هل يقرأ الحكام؟ وإذا كانوا يفعلون فما الذي يقرأونه؟ هل يقرأون الروايات مثلاً أو دواوين الشعر أم يكتفون بالكتب السياسية والتقارير؟يظل هذا الجزء أحد الخبايا التي يصعب كشفها، رغم أنه- أو ربما لأنه- يضيء جانباً مهماً في حياة الحاكم- أي حاكم- فمن منطلق الحكمة التي تقول: »قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت« تكشف قراءات الحاكم جانباً كبيراً من تفاصيل حياته وربما تفسر بعض قراراته أيضاً. وإذا كانت تفاصيل كثيرة من حياة محمد علي وأسرته قد تم الكشف عنها، فإن ذلك الجزء المتعلق بقراءاته ظل خافياً حتي الآن. الباحثة زينب المقدم استطاعت أن تدخل عالم مكتبات أسرة محمد علي الموجودة في دار الكتب المصرية، ومن خلالها كشفت علاقة هذه الأسرة بالثقافة وأوضحت ميولها القرائية. في رسالة »مكتبات أسرة محمد علي بدار الكتب القومية.. دراسة وصفية تحليلية« والتي نالت عنها الباحثة درجة الماجستير.. تكتب عن مكتبات »قولة، مصطفي فاضل، السلطانه ملك، يوسف كمال، علاء الدين مختار« هذه المكتبات التي لم تنل بعد الاهتمام اللازم رغم ما بها من كنوز، وما تكشفه من معلومات عن أصحابها الذين حكموا مصر قرابة قرن ونصف القرن من الزمان. مكتبة قولة أنشأها محمد علي الكبير مؤسس الأسرة العلوية بمسقط رأسه قولة، وأمر الملك أحمد فؤاد الأول بضمها إلي دار الكتب عام 9291، وتبلغ مجموعة المكتبة 6582 عنواناً ما بين مخطوط ومطبوع، وتتوزع كتبها علي ثلاث لغات فقط هي العربية 9532 عنواناً، والتركية 844 عنواناً، والفارسية 94 عنواناً.. ومن هذه الأعداد يتضح أن اللغة العربية هي أساس المجموعة رغم أن محمد علي كان يتحدث اليونانية، ولغته العربية ضعيفة. وقد زخرت المجموعة العربية في مكتبة قولة بنفائس الكتب في جميع الموضوعات، اقتربت كتب الديانات من نصف مجموع العناوين، حيث إن الفقه الحنفي يمثل ما يقرب من ربع المجموعة لأن المذهب الحنفي هو مذهب الدولة العثمانية، ومن كتبه (كنز الدقائق) للنفسي، و(اللآلئ الدرية في الفوائد الخيرية) للرملي، كما تضم المجموعة الدينية مؤلفات لكبار العلماء والأئمة، ابن حجر العسقلاني، الماوردي، السخاوي، أبي حامد الغزالي، والقاضي عياض. وتضم مجموعة علم الكلام كتاب (الأربعين في أصول الدين) للرازي، وفي علم الحديث (الجامع الصحيح) للبخاري، والجامع الصحيح للإمام مسلم، ومن كتب التصوف (التبر المسبوك في نصيحة الملوك) لأبي حامد الغزالي، و(تأخير الظلامه إلي يوم القيامة) للسيوطي، ومن كتب التفسير (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) للألوسي البغدادي، ونزهة القلوب السجستاني وهو تفسير لغريب القرآن. وقد زخرت المكتبة- أيضاً- بمجموعة كبيرة من الكتب اللغوية، وقد مثل علم النحو نصف المجموعة مما يوضح مدي اهتمام محمد علي الشديد باللغة العربية، ومنها (كتاب الخلاصة) المعروف بألفية ابن مالك، ومفتاح العلوم للسكاكي، والسمرقندية لأبي الليث السمرقندي. كما تظهر بالمكتبة كتب المنطق ومنها كتاب (الشمسية في القواعد المنطقية) لنجم الدين القزويني المعروف بالكاتبي، وكتاب (المنطق والكلام) سعدالدين التفتازاني، وبعد كتب المنطق تأتي كتب آداب البحث والمناظرة ومنها كتاب (آداب البحث للعضد) للقاضي العضدي، يليها كتب الحكمة والفلسلفة ومنها (محك