برعاية السيسي.. انطلاق البطولة العربية العسكرية الأولى للفروسية مساء اليوم    برلمانية: ذكرى تحرير سيناء ستظل محفورة في أذهان المصريين على مر التاريخ    خبراء استراتيجيون: الدولة وضعت خططا استراتيجية لتنطلق بسيناء من التطهير إلى التعمير    الزراعة: استخدام الميكنة في حصاد القمح قلّل الفاقد.. والتموين: لا شكاوى من المزارعين    مجلس الوزراء يوافق على اتفاق تمويل ومنحة مع الوكالة الفرنسية للتنمية    جديد من الحكومة عن أسعار السلع.. تنخفض للنصف تقريبا    الحكومة توافق على إنشاء منطقتين حرة واستثمارية وميناء سياحي بمدينة رأس الحكمة    التوقيت الصيفي .. اعرف مواعيد غلق المحلات بعد تغيير الساعات    رئيس البعثة الأممية لحقوق الإنسان: وثقنا كل الانتهاكات الإسرائيلية في غزة    وسائل التواصل الاجتماعي تظهر اندلاع حرائق هائلة في منشآت البنية التحتية في روسيا    البنتاجون: بدء بناء ميناء غزة مطلع مايو 2024    وسائل إعلام: إيران تقلص تواجدها في سوريا عقب الهجوم الإسرائيلي    احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين.. الولايات المتحدة تقمع الحريات بالحرم الجامعي    مفاجأة.. إيقاف القيد في الزمالك مرة أخرى بسبب خالد بوطيب    غلق مخبزين وضبط 124 شيكارة دقيق بلدي بالبحيرة    الحبس عامين لربة منزل تسببت في وفاة نجلها لضربه وتأديبه بالإسكندرية    أغاني العندليب في حفل الموسيقار مجدي الحسيني والفرقة المصرية بمسرح السامر    نقل الفنانة نوال الكويتية للمستشفى بعد تعرضها لوعكة صحية    فوز الدكتور محمد حساني بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية    قد تكون قاتلة- نصائح للوقاية من ضربة الشمس في الموجة الحارة    عاجل.. قرار جديد من برشلونة بشأن كرة يامين يامال الجدلية    فيلم «عالماشي» يحقق 38.3 مليون جنيه منذ بداية العرض    12 توجيها من «التعليم» عن امتحانات صفوف النقل «الترم الثاني».. ممنوع الهاتف    "تحليله مثل الأوروبيين".. أحمد حسام ميدو يشيد بأيمن يونس    عمرو الحلواني: مانويل جوزيه أكثر مدرب مؤثر في حياتي    اسكواش - فرج: اسألوا كريم درويش عن سر التأهل ل 10 نهائيات.. ومواجهة الشوربجي كابوس    7 أيام خلال 12 يومًا.. تفاصيل أطول إجازة للعاملين بالقطاع العام والخاص    « إيرماس » تنفذ خطة لتطوير ورشة صيانة الجرارات بتكلفة 300 مليون جنيه    إبادة جماعية.. جنوب إفريقيا تدعو إلى تحقيق عاجل في المقابر الجماعية بغزة    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    كشف غموض العثور على جثة شخص بالقليوبية    بعد انضمام فنلندا والسويد للناتو.. تحديات جديدة للحلف وتحولات في أمن البلطيق    للقضاء على كثافة الفصول.. طلب برلماني بزيادة مخصصات "الأبنية التعليمية" في الموازنة الجديدة    نقابة الأسنان تجري انتخابات التجديد النصفي على مقعد النقيب الجمعة المقبل    عند الطقس الحار.. اعرف ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    