ودعناه ولم يودعنا. تحدى بسيرته كل محاولات الاحتلال تشطير الوطن إلى طوائف وفصائل، واستغرقنا نحن في التشرذم والتشظي حتى الدم. حمل السلاح وهو رجل الدين وتركناه ونحن أبناء الدنيا. صعد إلى الملكوت غداة القيامة بعد أن أدى الأمانة، وقبعنا نحن في بيوتنا (...)
ليس بدعا من الثورات أن تتلقى ثورة الهزيمة في مبتدأ أمرها، وأن ينحرف مسار الأحداث فيها بصورة دراماتيكية، تجعل الواقع يتراجع كثيرا عن الحلم الذي رسمه الناس في مخيالهم الجمعي، فالثورة، بعبارة روزا لوكسمبورج، هي النوع الوحيد من الحروب التي لا يمكنك (...)
(1)
كلما وقع حادث جلل في بلدنا وما أكثر الحوادث الجِلاَلُ تطلع المصريون "الطيبين" إلى السيدة نشوى الحوفي الإعلامية المعروفة يلتمسون لديها الطمأنينة في زمن ساده الخوف وينشدونها الحقائق في عهد اختلط فيه حابل المخلصين الأوفياء للوطن بنابل الخونة (...)
حلَّق طائر الفوضى فوق سماء تلك السلطنة البعيدة المجاورة لبلاد الواق واق "إيجي ستان". لم يلتفت إليه أحد وهو يقترب أكثر فأكثر، لتسقط السلطنة في هوة ما أسماه المفكر اليساري الكبير جلال العظم "الهزيمة المتوالدة" الهزيمة التي تردُّ على كل هزيمة بمثلها، (...)
كانت المرة الأولى التي يسجن فيها رسام مصري بسبب لوحة، ذلك أنه لم يكتف برسم المرئي بل جعله مرئيا، بتعبير الفنان الألماني بول كيلي، أما الرسام الموهوب فهو عبد الهادي الجزار أحد أهم فنانينا التشكيليين، واللوحة هي لوحة الجوع أو الكورس الشعبي، والمعنى (...)
كان أستاذنا جمال الجمل هو أول من نشر تفاصيل فضيحة التجسس في مؤسسة الرئاسة، والتي جرى "لم الدور" فيها، فلم نسمع عن تداعياتها شيئا بعد نشر الأستاذ ما تيسر له من معلومات عن الفضيحة، خاصة أن الإعلام هو الآخر قفز فوق الواقعة، وجنحت غالبية وسائله إلى (...)
مبارك للسعودية جزيرتي "تيران وصنافير" المصريتان بحكم التاريخ والجغرافيا والدم. تهنئة مبرأة من كل غضب أو حقد. فلا لوم ولا عتاب على دولة تراعي مصالح شعبها، وتستخدم كل أداة في يدها للحصول على ما تعتقده حقا لها أما الملامة فعلى من باع التاريخ قبل (...)
ألح عليه والده في البقاء بجانبه حيث يقيم فأجابه "إنني كصقر محلق يرى فضاء هذا العالم الفسيح ضيقًا لطيرانه! وإني لأتعجب منكم، إذ تريدون أن تحبسوني في هذا القفص الصغير!
عاش جمال الدين الأفغاني لا يسع خيال الأرض ظله، يمر بين الأمكنة فتتقشر، ليغلب لونه (...)
– توقف العالم أجمع، بساسته ورجال إعلامه وخبراء مخابراته وكبار فلاسفته أمام حديث الرئيس السيسي أمس في مؤتمر "رؤية مصر 2030"، وانعكس ذلك في تناول العديد من وسائل الإعلام الأجنبية لكلمته، كمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، والإذاعة البريطانية bbc.
الكلمة (...)
الشبه كبير بين السيسي والخليل كوميدي. كلاهما يظن في نفسه رجلا آخر، وكلاهما غمرته الشهرة في فترة وجيزة، وكلاهما لا يكترث بآراء الآخرين في إمكانياته وقدرته على أداء دور اختاره لنفسه، وكلاهما أيضا دمث الخلق عف اللسان، يبدي تسامحا تجاه كل إساءة يوجهها (...)
(1)
حكمة الشهر (وكل شهر): اللي ميقدرش يحمي كمينه ميقدرش يحمي غيره، الحكمة بطبيعتها #موجهة إلى قيادات الشرطة والجيش. التفريط في حماية الكمين هو تفريط في أعز ما يملك المسئول الأمني.
لا يجادل أحد في أن حال الكماين الأمنية سداح مداح، ومن يدفع الثمن (...)
(1)
يا صبر صبصب قلوب الصبايا المتصابين
وصوب صبابك على الصبايا المصبصبين
يا صابر الصبر صبرنا بصبر المتصبرين
أمين يا رب!
لسه!
كفاية كدة يا أستاذ ناننس، يا عم أنا عايز أغني مش عايز أصوصو، أنا عايز كلمات خفيفة، كلمات رشيقة، كلمات تافهه
تافهه!
طبعا، (...)
تصعيد إعلامي مستمر تشهده صفحات الرأي بالجرائد العربية بين مؤيدي طرفي النزاع في المنطقة: السعودية – إيران. التصعيد واكب سخونة في الأجواء، اجتهد كتاب وصحفيون للحفاظ على درجتها مرتفعة، بعد إعدام الرياض لعالم الدين الشيعي نمر النمر، واقتحام محتجين (...)