النظر) للغزالي، وبعد مجموعة الفلسفة تأتي مجموعة العلوم البحتة، حيث تمثل الرياضيات 09٪ من المجموعة، وهذا يدل علي اهتمام محمد علي بعلوم الجبر والحساب والهندسة، وهي كتب مترجمة عن لغات أخري ومنها كتاب (الجبر والمقابلة)، منظومة الأخضري في الحساب، وكتاب مبادئ الهندسة تعريب رفاعة الطهطاوي. وفيما يخص كتب الآداب العربية فهي تضم الشعر والحكم والأمثال، إلا أن أغلبها أشعار خاصة شعر المديح النبوي بدءاً من قصيدة (بانت سعاد) لكعب بن زهير، مروراً ب(الكواكب الدرية في مدح خير البرية) وهي بردة البوصيري، وبالمجموعة أيضاً دواوين لكبار الشعراء مثل المتنبي، ابن الفارض، والطغرائي. أما مجموعة المعارف العامة وهي المجلدات التي تحوي أكثر من كتاب بعدة عناوين تعدادها 93 كتاباً، ومنها (جوهرة الغواص وتحفة أهل الاختصاص) لابن عران، و(سفينة الراغب) لمحمد راغب باشا، ويلي هذه المجموعة مجموعة التاريخ والجغرافيا، ويمثل التاريخ الإسلامي أغلبها، والتراجم عن مشاهير الدولة الإسلامية ومن هذه الكتاب (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) للجبرتي، و(نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب) للمقري المغربي المالكي، وكتاب (مروج الذهب ومعادن الجوهر) للمسعودي والكامل في التاريخ لابن الأثير الجزري، وكتاب (الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية) لطاشكبري زاده.. أما كتابا الجغرافيا فهما (التحريفات الثمانية لمريد الجغرافية)، (صباح الخير في عجائب السير). أما المجموعة التركية بمكتبة قولة، فهي تأتي في المرتبة الثانية بعد العربية فيما مثلت المجموعة العربية 38٪ من مجموع كتب المكتبة، مثل الكتب التركية حوالي 61٪ فقط، وقد تنوعت المجموعة التركية تنوعاً كبيراً، حيث تركزت في أربعة موضوعات هي الديانات، اللغات، العلوم البحتة، والآداب. ومثلت الكتب الدينية ثلث المجموعة مما يؤكد اهتمام محمد علي بالدين الإسلامي كما كان بالمكتبة كتاب واحد للدين المسيحي وهو الكتاب المقدس.. أما فروع الفقه من مالكي وشافعي وحنبلي فلا وجود لها، مما يؤكد اعتناق محمد علي للمذهب الحنفي والذي تأكد من قبل في المجموعة العربية، ومن أمثلة كتب الفقه الحنفي: (شرح نيازي علي شرح القنوي علي متن وصية البركوي)، وكتاب (جوهرة بهية أحمدية في شرح الوصية المحمدية)، وتأتي كتب علم الكلام في المرتبة الثانية بعد الفقه، ثم كتب الفرائض ومعها (جريدة فرائض في مفهوم الفرائض) لصالح أفق، ثم كتب الحديث (شفاء شريف ترجمة سي) وهو ترجمة لكتاب (الشفا بتعريف حقوق المصطفي عليه الصلاة والسلام) للقاضي عياض، ومن كتب الحديث (جواهر العقيان في شرح عمدة الفرقان في وصف حروف القرآن). ثم تأتي مجموعة كتب الأدب، وقد تركزت علي كتب الأدب التركي، وأغلبها دواوين شعر مترجم من العربية، ومعظمها عن المدائح النبوية، ومنها كتاب (توسل) وهو شرح بالتركية لقصيدة البردة (الكواكب الدرية في مدح خير البرية) للبوصيري، وبالمكتبة أيضاً كتب عن اللغة التركية بها أربعة موضوعات مترجمة من العربية أو الفارسية ومن أمثلتها (شرح تحفة شاهدي) شرحها بالتركية ابن ميرزا.. أما كتب التاريخ فمنها كتاب (تاريخ جودت) في بيان وقائع الدولة العثمانية تأليف الوزير جودت باشا. وتأتي المجموعة الفارسية في المرتبة