أرض الفيروز بقعة مقدسة.. حزب المؤتمر يهنئ الرئيس السيسي بذكرى تحرير سيناء    "التجديد بشرطين".. مهيب عبد الهادي يكشف مصير علي معلول مع الأهلي    بالصور- وصول 14 فلسطينيًا من مصابي غزة لمستشفيات المنيا الجامعي لتلقي العلاج    الزفاف يتحول إلى جنازة.. اللحظات الأخيرة في حياة صديقة عروس كفر الشيخ    نصيحة مهمة لتخطي الأزمات المالية.. توقعات برج الجوزاء في الأسبوع الأخير من أبريل    بالسعودية.. هشام ماجد يتفوق على علي ربيع في الموسم السينمائي    الداخلية تواصل جهود مكافحة جرائم الاتجار في المواد المخدرة    بدء اليوم الثاني من مؤتمر وزارة العدل عن الذكاء الاصطناعى    أليجري يوجه رسالة قوية إلى لاعبي يوفنتوس بعد الهزيمة أمام لاتسيو    لتأكيد الصدارة.. بيراميدز يواجه البنك الأهلي اليوم في الدوري المصري    حظر سفر وعقوبات.. كيف تعاملت دول العالم مع إرهاب المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية؟    النقل: تقدم العمل بالمحطة متعددة الأغراض بميناء سفاجا    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    «خيال الظل» يواجه تغيرات «الهوية»    رئيس «المستشفيات التعليمية»: الهيئة إحدى المؤسسات الرائدة في مجال زراعة الكبد    رئيس هيئة الرعاية الصحية: خطة للارتقاء بمهارات الكوادر من العناصر البشرية    دعاء العواصف والرياح.. الأزهر الشريف ينشر الكلمات المستحبة    تعرف على مدرب ورشة فن الإلقاء في الدورة ال17 للمهرجان القومي للمسرح؟    بالتزامن مع حملة المقاطعة «خليه يعفن».. تعرف على أسعار السمك في الأسواق 24 أبريل 2024    مصطفى الفقي: مصر ضلع مباشر قي القضية الفلسطينية    ‏هل الطلاق الشفهي يقع.. أزهري يجيب    ما حكم تحميل كتاب له حقوق ملكية من الانترنت بدون مقابل؟ الأزهر يجيب    أجمل مسجات تهنئة شم النسيم 2024 للاصدقاء والعائلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذا العجب العجاب‏!‏

هو إنسان كبقية أهل مصر‏..‏ لا يفترق عنهم في شيء‏..‏ لا هو بالصغير فيترك لقلة مداركه‏..‏ ولا هو بالكبير الطاعن في السن فيهمل لهرمه وخرق عقله وتوهانه عن الدنيا‏. ولا هو بالشيخ المعمم‏..‏ ولا هو أفندي مطربش‏..‏ ولا هو شيخ طريقة يركب بغلته في المواسم والأعياد ويطوف مع أتباعه ضريح صاحب المقام‏..‏
ولكنه يحكي عجبا‏..‏
ولا هو صاحب جاه وسلطان ومقام عال العال‏..‏ ولا هو مجذوب من مجاذيب مولانا الحسين‏,‏ كما عرفنا المارشال علي في شبابنا يمسك سيفا خشبيا ويرتدي بزة بألف نيشان من أغطية زجاجات الكازوزة‏.‏
ولكنه هنا يحكي عجبا‏..‏
هو أمامي الآن إنسان بسيط غاية البساطة لا هو بالمتحذلق علما‏,‏ ولا بالمدعي وصولا وبركة‏..‏ مجرد موظف كان في وزارة الزراعة ثم خرج إلي المعاش‏..‏ ومازال يعيش علي معاشه البسيط هو وأسرته الصغيرة‏..‏
ولكنه أمامي الآن يحكي عجبا‏..‏
