مكتبة صغيرة في مواجهة الداخل، والباقي موزع داخل حجرات المكان..هذا هو وضع الكتب في مؤسسة حرية الفكر والتعبير. ورغم أن مراقبة حرية الفكر والإبداع في مصر تعتبر من أهم برامج عمل المؤسسة، إلا أن مكتبتها تكاد تكون قاصرة علي الكتب القانونية وبعض الكتب التي تناقش أحوال الجامعة المصرية فقط، تكونت المكتبة مع بدء عمل المؤسسة عام 2006 ونمت نموا تدريجيا بزيادة متطلبات الباحثين وزيادة الإصدارات. "لسنا مكتبة عامة، وعرض الكتب ليس ضمن مجال عملنا" يقول عماد مبارك المدير التنفيذي للمؤسسة، ويضيف: الموجود هنا مجرد آداة بسيطة لمساعدة الباحثين علي انجاز بعض التقارير والأبحاث، لكننا لا نسعي لامتلاك الكتب، وعدم امتلاك كتب إبداعية أو فنيه لا يعني أننا لا نهتم بهذه الفروع ولا يعني أيضا أننا لا نستطيع أن نرصد أوضاعها أو نكتب عنها. الكتب ليست المصدر الوحيد للمعلومات كما يوضح عماد فهناك عدة مصادر تستعين بها المؤسسة "وليس بالضرورة أن نملك الكتب" فالتقارير التي تصدرها المؤسسة بغرض رصد وتوفير المعلومات عن أوضاع حرية الفكر والإبداع في مصر، تعتمد بالأساس علي المقابلات التي يجريها فريق العمل مع ضحايا الأجهزة الرقابية المختلفة، ونصوص الأحكام التي يتمكن فريق العمل القانوني من الحصول علي نسخة منها، بالإضافة إلي عنصر مهم جدا وهو الشكاوي والحالات التي ترد للمؤسسة، وأيضا ما نشر في وسائل الإعلام "ومع ذلك فإننا نشير دائما إلي أننا لا ندعي أننا تمكنا من رصد كافة الأحداث المتعلقة بحرية الفكر والتعبير، وإنما فقط نؤكد علي أننا وثقنا أهم المعالم المتعلقة بأوضاع حرية الفكر والتعبير في مصر". برنامج الرقابة علي مسألة حرية الرأي والتعبير ليس البرنامج الوحيد للمؤسسة فهي أيضا تقوم عبر برنامج الحرية الأكاديمية بتوثيق الانتهاكات المرتبطة بالعمل الأكاديمي في مصر، إلي جانب تقديم الدعم والمساندة لمن يتعرض لتلك الانتهاكات داخل ذلك المجال. مع رصد مختلف أنماط القيود القانونية التي تعوق تدريس مؤلفات بعينها خاصة تلك المجالات التي جري العرف علي تسميتها بالثالوث المقدس "الدين والجنس والسياسية"، بالإضافة لرصد القيود المتعلقة بتعيين رؤساء الجامعات وعمداء المعاهد والكليات. وتدعيما لهذا الجزء تضم مكتبة المؤسسة مجموعة كتب مثل:"أخلاقيات البحث العلمي"، "التعليم العالي في مصر"، "مستقبل الجامعة في مصر"، "دراسات في التربية والثقافة"، "في حدائق الجامعة..د.محمد الجوادي"، "قضايا تخطيط التعليم..د.حامد عمار"، "الاعتماد وضمان الجودة في التعليم". أما آخر برامج المؤسسة فيركز علي حماية وتعزيز حق الأفراد في الوصول إلي المعلومات بوصفة حقا من حقوق الإنسان الأساسية، ويدعم هذا الجزء مجموعة كتب وموسوعات قانونية مثل "موسوعة لجنة التشريعات الإسلامية". لكن ورغم ذلك كله يقول مبارك "غرفة المكتبة إحدي طموحاتنا المؤجلة" يسعي عماد لعمل غرفة خاصة للمكتبة تضم مجموعة التشريعات والقوانين وموسوعات القوانين من مختلف البلدان واللغات، وتضم أيضا كتب الثقافة العامة، وقتها يمكن استقبال قراء خارج حدود الباحثين المتعاملين مع المؤسسة بشكل دائم.