الثالثة في مجموعة مكتبة قولة وهي تمثل 2٪ من مجموع العناوين بالمكتبة، وقد اقتصرت علي خمس مجموعات تركزت في الأدب ثم الديانات، ومن أمثلة كتب الأدب ديوان (شوكت) نظم اسحاق شوكت البخاري، وفي الديانات كتب التصوف ومنها (مكتوبات الإمام الرباني الشيخ معصوم)، ويلي الديانات كتب التاريخ ومنها (تجزئة الأمصار وتزجية الأعصار) المعروف بتاريخ الوصاف في تاريخ أحوال سلاطين المغول تأليف فضل الله الشيرازي. مكتبة الأمير مصطفي فاضل الأمير مصطفي فاضل، ابن إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا، فهو حفيد محمد علي مباشرة ولد بالقاهرة، وتلقي العلوم العربية، وتعلم الفارسية والخط العربي واللغة التركية وبرع فيها جميعاً، وهو من الأسماء التي لها شأن في تاريخ دار الكتب، وذلك لأن سراي الأمير بدرب الجماميز تم اختيارها لتكون أول مقر لدار الكتب الخديوية، ثم ما لبث أن ضمت مقتنيات مكتبته إلي المجموعات الأولي التي تكونت منها الكتبخانة الخديوية لتشكل معها النواة الأولي للمجموعات العربية والشرقية. وتبلغ عدد ما في مكتب الأمير فاضل 9923 عنواناً من نوادر المخطوطات ونفائس الكتب، وتضم المكتبة ثلاث لغات 5232 عنواناً عربياً، 746 عنواناً تركياً، 723 عنواناً فارسياً، ووجود هذه الأعداد في اللغات الثلاث يشير إلي إجادة الأمير مصطفي فاضل لتلك اللغات. وتمثل المجموعة العربية بالمكتبة 07٪ من مجموع محتوياتها، بها جزء كبير من كتب الديانات كلها في الدين الإسلامي باستثناء كتابين فقط في الدين المسيحي، وقد تصدر التصوف المجموعة الدينية حيث اقترب من ربع المجموعة، وضم كثيراً من النوادر منها كتاب (أدب الدنيا والدين) للماوردي، وكتاب (ذخيرة المنتهي في علم الجلي والخفي) للخوارزمي، وهو مختصر احياء علوم الدين للغزالي، وتأتي كتب الحديث في المرتبة الثانية ومنها كتب (بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما لها وما عليها) للأسدي، و(كنز الحق المبين من أحاديث سيد المرسلين) للنابلسي.. إضافة إلي كتب الفقه الحنفي وهو يمثل الجزء الأكبر مما يدل علي اتباع الأمير مصطفي فاضل للفقه الحنفي مثل جده محمد علي باشا، ومن كتبه (الأشباه والنظائر) لابن نجيم المصري، ويلي الفقه كتب التفسير ومنها كتاب (مفاتيح الغيب) للطبرستاني، وكتاب (الوجيز في التفسير) للنيسابوري. ونجد بالمكتبة كتب التوحيد ومنها (قرع العين في جمع البين) ليحيي المغربي كما بالمكتبة مجموعة من المصاحف المزينة والمذهبة، ثم كتب الحديث (الكاشف في أسماء الرجال) للذهبي، ومن القراءات كتاب (جامع البيان في القراءات السبع المشهورة) لعثمان المقري الداني. أما الديانات الأخري فيمثلها كتابان، الأول عن الزبور، والآخر عن السيدة العذراء. وفي مجموعة العلوم البحتة، نجد أن كتب علم الميقات قد مثلت أغلب مجموعة العلوم مما يدل علي شغف الأمير مصطفي فاضل بهذا العلم، ومنها كتاب (الأزمان والشهور وذكر ما يستعمل في كل وقت وأوان) لابن ماسويه، وكتاب (المحتاج من الطلاب إلي معرفة المسائل الفلكية بالحساب) للكراديسي. أما مجموعة المعارف المختلفة فبلغ عددها 842 كتاباً منها (كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون) لحاجي خليفة، وجدير بالذكر أن نصف كتب اللغة العربية بالمكتبة في علم النحو مثل كتاب (الاقتراح في علم أصول النحو وجدله) للسيوطي، ويلي النحو كتب البلاغة ومنها كتاب (الاحراز في أنواع المجاز) لأحمد السجاعي، وفي علم اللغة كتاب (تاج العروس من جواهر القاموس) للزبيدي الحنفي. ولم تخل المكتبة من كتب الفلسفة وهي تمثل 06٪ من حجم المجموعة ومنها كتاب (لطايف الإشارات في أسرار الحروف والعبارات) لأبي العباسي البوني، يليها كتب المنطق وآداب البحث، كتاب (الرسالة الشمسية في القواعد المنطقية) لنجم الدين القزويني. أما كتب الأدب العربي في مكتبة الأمير فاضل فقد ضمت العديد من الأشعار والمقالات والأمثال إلا أن أغلبها قصائد ودواوين شعرية لكبار الشعراء مثل (ديوان الحماسة) لأبي تمام، و(الأغاني) لأبي فرج الأصفهاني، و(فصول الفصول وعقود العقول) لابن سناء الملك، وكتاب (مجمع الأمثال) للميداني. وتقتني مكتبة الأمير- أيضاً- مجموعة قيمة من كتب التاريخ والتراجم خاصة التاريخ الإسلامي ومنها كتاب (عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان) لبدر الدين بن أحمد العيني، وكتاب (النزهة السنية في ذكر الخلفا والملوك المصرية) للشيخ حسن الطولوني.. أما كتب الجغرافيا فقد اقتصرت علي تسعة كتب منها (مراصد الاطلاع في أسماء الأمكنة والبقاع) لياقوت الحموي.. أما مجموعة الفنون بالمكتبة فقد اقتصرت علي مجموعة من القطع واللوحات أغلبها محلي بالذهب والألوان ومنها (لوحة بها فاتحة الكتاب محلاة بالذهب)، و(لوحة بها المعوذتان بالمداد الأبيض)، ولوحة بها تصوير عرس، فضلاً عن قطع فنية كتبت بأقلام مشاهير الخطاطين. وبعد مجموعة الفنون تأتي العلوم الاجتماعية، وبالمكتبة سبعة كتب فقط منها خمسة في الفنون الحربية، وكتابان أحدهما (حصن الوجود الواقي من خبث اليهود) لسليمان بن إبراهيم. المجموعة التركية هذه المجموعة تركزت في التاريخ والأدب وقد شكلا سوياً ما يقرب من ثلثي المجموعة، يليها الديانات في حين غابت العلوم الاجتماعية والفنون. وبشيء من التفصيل فإن كتب التاريخ التركية أغلبها ترجمات لكتب التاريخ الشهيرة المؤلفة باللغة العربية، وأحياناً بالفارسية، حيث ركزت أيضاً علي التاريخ الإسلامي ومنها (نوادر التواريخ) لعبد الصمد الديار بكري، يلي كتب التاريخ في العدد، كتب الأدب وأغلبها قصائد ودواوين شعر مترجمة من العربية أو الفارسية وموضوعاتها في النصائح والمناظرات ومنها كتاب (كليلة ودمنة) وترجمة أشعار لمصطفي نسيم المانياسي.. أما الكتب الدينية فجميعها إسلامية، وتأتي كتب الفقه الحنفي وهي نصف كتب التصوف عدداً، ولا يوجد كتاب واحد لبقية المذاهب الأخري مما يوضح اعتناق الأمير بصورة واضحة للمذهب الحنفي. المجموعة الفارسية وهي أصغر المجموعات، 06٪ منها في الأدب ثم الديانات، ثم كتب التاريخ، وغابت عنها كتب العلوم الاجتماعية والفنون وأغلب كتب الأدب دواوين شعر مترجمة عن العربية، وكذلك كتب التاريخ مترجمة عن العربية. مكتبة السلطانة ملك السلطانة ملك هي الزوجة الثانية للسلطان حسين كامل، واسمها الحقيقي (ملك جشم أفت) واشتهرت في التاريخ المصري بالسلطانة ملك، ولدت باستانبول في 72/01/9681، وهي ابنة الأدميرال حسن نورهان باشا، وتزوجت السلطان حسين كامل في 21/3/2881، وحصلت علي لقب سلطانه في 91/21/4191، ولم يكن للسلطانة ملك أي نشاط سياسي أو اجتماعي وظلت محتفظة بلقب سلطانة