9 إلي زوجته موسكو، الأحد، 25 مايو صديقتي العزيزة آنيت صباح أمس تلقيت زيارة جليلة من لافروف ونيكولا أكساكوف وبريفات دوسنت (محاضر خارجي) من جامعة زيفيريف، أتوا للترحيب بي. في نفس الصباح، ينبغي أن أبادل ثلاثتهم الزيارة. استغرق ذلك مني وقتا طويلا وألزمني بعدة مشاوير. بعد ذلك، ذهبت إلي أيوروف. علمت أنه اقترح أن يكون افتتاح النصب التذكاري في أكتوبر وليس في يونيو أو يوليو، كما كانت نية السلطات علي ما أعتقد. ولكن في هذه الحالة، سيكون قد تواري الافتتاح، لأنه لن يكون هناك أحد. لم أستطع الحصول علي شيئ محدد من أيوروف، إنه رجل مشوش: ريبيتلوف من نوع جديد، مع مكر( المكائد، مع ذلك ، لا تنكر). علي سبيل المثال ما أن تحدثت عن المقال، قال لي أيوروف:" أنا لم أطلب منك المقال "،(أي بالنسبة لمجلته )، بينما أتذكر أنه في رسائله، تحديدا، طلب ذلك مني. ولأن ريبيتلوف خبيثا لا يريد المقال في الحال حتي لا يدفع الآن." لكن، لفصل الخريف، لا تعطيها لشخص آخر، سوف نكون أول من يطلبها منك، وبحلول ذلك الوقت سوف تضبطها". كما لو كان يعرف مسبقا أنه الآن لن يكون في حالة انتعاش للدرجة. بطبيعة الحال، توقفت علي الفور في الحديث عن المقال ووعدت بغير وضوح بفصل الخريف. كدرني ذلك بشكل هائل. وبعد ذلك، ذهبت عند السيدة نوفيكوف، حيث استقبلت بود بعض الزيارات، وأخيرا عند كاتكوف. لم أجد عندهم لا كاتكوف ولا لوبيموف. ذهبت لأري بائعي الكتب. اثنان غيرا مقرهما. الكل وعدني بأن يمنحني شيئا ما يوم الاثنين، لكن لا أعرف إذا ما كانوا سيمنحوني. ومع ذلك سوف أمر يوم الاثنين وأحاول الحصول علي العناوين الجديدة. بعد ذلك ذهبت عند أكساكوف، لا يزال في المدينة، لكني لم أجده في بيته: كان في المصرف. عدت إلي الفندق وتناولت العشاء في السابعة، ذهبت إلي منزل كاتكوف. وجدت معه لوبيموف، استقبلاني بترحاب حار وتحدثت مع لوبيموف عن الإخوة كارامازوف. يلحان كثيرا علي أن يحصلا عليها في شهر يونيو.(عند العودة سيلزم العمل بجد). تحدثت عرضا عن المقال، رجاني كاتكوف بحماس أن أعطيه له، لكن دوما من أجل الخريف. استشط غضبا علي إيوريف، وتعهدت تقريبا إنه حتي لو طلبت صحيفة روسكييه ميسل مقالي الآن سوف أطلب منها ثمنا فادحا، وإلا سوف أعطيه ل كاتكوف.(حتي ذلك الحين من الممكن تنقيح المقال). بعد كاتكوف (عنده قلبت فنجان شاي، وبللت ريقي) ذهبت عند فاريا ووجدتها في منزلها، ومع أن الساعة كانت العاشرة مساء، ذهبنا معا لهيلين بافلوفنا. استلمت فاريا للتو رسالة من أندريا (بخصوص أوراق تتعلق بأصل عائلتنا) لتسلمها لي وأخذت الرسالة. غيرت هيلين بافلوفنا الشقة ولم تعد تؤجر غرفة مفروشة، فذهبنا إلي شقتها الجديدة ووجدنا عندها ماري ونينا إيفانوف (معهما تصالحت هيلين بافلوفنا) وخيميروف.