قصائد

مُلاحقة
تعلّقتِ الشمسُ من يدها بالسماء
طيورٌ تشدُّ رداءَ الغمام علي مخملِ الماء
أغنية ٌ تتفكّكُ بين مَعازفِها لتبلَّ الهواء
وخطوُ الحبيبةِ يغرسُ وردَ مفاتِنها
باقة باقة في فؤادِ الخلاء
ترفُّ علي شفتي همسة ٌ وتحطُّ
رياحٌ تخططُ ثورة أشجانها
وتسلِّطُ آسَ الفتون علي بانِها
فيصيحُ الضياء :
لها مِفرقُ الصُبحِ في الليل
عطرُ الهوي في فضاء التجلِّي
حنانُ الكمان إذا مَوْسقَ الحُبَّ
فانساب حتي كبا حاضنًا بالحنايا وصايا التخلِّي !
وأسمعُ
والعينُ تدمعُ
والقلبُ يأكله الوجعُ
الذكرياتُ تشِعُّ دمًا صارخا في المرايا !
قفِي ثم سيري
لينخطفَ الوقتُ بي في شراكِ الحرير
يُغنّي التفاتكِ ناظمَة الطيفِ
مطبوعًة في نسيج الضمير
يشدُّ انصرافكِ كأسَ عروقي
علي رأس كلِّ طريق
يُعيدكِ بين الأسي والسرور !!
مُجاهد
اللهُ أكبرُ .. لم تزلْ تعطي الحياة َ يدَ الأملْ
وتردُّ كلَّ مَطيَّةٍ لليأسِ شاردة َ الأجلْ
فالنصرُ حقكَ , والعطاءُ الحرُّ بالحقِّ اتصلْ
والظالمون علي ارتفاعهم و الظلامُ لهم مُقلْ
والأمنياتُ السودُ تسرحُ بالحدودِ لمُحْتملْ
قلبي عليكَ .. وأنت نجمٌ بانطلاقته اكتملْ
فتعبَّدَتْ لمسيرهِ ُطرقُ الإقامةِ والعملْ
والعدلُ قام فشقَّ قبرَ غيابه وطوي الكسلْ
والكلُّ كبَّرَ قال للرحمن جهدُكَ ما فعَلْ
فلكَ الحياة ُ, لك الحياة تخطُّ بالدمِ مُقتبلْ !
تلعثم
سمعًا وطاعًة .. أنا أحببتُ حبًّا مُزمِنا
فاضتْ ببحره الظنو ن والعناء والهنا
ولم يزل , ولم أزل علي الطريق وحدنا
يشدُّنا نداءُ بسمةٍتضمُّ ظلنا
إلي فضاء نغمةٍ يمس ُّعطرُها السنا
فما نقولُ إذ يقولُ صمتنا أنا هنا
وشوقنا يشقُّ موكبَ الدموع مُعلِنا
وصولَنا إلي الصفاء حين نفقد المُني !
مسافة
يتجرَّعُ الصحوُ الأغاني في الخلاء بلا مطرْ
الصمتُ يصطادُ المعاني قبل أحلام البشرْ
وأنا علي سفرٍ
وأنتِ لديكِ خارطة ُ السفرْ
لُغتي ُتحرّقني
فتقبضني يدُ الصلصالِ مغلولا بأقوالي
عن الحبِّ الذي يبني معارجَهُ علي ماء الخيالِ
فأينما هبَّ انكسرْ
ومسافتي تغفو علي حَجرِ السؤال
ترفُّ في دمها فراشاتُ اكتمال الخلوةِ البكرِ
الفضاءُ لها وترْ
والطيرُ أغنية ٌ تحوكُ من النسيم بظِلِّها أبهي الصورْ
أتتبعُ الذ كرَي
وتتبعني عيونُ البحر
يكتملُ انسيابي فوق أهداب الشجرْ
فأنا علي سفرٍ
وأنتِ لديكِ خارطة السفرْ
والبحرُ يلتهم النجومَ بغيمهِ
ويعومُ في حِضنِ القمرْ
والشاطئ الغيبيُّ مختلفٌ بموعده المضيءِ
إلي اللقاءِ المُنتظرْ !!
تنبيه
يا أخا العُربِ في البلاد البعيدهْ
قمْ وحيِّ الشهادة المشهودهْ
في فلسطينَ , من رياحينها الُزهْرِ
غصونٌ دماؤها معقودهْ
حملتْ روحها البريئة في كفٍّ
وطارتْ إلي الشذي كي ُتعيدهْ
كسرتْ شوكة الظلام بنور
سرمديِّ الغناءِ , عذبِ القصيدهْ
هتفتْ .. والفضاءُ رددَ : للشرق
حقوقٌ قديمة مفقودهْ
هتفتْ .. والشقوقُ حطّمها الرعدُ
شظايا علي الرؤوس الحقودهْ
هتفت .. والسماءُ رددتِ , البرقُ
أذاع الجرائم المقصودهْ
فرأينا البيوتَ ُتهدمُ والأطفالَ
قتلي بكفّها المحصودهْ
ورأينا النساءَ فجّرها الظلمُ
بكهفِ العِدا وصايا فريده
ورأينا مآذنَ القدس تبكي
كلّما أودعتْ بقبرٍ وليدهْ
يا أخا العُرب .. والإخاءُ انتماء
لأصولِ المقاصدِ المحمودهْ
لا تعشْ صامتا .. فصمْتكَ موتٌ
والمنايا من المنايا شريده
وعلي أرضنا لصهيونَ بغيٌ
من قديم الزمان يسقي جُحوده
لا تعش صامتا .. فلم يزل الإسراءُ
حيَّ الندي , نقيَّ الخريده
لا تعش صامتا .. فلم يزل الفاروقُ
يعطي أمان أهلي عهوده
لا تعش صامتا .. فلم يزل الحقُ
بروح الفدا ُيقوِّي عهوده
لا تعش صامتا وُثرْ , نبِّهِ الكونَ
إلي حكمةِ البقاء الوحيده
فالبقاءُ البقاء للحق مهما
عاندَ الباطلُ المُعادي خلودهْ .