واستخدمته كثيراً في كل رحلاتها الداخلية والخارجية كجواز مرور نحو التمتع بحياتها الخاصة. وحين أقدم السلطان أحمد فؤاد علي حرمان بعض أولاد أخيه حسين كامل من الألقاب الأميرية التي كانت تجيز لهم التمتع بمزايا الأسرة المالكة، لم يتخذ هذه الخطوة بالنسبة للسلطانة ملك، ويرجع ذلك لذكائها حيث وثقت علاقاتها بزوجات السفراء الأجانب خاصة السفير الإنجليزي الذي كان يمثل الإمبراطورية البريطانية في مصر في ذلك الوقت. وابتداء من عام 8191 وحتي يوم رحيلها في 4/2/6591 ظلت السلطانة ملك تعيش حياتها كسلطانة سابقة لمصر تحظي باحترام الجميع، وكانت الصحف والمجلات تهتم بأخبار رحلاتها الداخلية والخارجية، وهي مدفونة بمسجد الرفاعي بالقلعة. ولأنها كانت تجيد أكثر من لغة فإن مكتبتها تضم العديد من اللغات والموضوعات بالعربية والتركية والفارسية والفرنسية والإنجليزية والألمانية.. كما يدل ذلك أيضاً علي ثراء ثقافتها. وتتولي الدراسة أن مكتبة السلطانة تنقسم إلي مجموعتين، الأولي تضم اللغات العربية والتركية والفارسية، والثانية تضم اللغات الأوروبية. وفيما يخص المجموعة الأولي (العربية واللغات الشرقية)، فإن المجموعة التركية تمثل الغالبية العظمي في هذه المكتبة، وهي من تأليف أو ترجمة الأميرة قدرية حسين ابنة السلطانة ملك، ومنها كتب في الأدب التركي مثل (تموجات أفكار)، محاسن حيات، طيف ملكي، ديوان شعر، وكتاب مهم بركين تأليف ليوبولدفاميف. أما الكتب الدينية فكلها في الدين الإسلامي، السيرة النبوية، الحديث النبوي، العبادات وتحديداً الزكاة، وبعدها يأتي التاريخ بنسبة بسيطة وأغلب كتبه في تاريخ تركيا. أما المجموعة العربية في مكتبة السلطانة ملك، فتسيطر عليها الفنون وهي عبارة عن ستة ألبومات مصورة، ألبوم عن المستشفي القبطي، وآخر به صور من الأقمشة، وأربعة ألبومات أهديت للسلطانة ملك منها واحد هدية من اليوزباشي محمد فتحي به مناظر طبيعية لمدن أوروبا، والمجموعة الفارسية مكونة من سبعة كتب كلها أشعار فارسية. مجموعة اللغات الأوروبية بمكتبة السلطانة اهتمت السلطانة ملك فيها بأربعة موضوعات رئيسية أولها الأدب حيث يمثل نصف المجموعة، وهذا ما يعطي انطباعاً بأن المكتبة مكتبة أدبية، يلي الأدب التاريخ، الذي يبين مدي اهتمامها الشديد بالسياحة والرحلات لدول كثيرة، ثم العلوم الاجتماعية بما تضمه من الموضوعات السياسية باعتبارها سلطانة البلاد، ثم يلي ذلك الفنون التي تعكس النزعة الفنية لديها. وبالنظر إلي تلك المجموعة نجد أن الأدب الفرنسي تعدي ثلاثة أرباع المجموعة 074 كتاباً لكبار الأدباء وموليير وبسمارك وفيكتور هوجو، ثم يليه الأدب الألماني 09 كتاباً، ثم الأدب الإنجليزي 95 كتاباً، ثم تأتي مجموعة الآداب الأخري كتاب في كل من الأدب اليوناني والسويسري والروسي. كما أن كتب السياحة والرحلات بالمكتبة بلغت 511 كتاباً، وهذا يفسر ما عرف عن السلطانة ملك من حب للسياحة والرحلات الخارجية لكل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجراد ومصر. مكتبة الأمير يوسف كمال وهو ابن الأمير كمال ابن الأمير أحمد رفعت ابن إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا، ولد بالقاهرة في 71/21/2881، وهو ابن الأميرة ناز برور، وهو أحد أفراد أسرة محمد علي الذين قدموا الكثير، رغم