عائلة إيفانوف رحلت في خلال ثلاثة أيام باتجاه دوروفوايه، وكذلك خيميروف لأن زوجته موجودة هناك عند فيرا ميخائلوفينا. بقينا لمدة ساعة. وأثناء العودة إلي الفندق وجدت رسالة كانت أُحضرتها شخصيا نيكولا أكساكوف لافروف. دعاني لتناول العشاء يوم 25 ( أي اليوم) وسوف يأتيان إلي عند الساعة الخامسة. إنهم مساهمو صحيفة روسكييه ميسل الذين نظموا هذا العشاء. لكن سوف يوجد أيضا مدعوون آخرون. أظن أننا سوف نكون ما بين العشرين والثلاثين، حسب ما قاله لي إيوريف عندما كنت في منزله. أعتقد أن هذا العشاء قد نظم من أجلي، أي علي شرفي، وأنه سيقام في مكان ما، في مطعم.( كل شباب الأدباء في موسكو يرغبون في التعرف علي). الآن مرت ساعتان، وفي خلال ساعتين سوف يأتون للبحث عني. فقط لا أعرف هل يجب أن أرتدي معطف الريدنجوت أم البدلة. ها هي كل أخباري. لم أطلب نقودا من كاتكوف، لكني أخبرت لوبيموف أنني ربما أحتاجها أثناء الصيف. أجاب لوبيموف بخصوص طلبي الأول أنه سوف يرسل النقود علي العنون الذي أعطيه له. غدا، يجب أن أقوم بجولة علي المكتبات، وأذهب عند هيلين بافلوفنا، حيث سيوجد ربما رسالة منك، وأن أذهب عند ماري، التي دعتني بلجاجة للمجئ، الخ. بعد غد، الثلاثاء 27، سوف أرحل نحو روسا، لكني لم أعرف بعد بواسطة أي قطار: في الصباح أم في الظهيرة.أخشي ألا يسمح لي بالقيام بأعمالي. يصرخ إيوروف طوال الوقت حيث يحتاج أن يحادثني، أن يحادث الخ.". علي العموم لقد ضجرت وخربت أعصابي. أعتقد أنني لن أكتب لك علي الأقل عن شيء ما في غاية الغرابة. إلي اللقاء عزيزتي أقبلك بقوة وكذلك البنات. فلتقبلي كثيرا ليلي وفيدي. أحبكم. ف..دوستويفسكي 10 إلي زوجته 25 مايو الثانية بعد الظهر عزيزتي أني لقد فضضت المظروف المغلق كي أضيف هذا الملحق. أتي إليّ هذا الصباح أكساكوف ليطلب مني بإلحاح أن أبقي من أجل الافتتاح الذي يعتقد أنه سوف يقام. قال إنني لا يمكنني الرحيل، وإنني لست محقا في ذلك، وإن تأثيري لعظيم في موسكو، وبصورة رئيسية علي الطلاب والشباب، ورحيلي سوف يلحق الضرر بانتصار أفكارنا، حيث سمع بالأمس أثناء العشاء عرض خطبتي التي اقتنع بعمق بضرورة القاءها الخ، الخ. من ناحية أخري بين لي بصفتي ممثل الجمعية السلافية، لن أستطيع الرحيل، لأن كل الممثلين، نظرا لضجة الافتتاح القادم ، قد بقوا. بالكاد كان قد رحل عندما وصل أيوروف( الذي سوف أتعشي عنده اليوم)، قال لي أيوروف نفس الشيئ . رحل دولجوروكوف اليوم(25) إلي سان بطرسبرج، وسلم كلمته حتي يعرف، عن طريق البرقية، يوم الافتتاح بالضبط. تنتظر هذه البرقية علي أقصي تقدير الأربعاء يوم 28، وربما غدا. قررت أن أنتظر هذه البرقية ولو في الحقيقة تم تثبيت الافتتاح بين 1 و5 يونيو ، تأكيدا. وإنه من أجل التأخير الكثير، سوف أرحل إلي موسكو يوم 28 أو يوم 29. قلت ذلك ل أيوروف. لكن لا يمكنني معرفة أين يتواجد زولوتاييف، سلمني أيوروف كلمته التي سيجهزها اليوم وسوف يأتي ليقولها لي. علي الرغم من كوني مفوض الجمعية السلافية، كان بإمكاني الرحيل، مسلما ل زولوتاييف وحده تفويضا لتمثيلها في الاحتفالات.(بصدد أكاليل النصب التذكاري كانت في الحسبان وكل منها سيكلف خمسين روبل!) بعد ذلك، بدأ أيوريف في الإلحاح علي صدور المقال في روسكييه ميسل. حينئذ قلت له كل شيئ، أي إنني تقريبا كنت قد وعدت كاتكوف.