تشبثت بيد صغيرها.. انتقلت دفعات توترها من بين اصابعها الي كفه الصغير.. صفقت المشرفة..من فضلكم اتركوا الأطفال لنا.. التحمت يدها بكفه.. دارت عيناها لتلتقط بسرعة تفاصيل المكان الذي ستتركه فيه وحده.. حاولت من بين الزحام ان تلتقط صورة لوجه طفل يبتسم أو لمدرسة أم.. اصطدمت عيناها بأخاديد حفرتها الدموع علي وجوه الصغار, وبنظرة واحدة لاتتبدل في عيون الكبار.. سأم.. نفاد صبر.. توترت أصابعها حول كف الصغير عندما عاد الصوت يلح من جديد طالبا من الأباء الانصراف.. انحنت لتقبل الصغير.. التقت عيناهما للحظة ليكشف كل منهما للآخر عن قلق وخوف حاول أن يخفيه عن صاحبه.. ربتت علي وجنة الصغير ومسحت علي رأسه وهي تقول عندما يدق الجرس سأكون في انتظارك.. لاتخف.. ثم اندفعت نحو الباب. انطبقت ضلفتي البوابة الحديدية مخلفة وراءها سكونا لم يقطعه سوي صدي ملتبس تردد في نفسها.. تلاشت كل الأصوات من حولها فلم يبق في سمعها سوي صرير بوابة تتحرك متثاقلة لتنطبق علي نصفها الآخر. بمجرد أن عبرت نهر الطريق, انسالت من عينيها دمعة وارتها عن صغيرها, فقد أدركت بعد أن حال الباب الأسود العتيق بينها وبينه, أن صغيرها قد أصبح مضطرا لأن يواجه وحيدا دنيا أوسع من عالمهما الصغير, وهو لم يزل بعد في الرابعة.. [email protected]