أصوله الأجنبيه ووجه جهوده وأمواله للنهضة العلمية والفنية والثقافية في مصر، وكان متعدد الاهتمامات، واسع الثقافة، نهماً للمعرفة، وكانت الرحلات والكشوف الجغرافية أحد اهتماماته، وقام بالعديد من الرحلات إلي صحاري مصر درس فيها عادات أهلها، وجمع العديد من المنتجات البيئية، واكتشف عشرات القطع الأثرية التي قام بإهدائها إلي المتحفين المصري والإسلامي بالقاهرة. وقد امتد نشاط الأمير يوسف إلي دعم الثقافة والفنون، فهو مؤسس أول مدرسة للفنون الجميلة بمصر، وكان من بين الدفعة الأولي من خريجيها فنان مصر الأول محمود مختار، والمصورون راغب عياد ويوسف كامل ومحمد حسن. الأمير يوسف كمال مؤلفا وقد كتب الأمير يوسف كمال العديد من المؤلفات في التاريخ والجغرافيا والرحلات، كوصف سياحته في بلاد الهند الإنجليزية وكشمير عام 5191، كما قام بتعريب بعض الكتب القيمة علي نفقته الخاصة مثل كتاب الرحلة الأولي للبحث عن ينابيع البحر الأبيض (النيل الأبيض)، (لمحة عامة إلي مصر) تأليف أ.ب.كلوت (كلوت بك)، (مصر في القرن ال91) وهي سيرة جامعة لمحمد علي باشا تأليف إدوارد جوان. ومن الأعمال المهمة التي قام بها الأمير يوسف كمال بجمعها (المجموعة الكمالية في جغرافية مصر والقارة الافريقية) وهو عمل علمي يكشف عن جهد جبار وعمل دؤوب لرجل متميز، وقد طبعت هذه المجموعة في لندن، وصدرت في أربعة أجزاء (41 مجلداً) علي مدي 41 عاماً، واللغة الغالبة فيها هي الفرنسية، وقد وردت النصوص الجغرافية فيها بلغتها الأصلية سواء كانت مصرية قديمة أو يونانية، لاتينية، عبرية، عربية، فارسية، سريانية، حبشية، صينية، وإنجليزية.. وقد أهدي مكتبات أوروبا نسخاً منها، كما أهدي مكتبات قارة آسيا وأمريكا. كان الأمير يوسف كمال مديراً للجمعية الخيرية الإسلامية، ورئيساً للاتحاد الزراعي المصري، ورئيساً شرفياً لنادي الصيد المصري، كما كان من أبرز المحسنين والمعضدين لكل مشروع كالجمعيات الخيرية وملجأ الحرية، وهو مؤسس مستشفي المطرية، وقد وهب قصره بالمطرية ليكون مقراً لمعهد بحوث الصحراء.. وقد تزوج من النبيلة كريمة عباس حليم ، وتوفي في أول فبراير عام 7691. مكتبة يوسف كمال باستراحة منشأة الأمراء وهي ليست المكتبة الوحيدة لهذا الأمير، وقد تم اختيارها لضخامتها، حيث وصل عدد الكتب بها إلي 0632 كتاباً، تمثل المجموعة العربية فيها 07٪.. أما الباقي باللغات الأوربية. المجموعة العربية وهي تقتصر علي موضوعين هما الجغرافيا والتاريخ، فقد وصل عدد كتب الجغرافيا إلي 0041 كتاب (58٪ من المجموعة)، ومنها كتاب (البحث عن ينابيع البحر الأبيض »النيل«) من تأليف البكباشي سليم قيودان، قائد الرحلة التي أمر بها محمد علي باشا، وقام الأمير يوسف كمال بتعريب هذا الكتاب علي نفقته الخاصة، وبالمكتبة أيضاً كتاب (سفينة نازبرور حول القارة الافريقية) من تأليف الأمير وتم طبعه بمطبعة دار الكتب المصرية.. أما كتب التاريخ فهي عبارة عن وثائق تاريخية وجغرافية وتجارية عن افريقيا الشرقية من تأليف ربان السفينة المسيوجيان، وترجمة الأمير علي نفقته الخاصة، والكتاب يتحدث عن سواحل افريقيا الشرقية. المجموعة الأوروبية وعددها 317 عنواناً، اهتم فيها الأمير بالجغرافيا والتاريخ والأدب، وقد تركزت مجموعة التاريخ في التراجم، وأن التراجم السياسية هي