غيب الموت أمس الأول د.أبو بكر يوسف، شيخ المترجمين العرب عن اللغة الروسية، وذلك بعد رحلة عطاء حافلة ترجم خلالها عشرات الكتب لأشهر الكُتاب الروس مما فتح نافذة رحبة لقراء العربية كى يتعرفوا على كلاسيكيات الأدب الروسي، فمن خلاله تعرف القارئ العربى على أعمال ميخائيل ليرمنتوف وألكسندر بوشكين وجنكيز آيتماتوف ومكسيم جوركى ونيقولاى جوجول وميخائيل شولوخوف وانطون تشيخوف وفيودور دوستويفسكى الذى كان يوسف أول من ترجم مؤلفاته، كما أشرف على إعادة طبع ترجمات د.سامى الدروبى لروايات دوستويفسكي. عندما تفوق يوسف فى الثانوية العامة تم اختياره فى بعثة للدراسة فى جامعة موسكو عام 1959، وكان الوحيد وسط زملائه المتخصص فى اللغة الروسية، وتعرف هناك بزوجته الروسية ثم عادا إلى مصر بصحبة ابنهما ليعمل معيدا بكلية الألسن عين شمس إلا أنه رجع إلى موسكو مرة أخرى عام 1968 لنيل الدكتوراه فى الأدب الروسي، وبعد حصوله عليها فضل الاستقرار والعمل بالترجمة لصالح عدد من دور النشر الروسية التى عمل فيها مع نخبة من المترجمين العرب بينهم العراقى غائب طعمة فرمان. وفى بادرة فريدة كتقدير لجهوده بالترجمة وتعريف قراء العربية بالأدب الروسي؛ منحه اتحاد كتاب روسيا عضويته الفخرية عام 2000، وذلك على عكس تقاليد الاتحاد الذى لا يمنح عضويته للأجانب، كما منحته الخارجية الروسية ميدالية «بوشكين» عام 2012. ولعل أشهر واقعة يرويها يوسف فى أحد حواراته السجال الشهير المتبادل مع ألكسندر بوفين الذى كان سفيرا لروسيا فى إسرائيل، حيث نشر مقالا معاديا للقضية الفلسطينية مما استفز أبو بكر وصحفيا عربيا آخر فقاما بكتابة رد تم نشره بالصحيفة نفسها فقام بوفين بالرد عليهما لينشب سجال إعلامى أحدث صدى كبيرا فى وقتها.