ويل لأمة تتخذ من الظلم منهاجا عاما ومن العدل استثناء! تصاعدت بحدة وبخطر شديد وتيرة الاضرابات المختلفة من عمال إلى مضيفين جويين إلى معلمين إلى موظفى الجامعات إلى سائقى هيئة النقل العام، ومع ذلك لم نجد السيد الرئيس يحرك ساكنا أو حتى يكلف رئيس وزرائة بدراسة تلك الإضرابات وكأنهم لا يحكمون هذا الوطن ولا يحصلون على رواتبهم من الشعب الذى انتخبهم!!. إن ما يحدث الآن فى مصر جدير بأن يجعلك تترحم على حلم الثورة التى قام بها شعب يتطلع للعدالة والحرية والمساواة فإذا به يحصد قمعا وتميزا وتفرقة وفقرا أكثر مما ثار ضده. وكأن السيد الرئيس ورئيس وزرائه ورثوا من سلفهم مبارك مقولة (أجيب لكم منين؟) وكأن الحاكم يأتى لنا بصدقة من ماله الخاص!! لا يا سادة المال مال الشعب والله جعلكم أمناء علية لفترة محدودة وللشعب كل الحق فى محاسبتكم على أوجه إنفاقه. ألم يدرك الرئيس أن العدالة الفئوية هى فيروس للظلم والاضطرابات والإضرابات أيضا!!. منذ شهرين تقريبا نشرت لى اليوم السابع- مشكورة - مقال بعنوان (عدالة الرئيس الفئوية) تناولت فيه قرار السيد الرئيس بمجاملة زملائه فى الجامعة ببدل تجاوز 1000 % ولم يصدق أنصار الرئيس من الإخوان ذلك، ثم بدأ الكثير منهم فى مسلسل التبرير الإخوانى عندما تيقنوا من صدق الخبر، الآن تشتعل الجامعات المصرية غضبا من الإداريين الذين لم يتخيلوا تلك الزيادة المهولة والظالمة فطالبوا بالإنصاف وهذا من حقهم. ويتشابه الأمر فى قطاعات كثيرة من الدولة بين من يقبض بالملايين شهريا ومن يحصل على جنيهات قليلة لا تمنحه الكفاف!! العجيب بل والمحير فى ذلك أن السيد الرئيس لديه إصرار عجيب على عدم علاج هذا الخلل بإقرار الحد الأقصى للدخل وضبط الأسعار ومحاربة الاحتكار وفرض ضرائب تصاعدية على الأغنياء!! وكأن مبارك يطل علينا من جديد ولكن بنيو لوك، رئيس مصلى ينتقل من مسجد لآخر والأخبار عن إنسانيته وطيبته ورحمته بحرسه لا تنقطع عنا!! عفوا سيدى الرئيس أين إيمانك بالعدل؟؟ أين تشريعك العادل، أين مساواتك بين المواطنين؟؟ هل من يحمل السلاح فقط هو الجندى الذى ضاعفت أجرة مرتين؟؟ هل أستاذ الجامعة هو من له احتياجات فقط؟؟ أليس الصحفى الشريف والمعلم الشريف والعامل الشريف كل منهم جندى فى مكانه وموقعه وله احتياجاته الإنسانية والمعيشية؟ هل قمنا بثورة لنعيش حياة أسوأ بمراحل؟ هل يعلم الرئيس شيئا عن أسعار الخضار أو اللحوم التى يحتكر سوقها ثلة من لصوص الوطن؟ هل الدكتور مرسى واحد مننا حقا؟ لماذا لا تقر مشروعا وطنيا عاجلا للمساواة وتكون التفرقة منطقية على حسب طبيعة العمل ودرجة التعليم؟ سيدى الرئيس أرجوك لا تتفنن فى صناعة أعداء لك ولحزبك وجماعتك. سيدى الرئيس اتق دعوة المظلوم وأنت التقى الورع الحامل لكتاب الله، اتق دعوة الفقير والموظف المسكين والعامل الكادح والمريض الذى يموت من عذاب المرض، ومن فحش أسعار الدواء والعلاج.. اللهم بلغتت اللهم فاشهد.