعليمية وتأكد لهم ذلك بعد إعلان نتائج الامتحانات التي جاءت غير متوقعة حيث إن معظم الطلاب خاصة المصريين راسبون بمادة أو أثنين عمدا لتأكدهم من إجاباتهم الصحيحة التي يستحقون عليها تقديرات وليس رسوبا فيها ورغم ذلك لم يعترضوا من منطلق أن تأدية الامتحان في الدور الثاني للمادة بمبلغ50 دولارا وفي الإسكندرية ولكن كانت الكارثة الكبري التي هزت وجدانهم وحيرت أولياء أمورهم عندما أعلنت جامعة بيروت في منشور بالكليات وإعلان بالصحف اليومية المختلفة موجها الي الطلاب المصريين المقيدين في الجامعة بالإسكندرية أن امتحانات الدورة الثانية المقررة في1102/9/81 تقرر تأجيلها لحين اشعار آخر وعند قيام الدكتورة هند حنفي رئيس جامعة الإسكندرية بالموافقة علي الانتدابات المطلوبة للعاملين وأعضاء هيئة التدريس الذين اختارتهم جامعة بيروت مخالفة للوائح بهدف الوقيعة بين الطلبة وجامعة الإسكندرية, وأكد الطلاب أنهم رفعوا شكواهم لرئيس جامعة بيروت والعمداء وجميع المسئولين ولكن دون جدوي, مما جعلهم ينظمون وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء الماضي أمام فرع الجامعة بسموحة وتضامن معهم طلاب الدول العربية الشقيقة, وبعدها انتشرت أقاويل تتضمن أن الراغب في تأدية امتحان الدور الثاني يسدد مبلغا قيمته1500 دولار للسفر لبيروت لامتحانها هناك بالرغم من أن مصاريف السنة الدراسية لا تتجاوز7 آلاف و650 جنيها!!..؟ مؤكدين أيضا أن جميع طلاب الدول الشقيقة التي قامت فيها الثورات نجحوا هذا العام تعاطفا مع ظروف بلدانهم. خيانة عظمي الدكتور عبدالله سرور الأستاذ بجامعة الإسكندرية ومقرر اللجنة القومية للدفاع عن الجامعة المصرية يري أنه لا بديل عن محاكمة العدوي رئيس جامعة بيروت بتهمة الخيانة العظمي لأنه سلك سلوكا لا يليق بعضو هيئة تدريس مطالبا رئيس جامعة الإسكندرية بتقديم بلاغ ضده باسم الجامعة ولا تكتفي بفصله من الجامعة فقط, موضحا أن لجامعة بيروت تم انشاؤها بموافقة الرئيس جمال عبدالناصر لخدمة ابناء السنة في لبنان وتقوية العلاقات المصرية اللبنانية يكون بجامعة الإسكندرية الإشراف الأكاديمي وتوفير الأساتذة والمقررات الدراسية وتولي رئاستها استاذ مصري واستمر هذا الحال لمدة50 عاما ماضية وحدث أن توترت العلاقات في الفترة الأخيرة بسبب العدوي الاستاذ بكلية الهندسة معار من جامعة الإسكندرية لرئاسة جامعة بيروت وأنه قام باقناع جمعية البر والاحسان بالانفصال لاستمراره في الرئاسة والتعاقد مع أعضاء هيئة التدريس بمخالفة اللوائح وذلك بعد انتهاء مدة اعارته ورئاسته للجامعة مما أضطر جامعة الإسكندرية إلي اتخاذ قرار بفصله بعد انقطاعه من العمل وعدم عودته واصرار الجانب اللبناني علي التمسك به رغم أن قرار رئيس جامعة بيروت يصدر من وزير التعليم العالي المصري بناء علي ترشيحات جامعة الإسكندرية وبذلك رفعت الجامعة مظلتها عن بيروت وأصبحت لا تعترف بشهادتها وستعتمد فقط شهادات الطلاب بفرع الإسكندرية حفاظا علي مستقبلهم وقد حاول السيد فؤاد السنيورة فض الاشتباك ووعد بزيارة لانهاء الأزمة وهو ما لم يحدث للآن مشددا علي محاكمة العدوي لإضراره المباشر بالأمن القومي المصري وارتكابه جريمة من أجل أغراض ومكاسب شخصية علي حساب مصلحة وطنه وجامعته. إهدار المال العام أما عبدالرحمن الجوهري رئيس الائتلاف المدني الديمقراطي لشباب الثورة بالإسكندرية ومنسق حركة كفاية, فيؤكد أن ما حدث من تلاعب في الأرض الخاصة لإنشاء فرع جامعة بيروتبالإسكندرية يعتبر إهدارا للمال العام يجب محاسبة المسئولين المتورطين في ذلك, موضحا أنه في إطار القضاء علي الفساد ومحاربة المفسدين ومختلقي الأزمات للوقيعة بين البلدين الشقيقين وحفاظا علي مستقبل الطلاب سيتقدم ببلاغ للنائب العام واتخاذ الاجراءات القانونية. رمز العروبة وأكد اللواء إيهاب فاروق نائب محافظ الإسكندرية أن هذا الموضوع لا يخص التعليم فقط وأنما يخص كل مواطن سكندري ومصري, حيث لا نقبل التفريط في جامعة بيروت وبالتالي فإن مشكلة الطلبة تحظي باهتمام بالغ وهناك اتصالات علي أعلي مستوي لانهاء الأزمة, فهذه الجامعة موجودة علي أرض الإسكندرية منذ خمسين عاما ولم تحدث أية مشكلات, وأن الأزمة المثارة حاليا لسبب ما أو آخر لا تعني أن نضر بمصلحة أبنائنا الطلاب من جميع الأقطار العربية, خاصة في ظل هذه الظروف التي نسعي فيها جاهدا الي توطيد علاقتنا بالدول الشقيقة التي أفسدها النظام السابق وأن هذه الجامعة نعتبرها رمزا للانتماء والعروبة.