عشرة أيام فقط أمهلوكها لتضع امرأتك حملها .. بعد العشرة تدرك جيداً العاقبة ؛ تفصل من عملك .. تُشرد أسرتك .. المطلوب فحسب شهادة ميلاد الطفل . تجهل من جاء بالإفك إلي صاحب العمل ، من أوشي بك .. رغم صدقك هذه المرة لم يعرك أحد انتباهه .. دموعك المدرارة لم تثر شفقتهم كسابق .. انكشفت ألاعيبك في لحظات صدقك .. كان عليك رد السلفة - المئة جنيه - .. كنت قد أودعتها خزينة المستشفي .. أظهرت الإيصال ولم يصدقك أحد . 2 تمرق الأيام وما زلت تجلس بحافة السرير جوار زوجتك المتعبة .. تشير إلي بطنها و تسألها بانكسار - متي ؟ تتململ .. تدير وجهها إلي الحائط المتساقط ملاطه .. تغتاظ لسؤالك الذي لا تلقي سواه .. تصرخ فيك - ألا يكفيك ما أنا فيه !! 3 تذهب إلي عملك .. الأعين تفحصك .. تنفذ إلي جلدك .. الهمس يحيط بك .. تنزوي في ذاتك .. تجاهد لصرف انتباهك لماكينة النسيج .. يمر أمامك رئيس الوردية ويشير متهكماً بأصابعه المبتورة .. ترتبك .. يجف ريقك .. تنشل يدك التي تعترض حركة دف الماكينة .. تتحسسها بهلع .. تحوقل . 4 صباح الحادي عشر زملاؤك يترقبون قدومك بشهادة الميلاد .. تدفع بوابة الحديد الصدأة بتخاذل .. تشعر بصهد لشمس الصباح .. بخطوات متثاقلة تلج غرفة الأمن .. بادروك بسخرية - أين شهادة الميلاد .. هاها هاها ؟ لم يصغوا لردك .. كانت أصابعهم تلتقط بخفة أقراص الطعمية والباذنجان من صحيفة افترشوها المكتب .. نهمهم طغي علي أحاديثهم .. منبه سيارة صاحب العمل بعثر تحلقهم .. ألقوا لقيماتهم .. سكنت أحناكهم .. أحدهم هرول لفتح ضلفتي الباب .. انتصب الباقون يشرئبون إليه .. تسللت خلف السيارة يتبعك ضحكهم . حين خرج من السيارة ووجدك أمامه فرد يده بغلظة - شهادة الميلاد . - زوجتي سقْطت . ضحك الأخر طويلاً .. تمنيت آنذاك أن يكف .. ولاك مدبراً .. انصرفت .. لمت نفسك علي قبولك التوقيع علي الاستقالة واستمارة ( ستة ) عند تعيينك