كان منفعلا ومتأثرا للغاية، اعتذر عن عدم تمكنه من الفهم، وقال إن هذا سوء تفاهم، وعندما أفهمته أنني كنت سأتقاضي مالا نظير عملي، صاح قائلا بأن لافروف كان قد قرر أنه سيعطيني كل ما سأطلبه من مال، أي حتي أربعمائة أو خمسمائة روبل. قلت ل أيورف أنني تقريبا كنت قد وعدت كاتكوف بالمقال، حيث كان هدفي تحديدا أن أطلب مهلة من أجل الإخوة كارامازوف، وعلي وضعها، وأن أصدر المقال الخاص ببوشكين. الآن, إن أعطيت المقال إلي روسكييه ميسل, سأبدو أني أطلب مهلة من كاتكوف، تحديدا حتي أستطيع العمل من أجل عدوه أيوروف.( أترين في أي موقف أكون! لكن أيوروف نفسه هو المذنب). كاتكوف سيغضب. بالفعل، علي سبيل المثال، لن يدفع كاتكوف 400 روبل، (حتي ال300 لن يدفعها إلا من أجل الإخوة كارامازوف، لكن من أجل مقال لن يدفعها)، حيث ال 150 روبل الزائدة التي سوف يدفعها أيوريف سوف تغطي مصروفاتي هنا وأنا أنتظر افتتاح النصب التذكاري. وفي خلال شهر مجموعة من القصص والصعوبات الكثيرة. كيف ومتي يسير كل ذلك؟ أجهل ذلك، لكني قررت وأنا أنتظر أن أبقي حتي 28. إن لم يحدث الافتتاح من الآن حتي يوم 5 سوف أعود إلي روسا يوم 29 أو يوم 30 ومحاولة وضع المقال حيثما تكون. وأنت، أكتبي لي علي الأقل أي شيء في الحال. أطلب منك ذلك ثانية. ألن أتسلم منك سطرا؟ لا تفوتي في أن ترسلي علي العناوين التي أعطيتها لك بالأمس في الرسالة التي سوف تتسلمينها مع هذا الملحق. إن أردتِ، فلترسلي برقية. حكي لي أيوريف أن اليوم مجموعة من الأشخاص أتوا إلي منزله ليسبوه لأنه لم يكن قد أخبرهم بعشاء الأمس. حتي أربعة طلاب قد أتوا يطلبون أماكن من أجل العشاء. لقد أتي أيضا الموجودون هنا سوخوملينوف، جاتسوك، فيسكوفالوف وآخرين. سأذهب علي الفور إلي بائعي الكتب. إلي اللقاء. قبلاتي لكم جميعا مرة ثانية. زوجك المخلص فيودور دوستويفسكي 11 موسكو 2-3 يونيو 1880 ، الثانية صباحا صديقتي الصغيرة العزيزة آنيت مساء أمس ذهبت عند هيلين بافلوفنا لأبحث عن رسالتك: لم أجد هناك أي شيء، واليوم وصل منك رسالتان إلي لوسكوتنييه: الأولي في الساعة الرابعة من بعد الظهيرة، والأخري مساء. في كلمة واحدة، من الواضح أن الرسائل تصل إلي لوسكوتنييه أسرع من عند هيلين بافلوفنا. كم كنت سعيدا لأنكم جميعا بصحة جيدة ولأنكم تتذكرونني . ولتقبلي الأولاد بكل قوة من أجل سطورهم الساحرة ؛ أنت تفهمين، آنيت. الطبيب نفسه ينصح الأولاد بتناول الحلويات. وبخصوص ملاحظتك أني أحبك قليلا، سوف أقول لك إنها "بلاهة". أفكر فقط فيك وفي الأولاد. دوما أراك في حلمي. هنا، عندنا، ثمة عقبات مجددًا. بالأمس، وفجأة، تأجل الحفل؛ لكن الآن، من المؤكد وبشكل مطلق أن الافتتاح سيكون يوم إنهم أعضاء المجلس البلدي من يعدون أكاليل الزهور؛ لكل واحد 8 روبلات. يلزم منها اثنان سوف أوصي عليهما غدا. وزالوتريف ليس موجودا هنا دائما. قطار بطرسبرج الذي سيحضر مختلف الوفود من أجل الاحتفالات لن يصل إلا بعد