»ربنا يسعدك ويراضي قلبك ويجبر بخاطرك».. رسالة مكتوبة بخط اليد في مقصوصة ورقية صغيرة مطوية داخل وجبة مكونة من تمر وفاكهة وعصائر ، هي زّاد المسافر الصائم علي طريق الإسماعيلية الصحراوي، الفكرة التي خطرت علي بال محمود سعيد قبل أيام من بداية شهر رمضان الكريم . محمود جمع زملاءه من طلاب كلية الإعلام للبدء في مبادرتهم الخيرية »افطار صائم» والتي تنفذ لأول مرة هذا العام بعد نجاحها في جامعة الفجيرة بدولة الإمارات التي كان يدرس بها قبل الانتقال الي جامعة مصر. وكل يوم يجتمع 40 طالبا وطالبة قبل موعد الإفطار بساعات لتحضير الوجبات بعد تجميعها ثم توزيعها علي الحقائب البلاستيكية وكتابة دعاء أو رسالة الي الصائمين لتكون ونساً لهم في طريقهم،و يكمل: نتشارك معاًمن أجل عمل الخير، نتجمع أمام بوابة الجامعة الرئيسية بعد تحضير الوجبات و نوزعها علي الصائمين في طريق سفرهم. وبالقرب من بوابات الجامعة، ينتظر عمال التراحيل والسائقون وغير القادرين وجبات إفطار الصائم قبل دقائق من أذان المغرب، يقول محمود : دعوات المسافرين والفرحة في عيون عمال التراحيل وقائدي سيارات النقل وغيرهم هي الكنز الحقيقي من مبادرتنا و سعيد جدا بفرحتهم أيضا بالرسالة المكتوبة، والحصول علي ثواب الأيام المباركة. اختار محمود طريق الإسماعيلية الصحراوي نظرا لخلوه من المتاجر والمطاعم ما يضع الصائم في مأزق،ويكمل قائلا:المسافر أحيانا يضطر الي تحمل العطش والجوع حتي الوصول الي وجهته وهو أمر صعب بالطبع، فالوجبة بمثابة كسر للصيام ليس أكثر. ويلفت محمود إلي قيام أساتذة الجامعة بالمساهمة في التبرعات لهم ومساندتهم لنجاح الفكرة واستمرارها. محمود وزملاؤه حريصون علي تنفيذ فكرتهم علي مدار العام في محاولة ايصال فكرتهم أن مهمة طالب الجامعة خارج أسوار الجامعة أيضا وغير مقصورة علي شهر رمضان، »نجاح الفكرة، وفرحة الناس، وحاجاتهم جعلت الفكرة هدفا طوال العام». يفكر الشاب الجامعي متحدثا بلسان زملائه أن ينفذ المبادرة في الأعياد أيضا وعلي مدار العام، حيث من المقرر أن يزور عددا من دور رعاية المسنين لقضاء فرحة العيد معهم، مضيفا »ستكون مبادرتنا بمثابة جمعية خيرية لدعم الفقراء والمحتاجين في كل ربوع مصر طول السنة» .