في صباح الثالث من مارس الجاري، رحل عن عالمنا الدكتور أبو بكر يوسف، عميد المترجمين العرب، عن عمر ناهز 75 عاما في موسكو، وقد نعاه اتحاد الكتاب هناك المترجم الفذ وشيخ المترجمين العرب، بوصفه المصري العظيم الذي أقام جسرا قويا بين الثقافة الروسية والعالم العربي . كمت تحدَّث عنه شريف جاد، رئيس الاتحاد العربي لخريجي الجامعات السوفيتية والروسية، موضّحًا في كلمته أن الدكتور أبو بكر يوسف وُلِد عام 1940 بمحافظة الفيوم، وحصل علي ليسانس وماجستير في الأدب الروسي من جامعة موسكو، والدكتوراه في، الأدب الروسي من نفس الجامعة عام 1976 وكان قد سافر عام 1958 في منحة دراسية إلي الاتحاد السوفيتي. وعمل مدرسا للغة والأدب الروسي بكلية الألسن جامعة عين شمس حتي عام 1976 . وأثناء دراسته للدكتوراه في روسيا أنباء روسيا عمل مترجما ومحررا بجريدة باللغة العربية في موسكو، وأيضا مترجما أدبيا. رادوجا å بدار التقدم ودار إبداع أبو بكر يوسف في مجال الترجمة جعله أحد أهم الرواد في هذا المجال، ليصنع تاريخا ناصعا ويصبح مترجما فذا علي حد وصف اتحاد كتاب روسيا، حيث كانت له ترجمات عديدة منها: أنطون تشيخوف الشاعر ، المؤلفات المختارة في أربعة مجلدات ، مختارات من دواوينه ألكسندر بلوك ، رواية الفجر هادئ هنا بوريس فاسيلييف رواية السفينة البيضاء جينكيز ايتماتوف رواية الكلب الأبلق الراكض عند حافة والنهر ألكسندر كوبرين ، رواية سوار العقيق وغيرها . كما ساهم أبو بكر يوسف في تأسيس المنتدي الثقافي العربي في موسكو عام 1989 وكان رئيسا له، وكذلك في تأسيس النادي العربي للثقافة والاستثمار عام 1991 وكان المدير العربي له، وتأسيس المركز العربي للأبحاث والدراسات عام 1994 وكان المشرف العام عليه، وحصل علي عضوية اتحاد الكتاب العرب في دمشق عام 1989 وفي عام 2000 كان أول مصري وعربي يحصل علي العضوية الشرفية لاتحاد كتاب روسيا وفي عام 2007 المهاجرون العرب في روسيا أسس جمعية وكان عددهم 20 ألف مهاجر وتم اختياره رئيسا للجمعية ورغم هذا المشوار الإبداعي والنشاطالإعلامي والسياسي والثقافي المتنوع يظل اسم أبو بكر يوسف مقترنا بالكاتب الروسي الكبير أنطون تشيخوف حيث تمت ترجمة أعماله من الروسية إلي العربية مباشرة وللمرة الأولي،عكس ما كان يحدث في السابق من ترجمات عن الفرنسية أو الإنجليزية. ويمكن القول أن الترجمة المتفردة لأبو بكر لمسرحيات تشيخوف قد لعبت دورا كبيرا في الحركة المسرحية للشباب في ربوع مصر والذي وجد ضالته في الانفتاح علي ثقافة أخري وفي نص ثري ومبدع حيث انطلق المبدعون في مصر والوطن العربي لتقديم مسرحيات تشيخوف، ليس فقط علي مسارح المدن الكبري بل وامتد ذلك إلي المحافظات والقري الصغيرة ليصبح تشيخوف معشوق المسرحيين ومما لا شك فيه أن إبداع ابو بكر يوسف كعميد للمترجمين العرب ليس هو فقط الصانع لمجده والذي وصل إلي التكريم من رئيس روسيا الاتحادية عام 2012 بمنحه والتي تعد من أهم الأوسمة ميدالية بوشكين التي تمنحها روسيا للأجانب، ولكن هناك جانب آخر له ساهم في رسوخ مكانته في قلوب محبيه وأصدقائه وهو الجانب الإنساني، فقد تمتع بسعة صدر والقدرة علي مساندة الأجيال الشابة سواء من المترجمين أو الدارس ن المصريين والعرب في روسيا، وكان حريصا علي مساعدة المستشرقين السوفيت الذين يلجأون إليه أثناء ترجمتهم للأدب العربي للغة الروسية في بعض المعاني العربية التي تحتاج لفهم روح الثقافة العربية قبل معرفة اللغة.