غد. الآن وهنا: مساء أول أمس تقريبا كل المشاركين (عداي) اجتمعوا عند تورجنيف ليقرروا ما ينبغي أن يقرأوه، وكيف سيتم تنظيم الحفل، الخ. قيل لي إن مقابلتهم عند تورجينيف كانت بالمصادفة. إنه جريجوريفتش من قال لي ذلك، بوصفها تعزية. من دون شك ما كنت لأذهب عند تورجينيف من دون دعوة رسمية من جانبه. وأخبرني فسكوفاتوف بكل وضوح أنه تلقي دعوة، منذ ثلاثة أيام. إذن وبكل بساطة ، لم أدعَ. (طبيعيا، فهو ليس أيوروف، إنه تورجنيف وكوفالافسكي؛ اختفي أيوروف فقط، ولذلك لن يظهر.) صباح أمس بالكاد كنت قد صحوت للتو عندما حضر عندي جريجوروفيتش وفسكوفاتوف وأعلماني أنه عند تورجنيف قد أعدوا برنامج الاحتفالات كاملا وقراءات المساء. وبما أن الموسيقي كان مسموحًا بها، تم تقديم مسرحية الفارس البخيل ( مع سامارين). استبعدوني من قراءة الفارس البخيل وأشعار بوشكين (أنا من كان، تحديدا، يود قراءة هذه الاشعار). بدلا من ذلك منحوني قراءة قصيدة بوشكين: النبي، لكن في النهاية، كيف لا يخبرونني بكل ذلك رسميا؟ فضلا عن ذلك، أخبرني جرجوروفيتش أنني دعيت للمجيء غدا، في قاعة النبلاء ( قريبة جدا من الفندق) حيث، هذه المرة، سوف يتم تسوية كل شيء حتما. هم رحلوا، وأتي لوباتين؛ هذا الشاب الذي أهداني بولفانوف ليكون مرشدا لي. أخبرني، عكس ذلك، أن كل شيء قد تمت تسويته بالفعل، ( إذن لن يُطلب رأيي) وأنني دعيت للذهاب إلي قاعة النبلاء، للعرض الأولي، مع جمهور، خاصة تلاميذ المدارس الثانوية (المشاهدين مجانا) وأن هذا العرض قد أقيم خصيصا لهم، حتي يتمكنوا من الاستماع. وهكذا وضعت في موقف مراوغ جدا. لقد قرروا من دوني؛ لم يطلبوا رأيي في القراءات التي سأضطلع بها، إلا أنني لا يمكنني عدم الذهاب إلي الإعادة ولعدم القراءة للشباب. سيقال: لم يرد دوستويفسكي القراءة للشباب. في النهاية، لا يعرف مطلقا أي زي يُرتدي،: بدلة مثل الجمهور، أم ريدنجوت؟ بالأمس كنت مستاء جدا من كل هذا. تناولت العشاء بمفردي، وفي المساء ذهبت لرؤية آنا نيكولايفنا، كان عندها طبيب (صديق وأيضا أحد الأقارب). بقيت لنصف ساعة والاثنان اصطحباني إلي الفندق. هذا الصباح، أتي مجددا كل من جرجوروفيتش وفيسكوفاكوف، وأصر جريجورفيتش علي أن نتناول ثلاثتنا العشاء في مطعم الإرميتاج، حتي نذهب بعد ذلك إلي الحديقة العامة لنمضي الأمسية. رحلا وأنا ذهبت إلي كاتكوف حيث لم أكن قد ظهرت منذ ثلاثة أيام. بالضبط، وجدت عنده لوبيموف، الذي جاء ليحصل علي رسالة من ماركيفيتش. وعدهما بارسال روايته في شهر يونيو. وهكذا من هذه الناحية، ها أنا هادئ. عند كاتكوف وجدت أخبارا. تلقي للتو رسالة بعثها أيوريف بوصفه رئيسا "لجمعية أصدقاء الأدب الروسي" ( كاتكوف عضو بها من فترة لا تذكر) أخبره أيوريف أن بطاقة الدعوة من أجل الاحتفالات أرسلت إلي موسكوموفيسكيا فيدوموستي بطريق الخطأ وأن لجنة "أصدقاء" التي تنظم هذا الحفل قد ألغت هذه الدعوة، وكأنها غير موافقة لقرار المجلس بحيث لابد أن تعتبر الدعوة وكأنها لم تكن. كان شكل الرسالة جافًا، بل