يحكي عن حفيد لرسول الله صلي الله عليه وسلم‏..‏ وألقابه بديع الزمان ولؤلؤة أهل البيت المعمور‏..‏ الإمام يحيي المتوج بالأنوار‏..‏ الذي عثر علي قبره الكريم بالمصادفة أسفل أديم بيت الآباء والأجداد في قرية الغار المتاخمة لحدود مدينة الزقازيق‏..‏ ظل مهجورا مهجورا سنوات عددا‏.‏
أسأله ونحن نجلس الآن علي سجادة عريضة بنية اللون فوق حشيات قطنية ومساند مثلها‏,‏ ونمدد سيقاننا بطول الغرفة المستطيلة‏..‏ التي ليس فيها من الأثاث إلا ما نجلس عليه‏..‏ وما يمتد تحتنا‏..‏ والتي تقع فوق ضريح الإمام يحيي المتوج بالأنوار‏:‏ كيف وجدته؟
هو يحكي عجبا‏..‏
قال الرجل الطيب خادم المقام‏:‏ وجدته مدفونا أسفل الرديم الهائل الذي تفوح منه رائحة المسك‏..‏ داخل لحد‏..‏كما هو‏!‏
أسأله دهشا‏:‏ ماذا تعني بجملة كما هو؟
قال‏:‏ كما الأنبياء وأولياء الله الصالحين لا تفني أجسادهم أبدا‏..‏
هو أمامي مازال يحكي عجبا‏..‏
قال‏:‏ وجدته كأنه دفن بالأمس فقط‏..‏ بكامل جثمانه‏..‏ فقط جلد الوجه ملتصق بالعظام‏..‏ لكنني أقول لك الحق‏..‏
قلت‏:‏ أنت تقول الحق يا مولانا منذ تحدثنا ومن ساعة جمعنا هذا المكان وهذا الزمان؟
قال‏:‏ لو أنك ندهت عليه‏..‏ يا فضيلة الإمام يحيي قم‏..‏ الصباح قد أشرق‏..‏ لقام من رقدته وأقرأك السلام للتو واللحظة‏!‏
هو مازال يحكي عجبا‏..‏
وكيف عرفت يا مولانا الرجل الطيب الصالح‏..‏ أن هذا الجثمان الذي لم يبل بعد ويبدو أنه لن يبلي أبدا‏..‏ للإمام يحيي المتوج بالأنوار حفيد رسول الله صلي الله عليه وسلم؟
قال‏:‏ من قطعة من الرخام وجدتها ملتصقة بالجدار الذي يرقد جثمانه ملاصقا له‏..‏
أسأله وكأنني كنت معه ساعة الكشف المثير‏:‏ وماذا فعلت ساعتها؟
قال الرجل الطيب‏:‏ انحنيت علي أديم الأرض وقبلت التراب العطر‏..‏ وأبلغت المجلس الأعلي للطرق الصوفية‏..‏ التي أرسلت ثاني يوم وفدا مكونا من‏22‏ عضوا من فطاحل رجالات الطرق الصوفية‏..‏ مكثوا هنا يوما أو بعض يوم يفحصون الجثمان‏..‏ ولما تأكدوا أنه هو الإمام يحيي لؤلؤة أهل البيت المتوج بالأنوار المحمدية‏..‏ أغلقوا اللحد‏..‏ وأصدروا قرارا بتعييني خادما للضريح‏..‏
اسأله‏:‏ لماذا لم تتصل بالمجلس الأعلي للاثار وهو الجهة المختصة اساسا بعمر الضريح وعمر المكان كله؟
قال‏:‏ اللي حصل‏!‏
‏..............‏
‏...............‏
هو مازال يحكي عجبا‏..‏
أشم ورفاقي في الجلسة عثمان شحاتة ونرمين الشودافي وفريدة عبدالستار رائحة مسك فواحة تملأ المكان كله‏..‏ أسأله‏:‏ هل توقدون عيدانا من البخور هنا برائحة المسك‏..‏ التي نشمها كلنا الآن؟
قال‏:‏ المكان كله تفوح منه هذه الرائحة منذ أن عثرنا علي الجثمان الطاهر للأمام يحيي بديع الزمان‏.‏
قلت في سري دون صوت‏:‏ الله أكبر‏..‏
أنا مازلت منصتا إليه إنصات أبوالهول عبر خمسين قرنا من الصمت‏..‏ والرجل الطيب مازال يحكي عجبا‏..‏
قال‏:‏ لم تسألني كيف عرفت أن الإمام يحيي لؤلؤة آل البيت‏.‏ موجود هنا في هذا البيت‏..‏ ومدفون في أساساته في باطن الأرض علي بعد نحو ستة أمتار قبل نحو‏1200‏ سنة علي الأقل؟
