مفهوم الاهمال يختلف من مجتمع لآخر، فرغم أن ملامحه مشتركة وعناصره واحدة، إلا أن مسبباته وطريقة التعامل معه مختلفة من مجتمع لآخر وفقا لمستويات عدة أبرزها المستوي التعليمي ومدي الوعي المجتمعي. الاهمال في مصر أصبح آفة ملاصقة لحياتنا المجتمعية بل لا أبالغ أنه جزء أصيل في حياتنا الشخصية، فمن ضمن قصص الاهمال التي باتت نعيشها يوميا وتتسبب في تدمير اقتصادنا، ما قرأته في الرسالة التي تلقيتها من السيد محمد سعيد مسئول الاتصال بإحدي شركات الاسمنت الكبري في مصر يؤكد ما ذكرته. فيقول: تعرض مصنع أسمنت القطامية التابع لشركته لضرر بالغ نتيجة انهيار حاجز ترابي حول واحدة من بحيرات معالجة مياه الصرف الصحي التابعة لإحدي محطات المعالجة بمنطقة القاهرة الجديدة نتج عنها خسائر مبدئية تقدر بحوالي 10 ملايين جنيه. وأضاف أنه منذ عام 2010 والشركة تقوم بمخاطبة جهاز القاهرة الجديدة وتقدمت بالعديد من الشكاوي نتيجة تقييمات المخاطر التي قامت بها مراكز الابحاث التابعة للشركة ، والنتيجة أن القائمين علي إدارة محطة المعالجة قاموا ببناء حواجز ترابية فقط. وتسبب الانهيار في تسرب حوالي 1٫5 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي المعالجة، كان من الممكن استغلالها بدلا من إلقائها في الصحراء، في ظل الحاجة الشديدة لترشيد استهلاك المياه نظراً لنقص الموارد المائية.