وخشنًا، أكد لي جريجوروفيتش أن كوفالوفسكي أساسي، لكن تورجنيف أجبر أيضا أيوريف علي التوقيع علي ذلك. كان كاتكوف ساخطا بشكل واضح. "حتي بدون ذلك لم أكن لأذهب إلي هناك"، قال ذلك و هو يلوح بالرسالة. أنه يود نشر كل ذلك في صحيفته. بلا مراء، هذه وساخة. خاصة أنه ليس لديهم الحق في التصرف هكذا. إنها وساخة ولو لم أكن مرتبطا من قبل بكثير بهذه الاحتفالات لكنت قد قطعت كل علاقة بهم. سوف أقول كل ذلك بوضوح لإيوريف. وبعد ذلك، سألت كاتكوف عن أفضل طبيب أسنان هنا؛ أشار علي ب أدلهم في بون ديه مارشو، وأوصاني أن أخبره أنني من طرفه. ذهبت عند أدلهم، أعطاني زنبركا جديدا مقابل 5 روبلات. من ثم عدت إلي المنزل ومع جريجوروفيتش وفيسكوفاتوف ذهبنا إلي الإرميتاج. تناولنا الغداء بروبل واحد للفرد. وأثناء تناول الطعام أمطرت، وكان قد توقف للتو عند خروجنا. جلس ثلاثتنا في عربة أقلتنا إلي حديقة الإرميتاج. في الطريق بدأ المطر يسقط ثانية. وصلنا إلي الحديقة مبللين، وفي المطعم طلبنا شايا. أخذنا عدة تذاكر بروبل، مع حق دخول المسرح. لكن المطر توقف. حكي جرجوروفيتش حكايات مختلفة. ثم ذهبنا إلي المسرح؛ كنا هناك بالفعل في الفصل الثاني. تم تناول أوبرا بول وفيرجينيا؛ المسرح، الأوركستر، المغنين، كل ذلك لا بأس به، لكن الموسيقي كانت سيئة.( في باريس، هذه الأوبرا عرضت مئات المرات)... في الفصل الثالث، ديكور بديع. ودون أن ننتظر النهاية غادرنا وأنا عدت إلي مسكني. أثار حنقي علي نحو عظيم عرض الغد. وعدني جريجوروفيتش أن يأتي ليصطحبني لنذهب إلي هناك معا. كنت مبللا إلي حد ما. في الطريق أصبت ببرد في ذراعي الأيسر وتصلب. صباح أمس ذهبت عند رئيس الأساقفة، الأسقف ألكسيس، وعند نيكولا "الياباني". سعدت جدا بمعرفتهما. مكثت قرابة الساعة. أتت كونتيسة ما وأنا رحلت. تحدث إلي الاثنين بقلب مفتوح. قالا لي أني بزيارتي هذه كنت قد منحتهما الكثير من الشرف والمتعة. اطلعا علي أعمالي واستحسنا ما يدافع منها عن الرب. دعا لي أليكسس بالبركة بعمق وأعطاني من الخبز المبارك. إلي اللقاء عزيزتي. إن أمكن سوف أكتب لك ثانية في الغد. أحبك كثيرا. أقبل البنات بقوة. سلامي العميق إلي آنا نيكوليفينا، وعلاوة علي ذلك فلتقبلي يدها من أجلي. كل شيء لك من دون شريك. ف. ديستويفسكي (إضافة إلي الصفحة الأولي) أنت مخطئة؛ أحلم أحلامًا سيئة جدًا. اسمعي أنتِ تكتبين لي طوال الوقت لرعاية تسجيلنا في دفتر النبلاء. بداية، حتي لو تمكنا من ذلك، لن يكون لدينا وقت له، بشكل أساسي، لابد أن نعمل من سان بطرسبرج، بواسطة أناس في وضع جيد. سوف أوضح لك كل ذلك بصوت مدو. سوف أهتم بذلك من دون تردد، في بطرسبرج. المساعي هنا لا تفيد في أي شيء. أعرف؛ أنا مقتنع بقوة. (بخصوص الصفحة الثانية) ذهبت عند إيفان أكساكوف، في الريف. تشاييف أيضا في الريف. سوف أذهب عند مورافيف، إن كان لدي وقت. مرة أخري ، كل شيء لك؛ أحبك. 12 موسكو3-4 يونيو الثلاثاء الساعة الثانية صغيرتي آنيت العزيزة اليوم، مجددا، استلم رسالتك