(1) كلما وقع حادث جلل في بلدنا وما أكثر الحوادث الجِلاَلُ تطلع المصريون "الطيبين" إلى السيدة نشوى الحوفي الإعلامية المعروفة يلتمسون لديها الطمأنينة في زمن ساده الخوف وينشدونها الحقائق في عهد اختلط فيه حابل المخلصين الأوفياء للوطن بنابل الخونة والعملاء . السيدة أم المصريين كما يسميها "ضناياها" الطيبون انتدبت نفسها لهذا الدور، عبر برنامجها التلفزيوني وصفحتها على الفيس بوك، مع بقية زملاء المهنة: الأستاذ أحمد موسى عم المصريين والأستاذ عبد الرحيم علي خال المصريين والأستاذ مصطفى بكري جد المصريين والأستاذ خالد صلاح حديد المصريين وغيرهم من أفراد العائلة الكريمة المبثوثة على طول الفضائيات وعرضها. (2) ورغم أن الأوضاع الحالية مسها جنون ينافس ما حكى عنه ابن تغري بردى في "النجوم الزاهرة" عن أحوال مصر والمصريين أيام الشدة المستنصرية، وما أورده ابن الأثير في حكاياته عن هضبة الجماجم إلا أن السيدة نشوى لا تلمس فيها إلا الخير ولا ترى عبرها إلا ما يراه رجالات الدولة من صلاح، فهي وإن كانت أم للمصريين لكنها بنت النظام الذي رفعها إلى عليين رفعة جاوزت بها زملاء لها في المهنة أقدم عهدا في خدمة الأنظمة. الخدمة كانت كلمة السر التي ذللت عقبات الصعود للسيدة الحوفي، بدأتها مع مجلة سيدتي السعودية مرورا بجريدة الشرق الأوسط السعودية (تيران وصنافير مصريتان بالمناسبة!)، ثم وجدت واسطة لدى مجدى الجلاد للعمل بالمصري اليوم، أو بالأحرى لدى الجلاد أما تهتم بشئون بيته، فكانت كما يقول الراوي، وكما يعرف جميع العاملين الذين عاصروها بالمؤسسة الصحفية، كثيرا ما يرسلها الجلاد لتساعد زوجته في شراء مستلزمات المنزل، أو تجالس الأولاد لدى تغيب الزوجة عن بيتها لأمر ما، وبعد أن نالت كل الرضا أسند إليها الجلاد عملا صحفيا، أن ترتب لقاءاته مع من يحاورهم، ثم خصص لها وحدة أسماها وحدة الملفات الخاصة لتترأسها، وساعدها للعمل بالإعداد التلفزيوني في الفضائيات، ليصطحبها بعد ذلك لدى انتقاله إلى جريدة الوطن. هذه الفترة تخجل منها أم المصريين بشدة لا لما ذكرته بل لما كانت تروجه من أفكار وآراء، لذا فقد حذفت كل ما يتصل بها من حياتها ومن صفحتها الشخصية على الفيس بوك، فإذا زرت الصفحة لن تجد مشاركاتها لسنتي 2011، و2012 ، ومعظم 2013! . (3) أم الدولجية كانت من الكولجية أيام كان للثورة سوق يتكسب من المتاجرة فيه الكثيرون، لتهاجم الجيش وقياداته، فالمجلس العسكري يحرض المصريين على الاقتتال الأهلي! (ألاأونا.. ألاأونا.. ألاتري الوطن: 26/12/2012)، متهمة "جنرالات الجيش" بأنهم يخضعون لتوصيات الإدارة الأمريكية التي نصحتهم "بركوب الثورة قبل أن تركبهم (تركبهم! ) وواصلت نصحها وأقنعتهم بالاقتراب من التيار الدينى، وعلى رأسه الإخوان المسلمين شريطة أن يكون اقترابا عرفياً فى السر وبلا ضمانات مكتوبة.."، طلاق رسمي لزواج عرفي الوطن:26/3/2012)، لتسأل سؤالا ما زال صالحا للطرح "والآن دعونى أسأل المروجين لعبارات الصبر والستر والرضا بالمقسوم العسكرى؟ هل ما زلتم ترددون عبارة أن مصر قبل 25 غير مصر بعد 25؟ أشك فى هذا" (أنا النظام يا شعب 5/3/2012). أتصور أن هؤلاء ما عادوا يرددون اليوم العبارة وإن رضوا مثل الحوفي ب"المقسوم العسكري"، الفارق أنهم لم يتمرغوا في امتيازاته كما تتمرغين يا "طيبة"!. السيرة الكولجية لأم الدولجية لا تكتمل دون ذكر قصتها القصيرة مع عبد المنعم أبو الفتوح مرشحها الرئاسي!، فعندما لم تجد سبيلا إلى أبو الفتوح وسطت قيادي بحزب الوسط يدعى حسام خلف (زوج بنت يوسف القرضاوي!) وعرضت عليه خدماتها هي وزوجها، فأوصلها خلف للحملة لتتفانى في خدمة مرشحها حتى آخر يوم بالانتخابات. (4) لا أعلم وقع معرفة "المصريين الطيبين" بتاريخ أمهم المُشين في التطاول على الجيش وقياداته واتهامها لهم بهذه التهم التي وصلت حد كونهم مجرد دُمى في يد الأمريكان يحركونها كيفما شاءوا، ثم خدمتها في حملة أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد الأسبق؟! لا أعلم كيف تضع عينها في عيون أخوتها الشرفاء: أحمد موسى وعبد الرحيم علي وخالد صلاح الذين لن يجد من يبحث في تاريخهم شائبة تشوبه فقد التقطتهم الأجهزة في سن مبكرة، قبل أن تنحرف أقلامهم "وتمشي على حل شعرها" كما مشى قلم الحوفي!، كيف تواجه ابنها الذي "وهبته" للجيش؟! (وبالمناسبة هل لي أن أسأل السيدة الحوفي هل وهبتها كانت بواسطة أم برشوة كما يفعل كل "المصريين الطيبين" لقبول وهباتهم في الكلية الحربية؟! ). (5) نعم.. من المتوقع إذن أن يجف فجأة فيضان الحنية التي تغدق منه الحوفي على جميع أولادها المصريين فتقف بصلابة أمام اقتراح العفو عن علاء عبد الفتاح وزميليه .. من الطبيعي أن تتشنج وأن تحتد معلنة أنه "على بلاطة مفيش دومة وماهر وعلاء". موقفها مفهوم في إطار الدفاع عن الذات؛ لأن استمرار ربيع هؤلاء كان سيصبح خريفا عليها هي وبقية العائلة الكريمة، لكن ما تتنساه الحوفي أن فصول السياسة كما فصول السنة متغيرة، وأن ربيعهم قد يعاود الكرة، وعندها لن تجد الحوفي رحمة أو عفوا من أحد إلا بعد أن تجيبنا على سؤال لا يعلم قصته سواها: أين خبأ علاء ماسورة مدفع الدبابة؟!. [email protected]