قلنا كلنا‏:‏ فاتتني هذه؟
قال والعجب العجاب في كلامه عرفته من الإمام يحيي المتوج بالأنوار نفسه؟
فاغرا فاهي عجبا‏:‏ عبر حجب الغيب‏..‏ أم في حلم نوراني‏..‏ أم في رؤيا كأنها الحقيقة؟
قال‏:‏ بل وجها لوجه‏!‏
لم أسأل‏..‏ تركته يسترسل في كلامه العجب العجاب‏:‏ بل وجها لوجه‏..‏ كما أحدثك أنت الآن في المقام والمكان‏.‏
لم أتكلم‏..‏ لم أنبس ببنت شفة‏..‏ تحولت مرة أخري إلي تمثال أبوالهول الصامت أبد الدهر‏..‏ فالعجب العجاب في حديثه‏..‏ وأنا شخصيا لم أجد ساعتها مبررا واحدا لكيلا أصدقه‏..‏ وهو طول الوقت لا يتحدث إلا صدقا‏..‏ ولا يقول إلا حقا ويقينا‏..‏
هو مسترسلا في حديثه‏:‏ في أحد الأيام بعد صلاة العشاء في المسجد الملاصق لمنزلنا القديم‏..‏ شعرت كأن أحدا يلمسني فأصابتني رعدة‏..‏ وذهبت إلي منزلي مدفوعا بدافع خفي لا أعرفه‏..‏ونمت في منزل الأجداد‏..‏ وتحتي مقام حفيد رسول الله صلي الله عليه وسلم‏..‏ وأنا لم أكن أعرف وقتها‏,‏ ولم أكن قد كشفت عنه بعد‏..‏ فإذا بي أجد من يربت علي كتفي ويقول لي‏:‏ قم يا عبدالله‏..‏ أنا الإمام يحيي المتوج بالأنوار‏.‏
قلت له‏:‏ لو كنت مكانك لسقطت مغشيا علي‏!‏
قال‏:‏ بالفعل سقطت علي ظهري‏..‏ ولكنني لم أغب عن الوعي‏..‏ ساعدني الإمام يحيي نفسه وأقامني وأقعدني إلي جواره‏..‏ وقال لي‏:‏ لا تخف اهبط أسفل هذه الحجرة ستجدني في لحدي كما توفاني الله‏.‏
أسأل‏:‏ ألم تسأله كيف انتقل إلي جوار ربه أماته الله أم قتل بفعل فاعل؟
قال والعجب العجاب في كلامه‏:‏ قال لي إنه قتل في معركة مع الخارجين عن الدين والقانون من أعداء آل البيت‏..‏ هنا في هذا المكان‏.‏
قلت‏:‏ الذي أعرفه أنا من كتاب الزمخشري أنه قال‏:‏ دارت معركة حامية مع أعداء آل البيت وبين جماعة الإمام يحيي المتوج بالأنوار في أثناء رحلته من القاهرة إلي بلبيس حيث يقيم‏,‏ ومعه من أسرته ابنته الصغري السيدة زينب الصغري وهي غير السيدة زينب ذات المقام في حي السيدة زينب‏..‏ قتل خلالها الإمام يحيي وابنته السيدة زينب‏..‏و الذي ينتسب إلي جده الإمام علي بن أبي طالب عند قرية غاردين المعروفة الآن باسم الغار ودفنوا جميعا هنا‏..‏ كان ذلك في شهر ربيع الأول من عام‏206‏ هجرية‏.‏
قلت‏:‏ من المؤكد أنه لم تصحبهم في هذه الرحلة المشئومة السيدة نفيسة العلم أخته ومقامها مازال مشرق بالأنوار والبركات في قاهرة المعز لدين الله‏..*‏ انتهي كلام الزمخشري‏.‏
‏..............‏
‏..............‏
هو مازال يحكي عجبا‏..‏
مازلنا جلوسا في غرفة فوق مقام الإمام يحيي المتوج بالأنوار‏.‏ والزحام خارج المقام كأننا في الليلة الكبيرة من مولد الحسين كرم الله وجهه‏.‏
يسألني‏:‏ ألا تريد أن تركب مركبة سيدنا نوح وتكون أحد ركابها عندما ملأ الطوفان الأرض؟
قلت‏:‏ ليتني كنت حقا أحد ركابها المؤمنين‏..‏ لأري سيدنا نوح عليه السلام الذي عاش ألف سنة إلا خمسين‏!‏
قال‏:‏ أتريد أن تري صورة غار ثور الذي اختبأ فيه الرسول الكريم مع رفيق دربه وإسلامه سيدنا أبي بكر الصديق؟