الغالية وممتن جدا لعدم نسيانك فيدياك »ديستوفسكي نفسه«. منذ وصلت رسائلك بصورة مطردة، أصبحتُ إلي حد بعيد أكثر هدوءًا وأكثر سكينة بشأنك. أنا سعيد من أجل البنات. هذا الصباح، أتي لوباتين عندي وأحضر إلي برنامج الاحتفالات. سلمته 17 روبل ليحجز إكليلين للبلدية. لم يكن زولوهاييف موجودًا دائما. وبعد ذلك قام بزيارتي أحد المحامين، سولوفيف، الذي كان يود التعرف عليّ. إنه عالم؛ لم يأت سوي للتحدث عن مسائل دينية، صوفية. (إنه تيار جديد). من بعده أتي جريجوروفيتش وفيسكوفاتوف، ثم إيوريف. جميعنا انفصل بشكل رهيب عن إيوريف، بسبب رسالته إلي كاتكوف ووجهنا له الكثير من اللوم. تناولت العشاء في مطعم موسكو مع جريجوروفيتش وفيسكوفاتوف وتعرفت علي الممثل سامارين، وهو عجوز في الرابعة والستين من عمره كان يحدثني طوال الوقت. أثناء الاحتفالات علي شرف بوشكين، سوف يقوم بتمثيل دور الفارس البخيل (بالزي)، همس لي بذلك. كان مطعم موسكو ممتلئا دائما. وكان من النادر جدا أن أوجد فيه إلا ويلتفتون إلي ليشاهدوني. كان الجميع يعرفني. حكي سامارين الكثير من الحكايات الطريفة حول الحياة الفنية في موسكو. في الحال، وبعد تناول العشاء انطلقنا مباشرة إلي اجتماع لجنة"أصدقاء"، لتحديد البرنامج النهائي لجلسات الصباح واحتفالات المساء. كان هناك تورجنيف، كوفالفسكي، وتشاييف، جروت، بارتانييف، وأيوريف، بوليفانوف، كالاتشوف، إلخ. رُتب كل شيء، باتفاق عام. كان تورجنيف ودودا للغاية معي، وكوفالفسكي (رجل ضخم مناهض لأفكارنا) كان ينظر لي دون توقف. ألقيت خطبتي اليوم التالي في الجلسة الصباحية 8 يونيو. في الساعة السادسة مساء سوف أقرأ أثناء الاحتفال (الموسيقي كان مسموحًا بها)، مشهد بيمن، بوريس جودونوف. تقريبا يقرأ الجميع شيئا ما: تورجنيف، جريجوروفيتش، بسمسكي إلخ. المساء الثاني، 8 يونيو سوف أقرأ ثلاث قصائد لبوشكين، وفي النهاية وحتي نختتم الاحتفال، النبي، قصيدة صغيرة لبوشكين شديدة الصعوبة في قراءتها. وضعوني في النهاية عن قصد، حتي أحدث تأثيرًا؛ لا أعرف هل سأحدثه. مع دقة الساعة العاشرة، عدت إلي الفندق ووجدت كارتي زيارة من سوفورين مع كلمة يخبرني فيها أنه أتي في الساعة العاشرة. لقد ترك عن طريق الخطأ بطاقتين، كانتا ملتصقتين. لكنني ظننت أنه قد أتي للمرة الثانية دون أن يجدني، ذهبت إلي فندق سالفيانسكي-بازار ( قريب جدا من مسكني) حيث كان ينزل. وجدته يتناول الشاي مع زوجته. كان في غاية السعادة. بسبب مقالاته، مثل كاتكوف، لقد وضع في المسرد من لجنة" أصدقاء". لم يعطوه حتي بطاقة للجلسات الصباحية. لذا وبما أني لدي تذكرة ل فارفارا وقد تنازلت عنها، عرضتها عليه. كان في غاية السرور. قال لي إن بورينين هنا. اتفقنا أن نذهب معاً عند الساعة الواحدة من بعد الظهيرة عند تشاييف في متحف الكرملين الذي جعلنا نزوره بأكمله. كان يريد جريجوروفيتش وفيسكوفاتيف رؤيته أيضا. لا أعرف إن كانا سيأتيان. بعد الجلسة، في الساعة العاشرة، ذهبا إلي الإرميتاج وأصرا كثيرا علي أن أصطحبهما؛ لكني ذهبت إلي سوفورين. بعد أن علم سوفورين أننا سوف نذهب غدا لزيارة متحف الكرملين توسل إلينا أن نصحبه معنا، هو وزوجته وطلب أن نتناول العشاء بعد ذلك، أنا وهو وزوجته وجريجوروفيتش وفيسكوفاتيف في مطعم موسكو، من أجل أن نذهب جميعنا بعد ذلك إلي حديقة الإرميتاج. بدا لي أنه هو وزوجته يشعران بالضجر. في السهرة، من أجلها ابتعنا التذاكر، وهو سوف يأتي بكل تأكيد. لقد أُلغي عرض قراءات تلاميذ المدارس. بعد غد 5، تبدأ الارتحالات، يجب أن يذهب كل المفوضين ببزتهم الرسمية إلي البلدية؛ وأخشي ألا يكون لدي من الوقت للكتابة لك. غدا يصل أيضا قطار المفوضين من بطرسبرج والذين سيقيمون في فندقنا. في يوم 8 سوف يكون كل شيء منتهيا يوم 9 سوف أقوم بزيارات الوداع ويوم 10 سوف أغادر. سوف أكتب لك في وقت لاحق. لقد أرسل مائيكوف برقية يخبر فيها أنه آت؛ بولونسكي كذلك. آه، هذا كل شيء يا عزيزتي. وهكذا فلتنتظريني يوم 11. يبدو لي أن هذه المرة أكيدة. يطلب مني سوفورين مقالي. لا أعرف حقا لمن أعطيه وكيف أتدبر ذلك. فليسمعوني أولا ألقي خطبتي! أقبلك بقوة، عزيزتي آنيت. أقبلك بقوة "جدا، جدا، جدا." أقبل البنات وأباركهن. تكتبين لي أنك تحلمين وأنني لا أحبك, وأنا كل ليلة، أحلم أحلاما شريرة، كوابيس : أنت مخطئة. أقسم لك أني أعاني بشكل رهيب. أقبلك ألف مرة. كل شيء لك ف. ديستويفسكي 13 موسكو 7 يونيو 1880 منتصف الليل عزيزتي كولومب، عزيزتي آنيت أكتب لك علي عجل. أقيم الافتتاح أمس. كان فائق الوصف. لن تكفي عشرون ورقة للحديث عنه، وليس لدي دقيقة. لمدة ثلاث ليال لا أنام سوي خمس ساعات وكذلك هذه الليلة. وبعد ذلك كان لدي وليمة مع الخطبة بعد القراءة في الاحتفال الأدبي مساء، في قاعة النبلاء، مع الموسيقي. قرأت مشهد الراهب بيمن. علي الرغم من عبثية هذا الاختيار( لأن بيمن لا يمكن أن يصيح في أي قاعة) والصوتيات الرديئة في القاعة، يمكن أن نقول إنني قرأت بمعجزة. وقيل لي أيضا إنهم كانوا يسمعونني علي نحو رديء. استقبلت بشكل مذهل منذ فترة طويلة لم أستطع بدء قراءتي: لم يتوقفوا عن الهتاف باسمي وبعد القراءة استرجعوني ثلاث مرات. لكن تورجنيف الذي قرأ بشكل سيئ تم استرجاعه أكثر أيضا. خلف الكواليس (مكان كبير مظلم) لاحظت مئات الشباب الذين كانوا يصرخون بجنون عندما كان يظهر تورجنيف. اعتقدت في الحال أن هؤلاء المصفقين المأجورين كان قد وضعهم هناك كوفالافسكي. وكان الأمر كذلك بالفعل. هذا الصباح، في وقت الخطبة ، إيفان أكساكوف تنازل عن إلقاء خطبته من بعد خطبة تورجنيف ( فيها أحط تورجنيف من قدر بوشكين، مطلقًا عليه لقب الشاعر القومي) وأوضح أن المصفقين المأجورين كانوا قد أعدوا من فترة طويلة وكانوا قد وضعوا في مكانهم من قبل كوفالافسكي (جميعهم كانوا طلابا مشبعين بالنزعة الغربية) عن قرب حتي يظهر تورجنيف كزعيم لحركتهم ويتجهمون ناحيتنا لو ثرنا ضد اتجاهاتهم. إلا أن الاستقبال الذي استقبلت به بالأمس كان رائعا؛ حقا كان الجمهور الوحيد، الجالس في المقاعد، من يصفق. فضلا عن ذلك، جاء سادة وسيدات إلي الكواليس في مجموعات ليشدوا علي يدي. في الفواصل تجولت في القاعة وحشد من الناس، من الشباب، من الرجال ذوي الشعر الابيض، من السيدات ، اقتربوا مني وقالوا لي:" أنت نبينا. لقد صرنا أفضل بعد قراءة رواية الإخوة كارامازوف.