الغالبة علي المجموعة، وقد شملت تراجم عن بعض الملكات والأمراء والزعماء السياسيين، الملكة ماري، وستالين، وبرنارد شو. ويلي التاريخ والجغرافيا في الترتيب الأدب، حيث ضم دواوين شعر وكتب في المسرح والقصة والخطابات، وقد ركز الأمير يوسف كمال في مجموعته الأوروبية بالمكتبة علي كل من الأدب الإنجليزي والأدب الفرنسي، لإجادته هاتين اللغتين، ومن هؤلاء الأدباء برنارد شو، مارك توين، فيليب مادونالد، تشارلز فيفيان، روجر ابست، جوزيف كونراد وغيرهم. ومن كتّاب القصة الفرنسيين موريس ليفي، هنري اردل، اندريه دول، بيير دي كولفين، مريام هاري، أناتول فرناس، وبالمكتبة ترجمة بالفرنسية لكتاب توفيق الحكيم (عصفور من الشرق). مكتبة علاء الدين مختار علاء الدين مختار، هو ابن مختار باشا وزير البحرية بالجيش التركي (1191-2191)، كما كان سفيراً لتركيا في ألمانيا، وجده هو الغازي أحمد مختار باشا معتمد تركيا في مصر، وولي الوزارة عام 2191.. أما والدته فهي نعمة الله ابنة الخديوي إسماعيل وشقيقه الملك أحمد فؤاد. ومع أن علاء الدين مختار كان حفيداً للخديوي إسماعيل، إلا أنه لم يحمل أية ألقاب ملكية لأنه ليس من الظهور.. أما مكتبته فهي من المكتبات الضخمة القيمة، حيث تضم 4982 عنواناً، وهي متنوعة سواء في الموضوعات أو اللغات، وتضم عدة لغات هي العربية، التركية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الاسبانية، والإيطالية.. مما يدل علي إجادة صاحبها لهذه اللغات، وعلي اتساع ثقافته بالمكتبة مجموعتان، الأولي أوروبية 2822، والثانية عربية، وتركية في المجموعة الأوربية تعدي الأدب نصف عدد المجموعة، ولذلك تعتبر مكتبته مكتبة أدبية في المقام الاول وأن الادب الفرنسي قد تعدي نصف المجموعة يليه الادب الانجليزي والقصة هي أساس المجموعة الادبية يليها الشعر ثم المسرح، وتضم الاعمال الكاملة لكبار الادباء مثل نيكو هوجو ، فونتين، بلزاك، فولتير، كما تضم مذكرات لكبار الشخصيات في العالم منها مذكرات تشرشل، وسانت هيلين، ثم تأتي لخطابات بعد ذلك، ومنها خطابات لنابليون، وفولتير ، وسانت هيلين. أما ترجمات الادب العربي فهي خمسة كتب قصص »عمر الخيام« ألف ليلة وليلة، حكايات مصرية. وفي صفحات قليلة أشارت الدراسة الي مكتبة الملكة نازلي ، زوجة فؤاد الأول، وذكرت انها تحتوي علي 709 عناوين منها 45 عنوانا باللغة العربية، 21 دورية عربية، 567 عنوانا »باللغات الاوروبية«، 282 دورية أوروبية وأغلب كتب المكتبة في الادب وخاصة الفرنسي ، ويليه الكتب التاريخية والتراجم والجغرافيا، واللغة الفرنسية هي الغالبة علي المكتبة تليها اللغة الانجليزية. أما مكتبة الملكة فريدة »صافيناز ذو الفقار« التي ولدت عام 1291 بالاسكندرية وتلقت تعليمها في مدرسة نوتردام دسيون بالاسكندرية، تزوجت الملك فاروق في 02 يناير 8391 وغير اسمها الي فريدة ثم طلقت منه في 91/11/8491 عشقت الرسم والتلوين، وبدأت اقامة المعارض لرسوماتها عام 7691، وفي عام 0791 استقرت في باريس ثم عادت الي مصر عام 0891 تحمل لوحاتها السبع والسبعين، واقامت بهما معرضا بالقاهرة في ذات العام، ومكتبتها تضم 18 عنوانا باللغات الاوروبية وهي مكتبة صغيرة تضم المجموعات الكاملة للادباء وخاصة الفرنسيين أمثال فولتير ، فيكتور هوجو ، فونتين، بالزاك، بوسيت.