قلت‏:‏ والذي قال المولي عز وجل عنه في محكم آياته‏:‏ثاني اثنين إذ هما في الغار‏,‏ إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا‏.‏
قال الرجل الطيب‏:‏ ألا تريد أن تري فيل أبرهة؟
ألا تريد أن تري توقيع الرسول علي رسائله التي أرسلها يدعو ملوك وأباطرة العالم إلي الإسلام بخط سيدنا علي كرم الله وجهه؟
هو مازال يحكي عجبا‏..‏
ألا تريد أن تري صورة سيدنا نوح الذي مكث في الأرض ألف سنة إلا خمسين؟
ألا تريد أن تري صورة سيدنا سليمان عليه السلام جالسا علي عرشه ممسكا بصولجانه؟
ألا تريد أن تري صورة السيدة مريم العذراء وقد تمثل لها سيدنا جبريل بشرا سويا؟
ألا تريد أن تري حوت سيدنا يونس عليه السلام وهو يلفظه من فمه؟
ألا تريد أن تري سيدنا الخضر عليه السلام؟
قلت للرجل الطيب‏:‏ أهو فيلم وثائقي سوف تعرضه علينا؟
قال والعجب العجاب في حديثه‏:‏ بل صورا ورسوما تملأ الآن جدران الإمام يحيي المتوج بالأنوار‏..‏ هيا بنا ننزل ونري معا‏..‏
‏..............‏
‏..............‏
هبطنا درجات سلم حلزوني مثل سلالم الجوامع الحجرية زمان قبل أن تظهر الميكروفونات التي حرمتنا من صوت المؤذن الطبيعي‏..‏ نحن الآن داخل ضريح الإمام يحيي المتوج بالأنوار‏..‏ الأنوار تملأ المكان كله‏..‏ والضريح آية في الفن والعمارة‏..‏ كأنك فتحت صدفة فظهرت عشرات اللآليء تبرق وتضوي وتنير‏..‏ بالبشر والترحاب ووجه باسم طيب استقبلنا إنه حسام ابن خادم المقام الذي يروي لنا حديثا عجبا‏..‏ قال لنا‏:‏
أنا خريج اقتصاد وعلوم سياسية‏,‏ وقد وهبت نفسي وحياتي كلها لما يجري هنا من كرامات ربانية ورسالات من المولي عز وجل تتجلي هنا علي جدران هذا الضريح الطاهر‏.‏
لم يتركنا صاحب العجب العجاب‏..‏ ولكنه مكث غير بعيد‏..‏ حسام أمامي بلحية صغيرة لا تكاد تري‏..‏ ووجه مشرق بسام قال لي‏:‏ هذه الصور والرسوم التي ستراها الآن ظهرت أول ما ظهرت قبل نحو أربعة أعوام‏..‏ بظهور صور الأماكن المقدسة‏..‏ الكعبة المشرفة‏..‏ أمامك مباشرة‏.‏
أنظر‏..‏ أدقق لأري ملامح ومعالم الكعبة كأنها مرسومة علي الرخام‏..‏
وهذا هو غار ثور يقول حسام الذي اختبأ فيه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مع رفيق رحلة الهجرة إلي المدينة سيدنا أبوبكر الصديق‏.‏
أنظر‏..‏ أدقق‏..‏ هذا هو بالفعل غار ثور وعليه نسيج العنكبوت وعش حمام كأنه الحقيقي‏.‏
وعلي جدار مواجه‏..‏ هذا هو فيل أبرهة يقول حسام الذي توقف أمام الكعبة المشرفة وامتنع بأمر إلهي عن هدمها‏..‏ وهذا هو حوت سيدنا يونس عليه السلام وهو يلفظه فوق صخرة علي الشاطئ بأمر الله‏.‏
الرسوم محاط بها إطار من شريط أسود وضعها بنفسه صاحب الحكاوي العجب العجاب‏..‏ بعد أن تراءت له وظهرت قبل نحو أربعة أعوام‏..‏
يمسك حسام الدين بيدي ويشير إلي توقيع واضح فوق الرخام ملاصق لشباك ضريح الإمام المتوج بالأنوار‏.‏