( في كلمة واحدة اقتنعت أن الإخوة كارمازوف ذات أهمية معتبرة). اليوم، أثناء الخروج من الجلسة الصباحية حيث لم أتحدث، حدث نفس الشيء. علي الدرج، عند غرفة الملابس، استوقفني رجال ونساء. بالأمس وأثناء العشاء حملت لي سيدات أزهارا. علمت أسماء بعضهن: مدام تريتياكوف، جولخواستوف، وأخريات. اليوم أقيمت المأدبة الثانية لأهل الأدب. كان يوجد ما يقرب من مائتي شخص. قابلني الشباب في البهو، أحاطوني، اهتموا بي، ودعموني ببعض الكلمات المفعمة بالحماس. وكان ذلك أيضا قبل العشاء. أثناء العشاء جرت الأحاديث وتبادل الأنخاب. لم أكن أود التحدث، لكن في نهاية العشاء، وقف المدعوون وأجبروني علي الكلام. لم أتفوه سوي ببضع كلمات. صيحات حماسية، حرفيا صيحات. وبعد ذلك، في القاعة الأخري حيث انتقلنا أحاطني حشد كثيف. تحدثنا كثيرا، وبحرارة( أثناء تناول القهوة والسيجار) وفي الساعة التاسعة ونصف عندما هممت بالرحيل (ما يقرب من ثلثي المدعوين كانوا لايزالون موجودين) أطلقوا لي بعض صيحات السرور! حتي أولئك الذين لم يكنوا أي تعاطف تجاهي أجبروا علي الجلوس رغما عنهم. بعدئذ، تبعني كل هذا الحشد إلي الدرج، وهذا الحشد بلا معاطف أو قبعات خرج كله خلفي إلي الشارع وأودعني العربة. فجأة، شرعوا في تقبيل يدي، وليس شخصا واحدا، بل عشرات، وليس فقط الشباب ، بل أيضا شيوخ بشعر أبيض. لا، عند تورجنيف ليسوا سوي مصفقين مأجورين، عندي كانوا متحمسين بالفعل. كان مائيكوف شاهدا علي كل ذلك؛ كان علي الأرجح مندهشا. بعض الأناس غير المعروفين اقتربوا مني وهمسوا لي بأن مكيدة دبرت ضدي وضد أكساكوف من أجل جلسة صباح غد. غدا يوم8 ، إنه يومي القدري. في الصباح سوف ألقي خطبتي وفي المساء سوف أقرأ قصيدة الدب والنبي. كنت أرغب بشكل خاص في قراءة النبي بالفعل. هنا يوجد الكثير من الحركة ومن الزخم. بالأمس، في مأدبة البلدية، خاطر كاتكوف بإلقاء خطبة طويلة، ونتج عن ذلك أثر، علي الأقل علي جزء من الجمهور. كوفلافسكي، ظاهريا، كان ودودا جدا معي، وفي أحد الأنخاب، من بين اسماء أخري. صرح بذلك تجاهي. كذلك تورجنيف. أراد أنينكوف أن يقترب مني، لكني أشحت بوجهي. كما ترين يا آنيت، أكتب إليك وخطبتي لم تنقح كلية. يوم 9 يجب القيام ببعض الزيارات والتقرير بحزم لمن سأعطي خطبتي. سوف يعتمد كل شيئ علي الأثر الذي ستحدثه. مكثت وقتا طويلا وأنفقت مبلغ من المال لا بأس به، لكن في المقابل، قواعد المستقبل قد طرحت. يلزمني أيضا تنقيح الخطبة وتنميق الخط للغد. إنها بدايتي الرئيسية. أخشي ألا أستطيع النوم، كم أخشي من الأزمة. المتجر المركزي لا يدفع؛ لن نستطيع عمل أي شيء. يوم 11 مساء ، فلتعدي نفسك. أقبلكم جميعا بقوة وأبارككم. لك إلي الأبد وبإخلاص. ف.ديستويفسكي