(1)
في اللحظة التي أطل علينا فيها اللواء عبد العاطي عبر مؤتمر صحفي بصحبة رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ليعلن عن اختراعه جهازا لعلاج مرضي الإيدز وفيروس سي، عرفنا أن فيروس الإيدز يمكن "تصبيعه" في الكفتة ليتغذى عليها المريض، وأن علاجه بعدها ميسور (...)
مع اقتراب ذكرى 25 يناير، تجددت الدعوات للتظاهر، مدفوعة هذه المرة بأمل بثه نظام لم يبن "كرامة" برغم التطبيل والتهليل والكرنفالات الدورية، فالجنرال عبد العاطي لم يشف مرضى الإيدز ولا مرضى فيروس سي، والجنرال عبد الفتاح لم يبن العاصمة الجديدة، ولم يزرع (...)
في الحقبة الاستعمارية قيل لجمال الدين الأفغاني: إن المستعمرين ذئابٌ، فقال: "لو لم يجدوكم نعاجًا لما كانوا ذئابًا".
(1)
ضابط بشرطة الأقصر في صحبة قوة من القسم يقتحم مقهى، ويفتش الجالسين عليها، ليعثر على "شريط برشام" بجيب أحدهم، يدعى طلعت شبيب. بعد (...)
تجاهلنا الإشارات فأتت النتائج بما لا تشتهي السفن، وباتت قاب قوسين أو أدنى من الغرق!
لم نستقبل بالأمس رسائل حملتها لقاءات السيسي التلفزيونية وأحاديثه الصحفية وتسريباته.
فأعاد الرجل إرسالها اليوم سياسات وقرارات.
عندها فقط أدركنا حجم المصيبة.
اختراع (...)
ربما لم يعد أمام كل من حلم يوما أن يحيا كريما مصانا في وطنه إلا أن يرحل أو يقبل بواقع الحال ليعيش أيامه مستسلما لقضاء النظام وقدره، فمهمة قرع الأجراس أضحت مكلفة إلى حد ضياع العمر، والشرب من نهر الجنون أصبح واجبا وطنيا وفرضا دينيا و ضرورة حياتية، من (...)
من بين الدروس التي علمتنيها الثورة أننا جميعا لا نحيا في الواقع، بل نعيش داخل تصورات ذهنية عن أنفسنا وعن المجتمع وعن العالم من حولنا، والفارق الوحيد بين شخص وآخر، هو اقتراب أحدهم بتصوره من الواقع، وابتعاد آخر عنه، تفصلهما الدرجة لا النوع.
مشاهدتي (...)
أراد لرومانيا أن تكون مسرحًا كبيرًا يلعب على خشبته دور البطولة المطلقة، ورضي لجميع من يحيطونه بأدوار ثانوية، مجبرًا الشعب على التصفيق والتهليل لبراعة أدائه وعظم موهبته، ثم جاءت النهاية على غير ما يحب بعد تمرد الجماهير، واعتلائها خشبة المسرح لتُنهي (...)
السيسي كمرسي ومن قبله مبارك ومن قبلهما السادات، لا أحد بينهم كسر القاعدة غير المعلنة في الترقي لأعلى مناصب الدولة المصرية: أن تكون أداة طيعة في يد رؤسائك أو الأعلى منك مكانة، لا تشكل خطرا عليهم، ولا تُختص بميزة عن أقرانك، بهذا وحده تخرق الحجب وتتخطى (...)
من القواعد المعتبرة فيما يخص فساد الكبار ببلدنا أن تقديمهم للعدالة يكون لسبب آخر غير فسادهم، فمخالفة القانون ليست مبررا كافيا لمحاكمتهم، خذ مثلا وزير الزراعة صلاح الدين هلال المقبوض عليه مؤخرا، عينه محلب متجاهلا التقارير الرقابية التي تضمنت وقائع (...)
سقطت الصين على أم رأسها إثر "قفزة ماوتسي تونغ العظيمة للأمام"، عشرات الملايين قضوا نحبهم لأن لا أحد في النخبة الصينية استطاع أن يقف في وجه الزعيم المبجل "ماوتسي تونغ" ليبين له مدى سذاجة أفكاره التحديثية، حتى عندما قضى ما يترواح بين 36 إلى 55 مليون (...)
لم يكن أحد يتوقع يوم خرج الشباب في 25 يناير 2011 أن يؤول المشهد إلى ما آل إليه ب11 فبراير، ولم يكن ثمة من يتصور حين خلع مبارك، أن يتكرر سنياريو خلعه بعد مرور سنتين ونصف فقط مع خلفه، ليسقط هو الآخر سقوطا مدويا. هذه التغيرات الدراماتيكية خلَّفت وراءها (...)
لا إرهاب اليوم أعتى من إرهاب النظام الحاكم، ولا مقاومة أوجب من مقاومة أفعاله، الحوادث تتراص يوما بعد يوم لتبرهن أن الخطر الأكبر على الدولة لا تمثله جماعات إرهابية على اختلاف مسمياتها بل تصدره مجموعة حاكمة هي أقرب في سياساتها إلى العصابات الإجرامية (...)