وسألني‏:‏ أليس هذا توقيع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في كل رسائله إلي حكام وأباطرة وملوك ذلك الزمان لكي يدخلوا في الإسلام؟
نظرت‏..‏ دققت وقلت‏:‏ إنه بلاشك هو؟
يمسك حسام بيدي ويقودني إلي أكثر من أحببت واحترمت من نساء الأرض‏..‏ إنها السيدة مريم العذراء التي اختارها الله لكي تكون أما للمسيح كلمة الله إلي الدنيا كلها قبل الزمان بزمان‏..‏ الرسم كأنه صورة مريم العذراء ورسول من الله أمامها ليهبها غلاما ذكيا‏.‏
وهذا هو سيدنا سليمان عليه السلام يقودني حسام إلي صورته وهو يجلس علي كرسي العرش‏.‏
يسألني‏:‏ أليس هو سيدنا سليمان عليه السلام؟
قلت‏:‏ أنا لم أشاهد سيدنا سليمان‏..‏ ولكني سأقول لك ما قالته بلقيس ملكة سبأ‏..‏ عندما أحضر الجني كرسي عرشها من مملكتها البعيدة‏:‏ كأنه هو؟
‏...............‏
‏..............‏
مازلنا في حضرة العجب العجاب‏..‏
يتدخل الرجل الذي قال عجبا واسمه سعيد زمزم خادم الضريح‏,‏ ومكتشف جثمان الإمام يحيي المتوج بالأنوار الذي نحن الآن تلفنا أنواره وبركاته‏..‏ قائلا‏:‏ ياسيدي هذه كرامات أراد الله أن يرسلها إلينا ونحن نعيش أياما صعبة علينا كعرب وكمسلمين وكمسيحيين‏..‏ إنها رسالة خير لنا وللعالم‏..‏ إنها معجزة من السماء تدعو الخلق كل الخلق للخير وسلوك سبل السلام ونبذ الحروب والفتن‏.‏
يشدني حسام من يدي ويقول‏:‏ ألا تريد أن تري سفينة نوح‏..‏ هاهي أمامك تمخر عباب الطوفان‏..‏ وهذا هو سيدنا شعيب عليه السلام‏..‏ وإلي جواره سيدنا نوح عليه السلام‏.‏
وهؤلاء هم آل البيت المعمور‏..‏ سيدنا علي بن أبي طالب‏,‏ ومعه سيدنا الحسن جد صاحب المقام‏,‏ وسيدنا الحسين كرم الله وجهه‏.‏
يسألني‏:‏ ألا تريد أن تري وجه سيدنا الخضر عليه السلام؟
قلت‏:‏ هذا العبد الصالح الذي علم سيدنا موسي ما لم يعلم؟
قلت‏:‏ نعم‏..‏ وعنه مباشرة آخر صورة ظهرت للشيخ محمد متولي الشعراوي ذلك الداعية الذي دخل قلوب كل المسلمين قاطبة‏..‏ وهو يظهر علي صورته التي ظهر بها وهو يعظ الناس علي شاشة التليفزيون‏!‏
أسأله‏:‏ أليس من صورة أو رسم أو تخيل لامرأة مؤمنة من آل البيت عرفت ربها وأدت صلاتها؟
قال‏:‏ بل كثير‏..‏ هذه صورة السيدة فاطمة الزهراء زوجة سيدنا علي بن أبي طالب‏..‏ ومعها صورة السيدة رقية أجمل نساء أهل البيت‏..‏
أدقق بعيني لأري صورة زهرة جميلة للسيدة رقية أجمل نساء آل البيت‏.‏
أسأل‏:‏ من رسمها؟ من صورها؟
قالوا‏:‏ الله أعلم ورسوله‏..‏ لقد قمنا من نومنا ذات يوم فوجدنا هذه الرسوم وهذه الصور التي بدأت تظهر تباعا من عام‏2006‏ حتي اليوم‏..‏ وربما تظهر رسوم أخري غدا أو بعد غد‏..‏ من يعرف؟
أسأله‏:‏ولكن من قال لك إن هذه صورة سيدنا نوح‏..‏ وهذه صورة سيدنا شعيب‏..‏ وهذا سليمان عليه السلام؟
قال‏:‏ إنه الإمام يحيي نفسه‏..‏ كان يقودني إلي كل رسم ويقول لي هذا نوح‏,‏ وهذا سليمان‏.‏
‏................‏
‏................‏
آن لنا أن ننسحب بعد أن دخلت الضريح كاميرات تليفزيونية لإحدي القنوات الخاصة‏..‏ ومذيعات بالأحمر والبودرة‏.‏
