في فيلا من دورين بأحد أحياء مصر الجديدة يقع مقر الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية، المقر من الخارج لا يشي بالدور الذي تقوم به الجمعية ولا بما تحويه من كتب وطاقات شباب، فلا توجد حتي يافطة تدل الداخل علي مقر الجمعية. في الداخل خلية نحل. كتب وأوراق متناثرة في كل مكان.. يعتذر أحمد فوزي عضو مجلس إدارة الجمعية "نحضر لتقرير جديد عن الانتخابات، والمسألة تبدو ساخنة من البداية". جميع الملصقات والكتب والأوراق المتناثرة تذكر بأهداف الجمعية الثلاث "تنمية الديمقراطية، تعليم حقوق الإنسان، المساواة في النوع". المكتبة كذلك مقسمة علي ثلاثة أجزاء متسقة تماماً مع برامج الجمعية، حتي وضع الكثير داخلها تم علي أساس البرامج الثلاث التي تعمل عليها الجمعية، المكتبة نفسها تضم مجموعة من الكتب والتقارير التي يتم العمل عليها وضعت في ملفات كبيرة وسجل عليها من الخارج عنوان الكتاب أو الإصدار، يوضح أحمد فوزي فكرة التقسيم: المكتبة متاحة للباحثين العاملين مع الجمعية فقط، تتيح لهم كتب القانون وموسوعاته وأيضا الكتب التي تتناول الموضوع الذي يعمل عليه الباحث، لذا فقد تم تقسيمها حسب برامج الجمعية تيسيراً علي الباحثين وتوفيرا للوقت. قسم المكتبة الأول والأكبر يضم كتب تتناول وضع الحريات النسائية في مصر مثل "النسائيات" لملك حفني ناصف، و"الأوضاع والمشكلات القانونية للنساء" لحسين أبو بكر، و"ملتقي المرأة والذاكرة"، و"مسيرة المرأة علامات ومواقف"، و"مائة عام علي تحرير المرأة". الكتب جاءت لتخدم واحدا من أهم برامج الجمعية وهو برنامج المساواة في النوع ويهدف كما يوضح عضو مجلس الإدارة إلي تفعيل تطبيق اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة وذلك علي ثلاث مستويات أبرزها رفع الوعي وتغيير توجهات المؤثرين والفاعلين تجاه حقوق المرأة وتحريك المجتمع ككل تجاه محاربة العنف ضد المرأة، كما يهدف البرنامج إلي تدعيم سياسات وتشريعات لنشر المساواة في النوع في المجتمع المصري، وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف يقوم البرنامج بتنفيذ ونشر بحوث ميدانية علي بعض الظواهر المؤثرة علي النوع الاجتماعي مثل "حساب الكلفة الاقتصادية للعنف ضد المرأة "، وظاهرة "الاتجار بالبشر" إلي جانب الرصد والتوثيق لانتهاكات حقوق المرأة، وتوفر الجمعية هذه الإصدارات مجانا لكل المستهدفين من البرنامج. أثناء الحديث لاحظت أن المكتبة تضم مجموعة كبيرة من الكتب تبدو وكأنها كتب أطفال بألوان ورسومات مبسطة، سألت عنها وأجاب أحمد فوزي: "هذه الكتب مخصصة لأحد أبرز برامج الجمعية وهو برنامج تعليم حقوق الإنسان وهو برنامج يحاول نشر ثقافة حقوق الإنسان بين أطفال المدارس وتحويل هذه الثقافة إلي أسلوب حياه" البرنامج بدأ بالفعل في محافظة القاهرة بالتعاون بين الجمعية ووزارة التربية والتعليم وهو الآن ينفذ في 125 مدرسة علي مستوي خمسة محافظات" كانت البداية مع أطفال المدارس ثم اكتشف القائمين علي التجربة أنها لا تؤدي دورها المطلوب دون الاستعانة بالمدرسين وأولياء الأمور لأنهم من يقنع الطلاب بالتعامل مع كتب من هذا النوع "وجدنا أن الأطفال في الغالب لا تتعامل مع الكتب التي نوزعها عليهم وكان يجب الاستعانة بالمدرسين وأولياء الأمور لكن اكتشفنا انه كان يجب تدريبهم أولاً، حتي يمكن أن يقوموا بدورهم كما يجب، وبذلك حقق البرنامج نجاح ليس فقط علي مستوي بيئة المدرسة ولكن أيضا في نطاق العلاقات داخل الأسرة". قسم المكتبة الثاني يضم بعض الموسوعات القانونية، وكتب القانون، تدعم برنامج تنمية الديمقراطية الذي يهدف إلي تفعيل دور المواطنين في ممارسة وتفعيل الديمقراطية والإصلاح السياسي، حيث تقوم الجمعية بمراقبة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والنقابية والعديد من الانتخابات الأخري. أما الثالث فيضم بعض الكتب العامة مثل "موسوعة مصر القديمة" لسليم حسن، و"مفاهيم جديدة لحياة أفضل"، و"قراءة قانونية لجدار الفصل العنصري" لأحمد راغب، و"تجليات الثابت والمتغير في القرن التاسع عشر"، بالإضافة لمجموعة كتب عائشة التيمورية. التنوع هنا يبرره فوزي بأن فكرة الديمقراطية يمكن تنميتها عبر مختلف القراءات وتخدمها كل كتب المكتبة، وهذا الجزء كان النواة الأولي للمكتبة التي تكونت من المكتبات الشخصية للأعضاء "وحتي الآن هناك مجموعة من الأعضاء تساهم في إثراء المكتبة بشكل دوري"، لكن الجمعية لا تخصص ميزانية للتزود بالكتب "نشتري ما نحتاجه فقط، أو ما يطلبه الباحثين".