قلت للرجل الذي حدثني عجبا‏:‏ لا يليق أن تقتحم كاميرات تليفزيونية قدسية هذا المكان؟
صمت ولم يجب‏..‏
صعدنا مرة أخري إلي الدور العلوي عبر سلمات السلم الحلزوني الحجري‏..‏
جلسنا علي سجادة فوق الأرض وأسندنا ظهرنا إلي الحائط‏..‏ قلت لصاحب حديث العجب العجاب‏:‏ أما من فنجان قهوة‏..‏ هذا موعده بالضبط؟
نادي علي ابنته المتزوجة لتضع لنا فناجين القهوة‏.‏
أسأل من قال لي عجبا‏:‏ ألا تقبل تبرعات أو هبات من أي جهة؟
قال‏:‏ لا‏..‏ وليس للضريح صندوق نذور‏..‏
أسأله‏:‏ كيف تنفق علي الضريح؟
قال‏:‏ ما قالته السيدة مريم عندما سألها سيدنا زكريا عندما وجد عندها رزقا‏,‏ قالت‏:‏ هو من عند الله‏.‏
‏................‏
‏................‏
مع فناجين القهوة رحت أتذكر‏..‏
قبل نحو أربعين عاما عندما كنت مازلت صحفيا صغيرا في بلاط صاحبة الجلالة الأهرام‏..‏ ذهبت أنا والزميل العزيز المصور محمد لطفي إلي ضاحية الزيتون لنتابع تجلي العذراء مريم ابنة عمران وأم من تكلم في المهد صبيا‏..‏ إنه المسيح عيسي بن مريم كلمة الله إلي خلقه‏,‏ ومكثنا أربعة أيام بلياليها في مولد هذا التجلي المقدس‏..‏
وكتبت أيامها سلسلة تحقيقات في صفحة ثلاثة في الأهرام كشفت فيها عن هذا التجلي العظيم‏..‏ ومن يريد أن يعرف الحقيقة عليه أن يعود إلي أعداد الأهرام في عام‏.1969‏
في عام‏1979‏ أزعم أنني مع الدكتور عبدالرحمن عبدالتواب الباحث الإسلامي الكبير اكتشفنا رفات يوحنا المعمدان المعروف في قرآننا بسيدنا يحيي بن زكريا الذي قال عنه الحق عز وجل في محكم آياته‏:‏ السلام عليه يوم ولد ويوم يموت‏..‏ وذلك في دير الأنبا مقار في وادي النطرون‏.‏
وتفضل البابا شنودة الثالث بابا الكرازة المرقسية بمباركة الكشف الديني العظيم‏..‏
واليوم أذهب إلي مقام ولي الله الإمام يحيي حفيد الإمام علي كرم الله وجهه‏..‏ لأعلن عن تجليات روحانية ربانية لا قبل لنا بها تتمثل في لوحات صور الأنبياء وأولياء الله الصالحين‏..‏ لا نملك إلا أن نحني لها رؤوسنا إجلالا واحتراما وتقدسا‏..‏ ولا رأي مني هنا ولا تعليق‏..‏
ولكن يبقي أن يقول رجال الدين كلمتهم‏.‏
وأن يقولنا الفنانون التشكيليون رأيهم فيما ظهر علي الرخام‏,‏ وأن يقول لنا علماء الجيولوجيا‏:‏ كيف تظهر صور الأنبياء والرسل وأولياء الله الصالحين علي رخام قطع من جبل‏..‏ هل حدث هذا بفعل فاعل‏..‏ أم أننا نتخيل رسوما من عندنا فوق الرخام‏..‏ أم هي حقا كرامات ولي من أولياء الله الصالحين‏,‏ كما قال لي خادم المقام ومكتشف رفات الإمام يحيي المتوج بالأنوار‏..‏ ومكتشف الرسوم الربانية‏.‏
‏..............‏
‏..............‏
لسنا ضد الكرامات التي تظهر في الأوقات الصعبة من حياتنا‏..‏ ولكننا أبدا لا نشجع ولا نطبل ولا نزمر للخرافات‏!‏
لقد قال الرجل العجب العجاب كلمته بالصدق كله وباليقين كله‏..‏
ولكن مازال في حقيبته عجب أكبر وأكبر لم يقله بعد‏..‏ ما هو؟
السر عنده‏..‏ فاسألوه‏!{
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.